الكيان المسعور الإثنين 02 ديسمبر-كانون الأول 2013 الساعة 01 مساءً د. عبدالعزيز المقالح أخيراً، وأخيراً جداً، اكتشفت الولاياتالمتحدة على لسان وزير خارجيتها جون كيري أن الكيان الصهيوني الرابض على أرض فلسطين العربية ليس سوى كلب مسعور.. ويبدو هذا الاكتشاف المفاجئ على درجة عالية من الأهمية حتى وإن تأخر وجاء بعد تجاهل طويل.. والمطلوب بعد هذا التوصيف الدقيق البدء في العمل على إيقاف الكلب المسعور عند حده حتى لا تتسمم المنطقة كلها بسعاره، وتتضاعف مشكلاتها وما تعانيه من أزمات وحروب. وفي إمكان الولاياتالمتحدة وحدها لاسيما بعد أن اتضح لها مصدر الخطر أن تردع هذا الكلب المسعور وتدرك أن أكبر الخسائر التي لحقت بها كانت بسبب هذا الكلب الذي يسعى إلى أن يجعل العالم وليس المنطقة فقط يعيش على بركان من الأزمات والحروب والصراعات اليومية ظناً منه أن ذلك هو الأسلوب الأمثل لبقائه في صدر الاهتمامات الدولية. إن السيد كيري وعدداً من الساسة المخضرمين والجدد في الولاياتالمتحدة باتوا يدركون جيداً المخاطر التي يؤدي إليها انحياز الدولة العظمى إلى هذا الكيان المسعور، وباتوا يشعرون أيضاً بما يسببه هذا الانحياز من انحرافات سياسية وأخلاقية في الداخل الأمريكي أولاً وفي الخارج ثانياً. ويبدو أنهم مصممون على نزع الغشاوة التي حجبت الرؤية الحقيقية لما يجري في المنطقة ولما يجري داخل الكيان المسعور نفسه.. وأن الرأي العام الأمريكي لم يعد يتحمل العبث بمصالحه القومية والاقتصادية. وأنه صار على دراية بما يرتكبه اللوبي الصهيوني من جرائم تعكس نفسها على الداخل الأمريكي وعلى الأمن القومي للدولة العظمى، وأن أحداً ي الولاياتالمتحدة لم يعد يخشى تهمة السامية أو العنصرية بعد أن أصبح الكيان المسعور بؤرة مرعبة للتميز وللعنصرية بأسوأ أشكالها وأخطر ما تبذره من تداعيات. ومن المؤكد تاريخياً أن الولاياتالمتحدة لم تكن الوحيدة في الغرب التي أرادات من تنصيب الكيان الصهيوني في المنطقة العربية أن يكون حارساً لمصالحها فقد سبقتها إلى ذلك الدول الأوروبية، وكانت بريطانيا وفرنسا في المقدمة وقد كانتا وراء فكرة إنشاء هذا الكيان وإعطائه صلاحية الشرطي الذي لا يحرس المصالح فقط وإنما يتولى أعمال الإثارة والإقلاق وزعزعة حالة الاستقرار، ومن المؤكد أيضاً، أن الدول الأوروبية والولاياتالمتحدة قد أنفقت الكثير من الأموال وقدمت الكثير من الدعم السياسي والعسكري، وبدون ذلك ما كان لهذا الكيان المصطنع أن يخرج إلى الوجود، أو أن يعيش يوماً واحداً بمقدراته الذاتية.. وربما اكتشف الجميع أنه بعد هذا الإنفاق غير المحدود والرعاية المطلقة لم يتحقق الهدف المطلوب وأن الأعباء تكبر ومطالب الكيان تزيد وتأخذ في أحيان كثيرة قدراً من الصلافة والوقاحة بدلاً من التسول والرجاء. ولعل الوضع الراهن للإدارة الأمريكية وما بدأت مقابلة الدولة من نقص في الإمكانات نتيجة الأزمات الاقتصادية قد كانت وراء التصريحات الأخيرة لوزير الخارجية جون كيري وما تكشفه من ضيق تجاه الكيان ومطالبه التي تفوق طاقة الولاياتالمتحدة وتشكّل عبئاً ثقيلاً على خزانة الدولة العظمى، فضلاً عن الأعباء المعنوية وما يصدر عنها من انكسارات سياسية وفقدان ثقة كثير من الشعوب التي تربطها بالولاياتالمتحدة صلات تاريخية واستراتيجية.. وما نتمناه ويتمناه كل البشر أن تكون تلك التصريحات المنصفة بداية تحول في الموقف الأمريكي، وخطوة أولى تتبعها خطوات نحو إعادة الحق إلى نصابه والأرض السليبة إلى أهلها.