( هند ) كاتبة روائية .. في العقد الأربعين من عمرها .. الزمن مر على سنوات عمرها و نسي جسدها و تقاسيم وجهها فأبقاها تنضح بالشباب و التفاؤل و النضارة .. سر ذلك مشاعرها المرهفة و نبلها و رقي تفكيرها و حكمتها التي اكتسبتها من مهنتها في الكتابة .. و من خلال زاويتها الأسبوعية " أنا معك " في أشهر مجلة إماراتية أخذت على عاتقها مساعدة أي امرأة و صبية و شابة .. تنصح .. تحكم .. توجه .. تسأل و تستوضح .. تحل مشكلة .. تجد الحل .. المهم أن تريح صاحبة المشكلة .. جمهورها النسائي كبير و من كل الأعمار مما جعل أي محطة تلفزيونية تسارع لاستضافتها أو توقيع عقد معها لتظهر على شاشاتها و كسب جمهور جديد من خلال حواراتها و ثقافتها و سعة معرفتها ، لها ابنة واحدة ( عذاري ) من شاب مراهق أحبته و هي بعد في السادسة عشرة من عمرها تزوجت به لكنه سرعان ما طلقها و هرب من البلد ليتركها مع طفلتها الصغيرة عذاري وحدها في هذه الحياة . عانت هند كثيراً إلا أن الحياة حين تأخذ تعطي من الجهة الأخرى فقد صقلت صعوبة الحياة التي عاشتها هند ، شخصيتها و قوّتها و أمدتها بخبرة كبيرة في التعايش مع الحياة و ظروفها مهما صعبت مما جعلها من أشهر الكاتبات الروائيات في البلد .. وبالنسبة لعذاري فهي فتاة تفتقد الأب و تعلقت ب ( فيصل ) دكتورها في الجامعة .. لفتها بشعره الأبيض و وسامته و الحزن العميق في عينيه فأحبته و سهرت الليل تفكر به .. تراجعت بدراستها .. باغتها الشرود و الزوغان الدائم حتى جاء الوقت لتعترف عذاري لصديقاتها بحبها للدكتور ( فيصل ) فوقفن ضدها و نصحنها بالتراجع عن هذا الحب المحكوم مسبقاً بالفشل فالدكتور كما يعلم كل طلاب الجامعة رجل مستقيم شخصيته قوية أقرب للئم و ليس له في هذه القصص ومن هذا الحب الذي يعتمل في صدر عذاري التي تقرر مصارحة أحب الناس لها و أقرب صديقاتها لقلبها ( هند ) أمها .. لنتفاجئ بموقف هند الغريب من حب ابنتها لرجل يكبرها بثلاثين عاماً .. وقفت معها شجعت هذا الحب و حضنت ابنتها سعدت عذاري بتقبل أمها لحبها من الدكتور فيصل و أفشت لها بكل ما تشعره حين تراه و كيف يدق قلبها حين يحادثها و الابتسامة لا تفارق أمها فرحة بحب ابنتها حتى أنها وعدتها أن تسمعها كل يوم و هي تروي لها آخر المستجدات بل و وعدتها أن تساعدها لتلفت نظره و تُشعره بحبها علّ حلمها يتحقق و يحبها كما تحبه . هند ليست أم مجنونة حتماً و لا هي غير آبهة بابنتها الوحيدة التي ربتها بكل حب و رعاية .. لكنها على علم و دراية و ثقة أن أي طفلة حُرمت من والدها في صغرها ستبحث عنه في صباها حتى لو حققت ذلك مع رجل آخر يشابه والدها في العمر .. هو ليس حباً واعياً جدياً بل نزوة عاطفية مؤقتة يجب أن تُبتر من قلب ابنتها بطريقة ذكية .. لا الزجر و لا الضغط و لا التقريع و العتب سينفعان مع صبية في ريعان صباها تعشق و تتيم في رجل يعجبها لذا بينما كانت هند تسمع ابنتها و تبتسم لها و تتحمس لحبها من جهة كانت في الجهة المقابلة تفكر في حل تستطيع من خلالها إيقاف هذا الحب عن قلب ابنتها بطريقة غير مؤذية لمشاعرها .. البنات في هذه السن عنيدات عندما يدق قلبهن لأول مرة هذا ما كانت هند واثقة منه وهي تتعامل مع ابنتها لذا وجدت الحل و قررت التصرف بأسرع ما يمكن زارت الدكتور فيصل في مكتبه في الجامعة و عرفته بنفسها طالبةً منه مساعدة ابنتها لكن الدكتور فيصل لا وقت له لهذه الترهات ومثل هذه القصص و خصوصاً أنه قرر منذ سنوات وضع نفسه ضمن قوقعة تحميه من براثن جنس حواء و يبعد عنهن مسافة ملايين الأميال لأسباب خاصة . أعطت هند بطاقتها للدكتور فيصل علّه يفكر و يقدم المساعدة و خرجت من مكتبه و هي تبتسم للوقت الذي أضاعه في زيارتها لكن نيران الضيق و الانزعاج تغلي في صدرها فهي ليست إلا أم طلبت المساعدة من رجل يهدد سعادة ابنتها دون أن يدري عادت هند لبيتها و لابنتها لتسمع منها المزيد عن مشاعرها تجاه هذا الرجل الأسطوري و عن أحلامها معه و كيف ستبني هي و هو بيت يكلله الحب و التفاهم و لأول مرة تخاف هند فابنتها واقعة في شرك رجل بلا قلب هذا ما أحسته هند في زيارتها لمكتب هذا الكائن الأسطوري الذي عشقته ابنتها و كرهته ، أما الدكتور فيصل فعاد لبيته و قد نسي تماماً أمر طالبته و أمر أمها ( الأستاذة هند ) التي وصلت بطاقتها بالصدفة إلى ابنة الدكتور فيصل الصغرى ( نوف ) ليطير عقلها من الفرح .. والدها يعرف الأستاذة هند ؟ لا تصدق .. كم هي سعيدة .. كم هي محظوظة فأخيراً حصلت على شيء يصلها بأهم إنسانة تعيش فوق سطح الأرض بعد أن ابتلعت الأرض أمها . يعرض المسلسل من الأحد إلى الخميس الساعة التاسعة مساء بتوقيت الإمارات مسلسل صمت البوح | أنا زهرة.