بيروت - "الخليج": أكد الرئيس اللبناني ميشال سليمان أمس، أنه "لا يجوز أن نفسد علاقاتنا التاريخية مع دولة عزيزة، وشعبها، وهنا أعني المملكة العربية السعودية من طريق توجيه التهم إليها جزافاً من دون أي سند قضائي أو حقيقي أو ملموس، أو عبر التدخل في أزمات دولة أخرى وأعني سوريا، لمناصرة فريق ضد آخر، وهذا التدخل من أي طرف أتى هو أيضاً مدان وكل هذا يجري للأسف وعدونا ينتظر ويحقق أهدافه الهدف تلو الآخر، واليوم حقق هدفاً من أهدافه" . جاء كلام سليمان رداً على ما أطلقه الأمين العام ل"حزب الله" نصرالله من مواقف هاجم فيها السعودية، واعتبر أن "مشكلة السعودية هي أنّها تعاطت منذ البداية مع إيران على أنّها عدوّ"، وقال "السعودية لا تمتلك جرأة الذهاب إلى حرب، لكنّها تخوض بالمال حروباً بالواسطة" . بالتزامن، أمل رئيس مجلس النواب نبيه بري "أن تنجح الخطة الأمنية في طرابلس، وأن تسير وفق ما هو مرسوم لها"، منوها ب"النتائج التي حققتها حتى الآن"، وشدد مرة أخرى على "توفير كل عوامل النجاح للجيش من أجل القيام بمهماته كاملة وإعادة الأمن والاستقرار للمدينة ولأبنائها"، وعن اغتيال أحد قادة "حزب الله" حسان اللقيس، قال بري إن "أسلوب الاغتيال "إسرائيلي""، مؤكداً "ضرورة اليقظة في هذه المرحلة لأن العدو يتربص بنا جميعاً" . وظلّت طرابلس في دائرة الاهتمام بعدما وُضعت تحت إمرة الجيش اللبناني، وخيم الهدوء التام على المدينة التي شهدت تراجعاً في حدّة الاشتباكات، وحركة سير طبيعية، وفتحت المؤسسات التجارية أبوابها واستأنفت المدارس والجامعات عملها باستثناء القريبة من مناطق الاشتباكات، ونفذت وحدات الجيش انتشاراً واسعاً، وبدأت إزالة الدشم والمتاريس والسواتر الترابية . ونفذت وحدات الجيش مداهمات بحثاً عن مطلوبين، وصدر عن قيادة الجيش بيان قالت فيه إنه "نتيجة التدابير الأمنية المتواصلة، أوقف أربعة مسلحين لقيام بعضهم بتنفيذ أعمال قنص وإطلاق نار على عسكريين ومدنيين وإقدام بعضهم الآخر على إطلاق النار إرهاباً وحيازة أسلحة" . وأكّد قائد الجيش العماد جان قهوجي "أنّ قرار الجيش الحازم هو التصدّي للعابثين بالأمن في أيّ مكان كانوا، وإلى أيّ جهة انتموا"، وحذّر من أيّ محاولة لاستنزاف الجيش، مؤكداً أنّ الجيش قادر على حسم الوضع في طرابلس عسكريّاً في 24 ساعة لكنّ ثمن هذا سيكون تدمير جزء كبير من المدينة ومن جبل محسن، عدا عن سقوط مئات الضحايا، ومن هنا فإنّ الجيش ليس في حاجة إلى غطاء سياسيّ وإنّما يحتاج إلى حدّ أدنى من وفاق سياسيّ لكي يحصل وقف إطلاق نار . وصدر عن العلاقات الإعلامية في "حزب الله" بيان جاء فيه أن حسان هولو اللقيس تعرض الساعة الثانية عشرة من ليل الثلاثاء، لعملية اغتيال أمام منزله في السان تيريز- الحدث في الضاحية الجنوبية لبيروت، ووجّه البيان "الاتهام المباشر إلى العدو "الإسرائيلي" حكماً، الذي حاول أن ينال من أخينا الشهيد مرات عديدة وفي أكثر من منطقة، وفشلت محاولاته تلك" . ونفى الناطق باسم الخارجية "الإسرائيلية" ييغال بالمور تورّط "إسرائيل" بجريمة اغتيال اللقيس، وقال إنّ حزب الله يلقي بمسؤولية كل شيء على "إسرائيل" من دون أن ينتظر لا أدلة ولا وقائع . وتبنت مجموعة تطلق على نفسها اسم "لواء أحرار السنة في بعلبك" في تغريدة على "تويتر" اغتيال اللقيس، كما تبنت مجموعة أخرى تطلق على نفسها اسم "كتيبة أنصار الأمة الإسلامية" العملية، تحت عنوان "غزوة الضاحية الجنوبية" . واتهم مساعد وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان "تيارات صهيونية في المنطقة باغتيال أحد قادة حزب الله اللبناني عبر استخدام التكفيريين" . وأشارت معلومات أمنية إلى أن اللقيس أصيب بخمس رصاصات في الرأس والعنق، تم إطلاقها عليه من سلاح حربي على مسافة قريبة في موقف للسيارات داخل المبنى الذي يقطن فيه، ورجحت أن تكون المجموعة استخدمت مسدساً كاتماً للصوت، وأن 3 أشخاص نفذوا العملية . ورأى الرئيس اللبناني في اغتيال اللقيس حلقة جديدة من "محاولات إثارة الفتنة الطائفية والمذهبية وضرب حال الأمن والسلم الأهلي"، ولفت إلى أن "هذه الجريمة تصب في خانة الأهداف "الإسرائيلية" لتأجيج الصراعات الطائفية والمذهبية"، ودعا اللبنانيين إلى "الوعي والتنبه لما يحاك من فتن متنقلة" .