ضرورة تركيز الجهود للقضاء على جميع أشكال العنف التي تتعرض لها المرأة * خلف: المنطقة العربية شهدت تحسناً كبيراً في المجالات المتعلقة بحقوق المرأة خلال العقدين الماضيين دارين العلي شهد افتتاح الدورة السادسة للجنة المرأة باللجنة الاقتصادية والاجتماعية لغربي آسيا «اسكوا» التابعة الأممالمتحدة المنعقد حاليا في الكويت طرح مبادرة كويتية لرئيسة لجنة شؤون المرأة التابعة لمجلس الوزراء الشيخة لطيفة الفهد من أجل دعم المرأة في الدول العربية الشقيقة التي تشهد موجة اضطرابات وتطورات سياسية وأمنية من أجل مواجهة العنف الذي تتعرض له وتجاوز آثاره وتداعياته. جاءت هذه المبادرة خلال كلمة ألقتها الشيخة لطيفة الفهد في المؤتمر الذي يقام تحت رعاية سمو رئيس مجلس الوزراء الشيخ جابر المبارك وحضور وزيرة الشؤون الاجتماعية والعمل د.ذكرى الرشيدي ممثلة عن راعي الملتقى بالإضافة إلى عدد من ممثلي الاسكوا والدول المشاركة فيها وعدد من الوزيرات العربيات وحشد من أعضاء السلك الديبلوماسي والشخصيات العامة، وتقضي المبادرة التي طرحتها الفهد بتوجه وفود إلى الدول الشقيقة المعنية لمشاركة المرأة العربية في هذه الدول آلامها ومعاناتها مشاركة حقيقية والتعرف على همومها وستكون مهمة الوفود أيضا تلمس مشاكل المرأة هناك ودراسة أوضاعها واحتياجاتها عن قرب وتبني قضيتها في المحافل العربية وحشد الجهود لمساعدتها على تقديم الحلول الناجزة والعاجلة. وأعربت الفهد عن أملها في ان تحظى المبادرة بقبول المشاركين في أعمال دورة لجنة المرأة «اسكوا» وأن تتم دراستها وتفعيلها من أجل مساعدة الشقيقات في كل الدول العربية، مؤكدة أن المشهد المخيف الذي تتعرض له المرأة في الدول العربية الشقيقة التي تشهد أحداث عنف تدفع باتجاه ضرورة تفاعل حقيقي وعمل ملموس لمعاونتها، وشددت على أن هذا لا يعني مطلقا التقصير في المسؤولية نحو معالجة القضايا الثابتة والدائمة التي تحول دون مشاركة قوية وفاعلة وحقيقية للمرأة في عملية التنمية في باقي المجتمعات العربية الأخرى. ودعت إلى أهمية تركيز الجهود على حماية حقوق المرأة والعمل من أجل القضاء على جميع أشكال العنف التي تتعرض لها ومحاربة الفقر والأمية وتوفير جميع أوجه الدعم لزيادة مشاركتها في صنع القرار وتوفير فرص متكافئة لها في جميع المجالات والقضاء على جميع أشكال التمييز ضدها وتمكينها على شتى المستويات باعتبارها عنصرا أساسيا في المجتمع ومؤسساته التنموية، معربة عن أملها في تضافر مختلف الجهود في الدول العربية من حكومات وبرلمانات ومنظمات رسمية وأهلية للمساهمة في معالجة المشاكل وإزالة التحديات التي تواجه المرأة وتحد من دورها الأصيل في المجتمع وأهمها سن تشريعات جديدة تواكب تطورات ومتغيرات العصر. من جانبها، أعربت وكيلة الأمين العام للأمم المتحدة والأمينة التنفيذية للجنة الاقتصادية والاجتماعية لغربي آسيا «اسكوا» د.ريما خلف عن قلقها من المعاناة التي تشعر بها المرأة في الدول العربية التي شهدت أحداثا واضطرابات سياسية خلال السنوات ال 3 الماضية، مشيرة إلى تراجع بعض المكتسبات التي ناضلت المرأة من أجلها على مدى عقود طويلة. وقالت د.خلف في كلمتها خلال الافتتاح ان حدوث انتكاسات في مسيرة المرأة لا يعني التخلي عن زمام المبادرة، مؤكدة ان قضايا المرأة محورية لكل مجتمع ناهض، موضحة ان المنطقة العربية شهدت تحسنا كبيرا في بعض المجالات المتعلقة بحقوق المرأة خلال العقدين الماضيين لكن مشاركتها في الحياة الاقتصادية والعمليات التنموية ما تزال محدودة، مؤكدة ان حقوق المرأة تشكل جزءا من مشروع بناء نظم ديموقراطية حديثة تصون حقوق الإنسان وكرامته، لاسيما ان دول المنطقة تشهد تحولات كبرى، مشيرة إلى ضرورة التصدي لتكريس المواطنة المتساوية للجميع دون تمييز على أساس النوع الاجتماعي بين الرجل والمرأة. وشددت على ضرورة مواجهة العنف ضد المرأة والقضاء عليه بالوعي المجتمعي والإرادة السياسية، مشيرة إلى اهتمام «اسكوا» بهذه القضية بالتنسيق والتعاون مع المنظمات الدولية والإقليمية لدعم الدول العربية في تطوير بنيتها التشريعية واعتماد السياسات التي تتيح مكافحة آفة العنف ضد المرأة. وأشارت خلف إلى أن مشاركة المرأة السياسية لن تتحقق ما لم تدعمها مشاركة اقتصادية قوية وأن الأخيرة لن تكتمل إلا بالقضاء على جميع أشكال العنف والتمييز ضدها مؤكدة أن تمكين المرأة يأتي بين الشروط الأساسية التي يتوقف عليها نجاح أي جهد تبذله الحكومات ومنظمات المجتمع المدني لحل النزاعات والنهوض الاقتصادي وتحقيق العدالة. بدورها، أعربت وزيرة الرعاية والضمان الاجتماعي بجمهورية السودان ورئيسة الدورة الخامسة للجنة مشاعر أحمد الأمين عن تقديرها للقائمين على اللجنة والجهود العربية المخلصة التي ساهمت في دعم الدورة الماضية ومساندتها في تحقيق الكثير من النجاحات رغم الظروف الطارئة التي شهدتها المنطقة العربية خلال الفترة الماضية. وقالت ان الدورة الخامسة قامت بإعداد العديد من الدراسات حول الأوضاع التي شهدتها المرأة العربية في بعض الدول الشقيقة التي تشهد أحداثا وإضرابات. وأكدت على أهمية الاستفادة من جهود «اسكوا» وخبراتها في معالجة القضايا التي تواجه المرأة العربية ومن أهمها تمكينها في المجتمع وتعزيز دورها في العمليات التنموية ومواجهة التحديات التي تعترض طريقها وأهمها وقف العنف الذي تتعرض له المرأة وغيرها من القضايا. وتناول جدول الأعمال انتخاب أعضاء مكتب الدورة والتقدم المحرز في مجال النهوض بالمرأة منذ الدورة الخامسة للجنة المرأة، من ذلك تنفيذ الأنشطة المتعلقة بالنهوض بالمرأة في إطار برنامج عمل الاسكوا لفترة السنتين 2012-2013 وتنفيذ التوصيات الصادرة عن لجنة المرأة في دورتها الخامسة، وكذا الإجراءات التي اتخذتها البلدان الأعضاء في مجال النهوض بالمرأة تنفيذا لتوصيات لجنة المرأة في دورتها الخامسة. وتضمن التقرير عرضا لأبرز الأنشطة التي اضطلع بها مركز المرأة في اللجنة الاقتصادية والاجتماعية لغربي آسيا «الاسكوا» في مجال تمكين المرأة والمساواة بين الجنسين منذ الدورة الخامسة للجنة المرأة. وأشار التقرير الى ما قدمته «الاسكوا» من تلبية احتياجات البلدان الأعضاء في مختلف المجالات التي تخص المرأة، ومنها مكافحة العنف ضد المرأة وتعميم منظور دمج النوع الاجتماعي ودعم المشاركة السياسية والاقتصادية للمرأة من خلال تعميم الممارسات الجيدة والتجارب الناجحة. كما تمت الإشارة الى الأبحاث العديدة التي أجراها مركز المرأة ونشر دراساتها حول المساواة بين الجنسين وتمكين المرأة إضافة إلى نشر إصدارات مختلفة من كتيبات ونشرات ومواد إعلانية كان الهدف منها تفعيل التواصل مع الجهات المعنية الوطنية والإقليمية وتيسير تبادل المعلومات والخبرات. هذا، وتم تقديم خدمات الدعم الفني للبلدان الأعضاء حسب طلبها ووفقا لاحتياجاتها. وحرص مركز المرأة في الاسكوا في تنفيذ أنشطته على العمل بنهج شامل والاستجابة الآنية، فتمكن من تلبية الاحتياجات الناشئة للمرأة في المجالات الاجتماعية والاقتصادية والسياسية وخاصة خلال فترة التحول التي تشهدها المنطقة. كما ناقشت الدورة عددا من القضايا الإقليمية منها أطر القضاء على العنف ضد المرأة في الدول العربية، ودمج قضايا النوع الاجتماعي في المؤسسات الحكومية في البلدان العربية. وفيما يختص بالعنف ضد المرأة من حيث القوانين الوطنية والمعايير الدولية تم التوضيح بالتعريف عن العنف ضد المرأة الذي يعتبر من الانتهاكات الجسيمة. ذكرى الرشيدي: استضافة الكويت ل «الإسكوا» بالغة الأهمية أكدت وزيرة الشؤون الاجتماعية والعمل د.ذكرى الرشيدي على أهمية استضافة الكويت للدورة السادسة للجنة المرأة في الاسكوا، لافتة الى ان الدورة ستناقش العديد من المواضيع الخاصة بالمرأة وتمكينها سياسيا واقتصاديا واجتماعيا، إضافة الى الإجراءات التي تم اتخاذها في الدول المشاركة منذ الدورة السابقة للنهوض بالمرأة وتمكينها وتعزيز دورها في المجتمعات العربية. وأعربت ممثلة راعي المؤتمر في تصريح للصحافيين على هامش افتتاح الدورة السادسة للإسكوا، عن أملها ان تشهد الدورة مخرجات عملية تسهم في تكريس دور المرأة عموما، متمنية للدورة النجاح. مذكرة تفاهم بين الكويت و«إسكوا» لتعزيز جهود التمكين السياسي والاقتصادي للمرأة وقعت الكويت مذكرة تفاهم مع اللجنة الاقتصادية والاجتماعية لغربي آسيا «اسكوا» التابعة للأمم المتحدة اليوم بهدف تعزيز جهود تمكين المرأة في المجالات المختلفة. وتتضمن المذكرة التي وقعتها عن الكويت رئيسة لجنة شؤون المرأة التابعة لمجلس الوزراء الشيخة لطيفة الفهد وعن لجنة «اسكوا» وكيلة الأمين العام للأمم المتحدة والأمينة التنفيذية للجنة الاقتصادية والاجتماعية لغربي آسيا د. ريما خلف، تتضمن تنسيق الجهود والأنشطة بين لجنة شؤون المرأة و«اسكوا» لتحقيق التمكين الاقتصادي والاجتماعي والسياسي للمرأة. كما تهدف مذكرة التفاهم إلى دمج القضايا الاجتماعية في السياسات الوطنية ومحاربة كل مظاهر التمييز ضد المرأة وتحقيق التنمية الشاملة والمستدامة وتحفيز التنمية الاقتصادية والاجتماعية والثقافية في المنطقة. ووضعت مذكرة التفاهم آلية لتنفيذ برامج ومشاريع مشتركة بحيث يخطر الطرفان كل منهما الاخر بأي مشاريع أو برامج عمل يعتزم القيام بها وتحقق النفع للطرفين وعلى وجه الخصوص في مجال إعداد الدراسات وإقامة الندوات واللقاءات العلمية وتنظيم دورات تدريبية. وسيوقع الطرفان اتفاقا منفصلا لكل نشاط في إطار مذكرة التفاهم كما سيتبادلان المعلومات والوثائق التي تدخل في اختصاصهما بجانب دعوة كل منهما الآخر في الاجتماعات ذات الصلة بأنشطتها. وكانت أعمال الدورة السادسة للجنة «اسكوا» التي تستمر يومين انطلقت في وقت سابق اليوم بكلمة للشيخة لطيفة الفهد طرحت خلالها مبادرة من أجل دعم المرأة في الدول العربية الشقيقة التي تشهد موجة اضطرابات وتطورات سياسية وأمنية من أجل مواجهة العنف الذي تتعرض له وتجاوز آثاره وتداعياته.