هذا العام في توقيت (عرس الوطن) كما يحب أن يطلق عليه الكثير ومنهم أنا، تعيش الإمارات بين فرحة الفوز لحصول دبي على إكسبو 2020 و بين الاحتفاء بمرور عام آخر على تشييد دولة الإمارات العربية المتحدة من سبع إمارات كانت متجاورة صغيرة متناثرة قرب بعضها البعض تحت رؤية واحدة. أمنيات .. رغبات وتطلعات ثم إنجازات واحدة باسم واحد، شعب واحد يحلم حلماً واحداً ينبثق ثم يبدع. كل ما ينقصنا كي نبدع هو الأحلام أولاً، ومن ثم رسم استراتيجية لتحقيقها، ثم المضي قدماً نحو تحقيق تلك الأحلام. إن الأحلام ليست هباء منثوراً يتبدد، بل هب أولى الخطوات نحو بلوغ المرام. خطوة المجد الأولى هي الأحلام .. الاتحاد كان حلماً للمغفور له بإذن الله الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، هو حلم راوده فرآه متجسداً أمامه، ثم أبلغه لإخوته بقية رؤساء المناطق المغفور لهم بإذن الله المؤسسين الأوائل لدولة الإمارات العربية المتحدة، الدولة التي كانت صغيرة وها هي تنافس الدول الكبرى بعد 42 سنة من إعلانها الاتحاد. تبلغ اليوم بازدهارها حداً لم يأتِ من فراغ، كان حلماً وأصبح حقيقة، كان رؤية وأصبح واقعاً ملموساً وجد موقعه على الخريطة الجغرافية بين العالم المكتظ بالأسماء التي يعرفها البعض ولا يفقه أمرها الآخر، ليكون المنجز واقعاً تماماً كما كان الفوز بإكسبو 2020 حلماً راود الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم ليصبح بعد وقت من المثابرة والدراسة والعمل حلماً آخر تصل له دولة الإمارات عامة ودبي خاصة، تلك الإمارة التي بلغ اسمها المصاف الأولى، فلها حلم مجيد هو البقاء بالمراتب الأولى لا الثانية. فدبي لا تؤمن بالمرتبة الثانية حيث لا مجد لها، والمجد هو مجرد حلم صغير يعلق على شرفة الأمل، ثم الجد والاجتهاد والمثابرة .. وحدها المثابرة تصبح واقعاً والواقع هو الحياة، والحياة هي العيش الذي يملك الحق به كل إنسان على وجه الأرض، وطريقة العيش وحده الإنسان من يقررها، فإما المثابرة والحلم وبلوغ المرام وإما التقاعس والفشل. [email protected] The post بين حلم وآخر .. فرح appeared first on صحيفة الرؤية.