صباح الخير سلطان الثقافة والإبداع ابحث في اسم الكاتب تاريخ النشر: 06/12/2013 عندما تتلقى الأوساط العلمية والأكاديمية والثقافية والفكرية مرسومي إنشاء مدينة الشارقة للنشر وهيئة الشارقة للكتاب بكل هذا الفرح والاحتفاء، فلأن القرارين يعبران عن هذه الأوساط وعن مجتمعنا كله في هذه اللحظة التاريخية العميقة، التي تضاء فعلاً بمثل هذه المبادرات الاستراتيجية المهمة . سلطان الثقافة والإبداع يعكس في قراراته الثقافية والتنموية وعيه كمثقف وكحاكم مثقف بالتحديات المحدقة بإنسان هذا العصر، التي لا تمكن مواجهتها إلا عبر تأسيس ثقافة حقيقية في المجتمع تكون، مع مرور السنوات والعقود، مكوناً أساسياً من مكونات الهوية الوطنية . هي دعوة للمواطن والإنسان حتى يتذوق لذة المعرفة، وحتى يعيش هموم وقضايا وأحلام وطنه وأمته وهو مؤهل للفهم وقادر على المواجهة . كأنما هي دعوة إلى صيانة مكتسبات الإنسان الإماراتي عبر تحصينها بالوعي، وإتاحة فرصة التعلم والمعرفة أمام الجميع على أرضية صلبة من المساواة والاحترام . الحرية المسؤولة تحضر هنا أيضاً باعتبارها وسيلة الوسائل وغاية الغايات، فالحرية بهذا المعنى تتحقق عندما يدرك المرء كنه نفسه ومعنى وجوده كذات وموضوع، حيث أهميته في حد ذاته، وضمن شبكة العلاقات في المجتمع والوطن . لقد ركز المرسومان الجديدان على المعرفة كحق للمجتمع والإنسان، كما انتبهت إلى مفردات مفصلية في التنمية الثقافية، مما لا تستقيم حركة سوية من دونها، ومن بينها البحث والتوثيق والترجمة . ومن المفردات أو العبارات اللافتة، شديدة الأهمية والدلالة تشجيع الاستثمار في الصناعات الإبداعية . لقد أراد صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي خلق ثقاقة جديدة في مجتمعنا تنظر إلى الإبداع باعتباره صناعة، والأكيد، بمشيئة الله، أننا سنرى ثمار هذا المسعى العملي في الوقت المنظور، وأسباب ذلك متعددة منها أن البنية الأساسية والتقنية في الشارقة مهيأة، ومنها أن سلطان يشتغل على المشروع التنموي والثقافي بنفسه، فلا بد من أن يكون النجاح نصيبه والتوفيق حليفه، ما ينعكس بالخير والنفع في الأعوام المقبلة على المنطقة بأسرها . من الأسباب المهمة والمؤثرة، إلى ذلك، الاشتغال على مشروع الشارقة المعرفي والثقافي بأيدٍ وعقول وقلوب وطنية مخلصة، وبطموح كوني، وفي ذلك تحقيق للتوازن بين الأصالة والمعاصرة، وبين المحلية والعالمية . الشارقة، العاصمة الثقافية الإسلامية للعام المقبل، تجذّر جدارتها مجدداً، ضمن نهضة الإمارات، وتطلعات قيادة وشعب الإمارات، ومطلوب من أكاديميينا ومثقفينا، وكذلك من المحسوبين على قطاع النشر، العمل معاً، وبذل أقصى الطاقة، والإسهام الواعي والممنهج في هذا المشروع الكبير . [email protected]