لا نملك إلا أن نسخر مما تكتبه الصحافة البريطانبة والأمريكية من تعليقات حول قانون التظاهر الذي صدر أخيرا في مصر، علاوة على تضخيمها للأحداث الجارية فيها والتي يقوم بها نشطاء مؤيدون للرئيس المعزول «محمد مرسي»، حيث علقت صحيفة «الجارديان» البريطانية على التظاهرات الأخيرة بأنها جاءت بسبب ما اسمته ب(القانون الجائر لمكافحة التظاهر)!. والسؤال الذي يفرض نفسه هو: هل قام محررو الصحيفة بإجراء مقارنة بين قانون التظاهر المصري وبين قانون بلادهم؟! وهل نسوا ما فعلته حكومتهم إثر إندلاع أعمال الشغب التي قام بها مواطنوها عام 2011 في مدينة توتنهام؟! لازالت صورة ذلك المشهد المريع عالقة في الأذهان، يشهد عليها ميدان «الطرف الأغر» الذي شهد وفاة 3 طلاب، وجرح 111، واعتقال 1100 شخص، واستخدمت الشرطة فيه الرصاص المطاطي وخراطيم المياه ضد الطلاب الذين اعتصموا بسبب رفع مصروفات التعليم، وكذلك ما قامت به من قمع ضد المحتجين على إطلاق النار على (مارك دوغان) من قبل شرطة العاصمة مما أدى إلى مصرعه، حيث تم ضرب المحتجين بالهراوات، وألقوا عليهم القنابل المسيلة للدموع، وتم إلقاء القبض على العشرات. كل هذا تم في البلاد التي ترى نفسها بأنها عنوان الحرية والديمقراطية، وسجلته تلك الصحف المغيبة في صدر صفحاتها، فأين هو القانون الجائر؟!. القانون البريطاني يحرم التظاهرات التي تنطلق بدون إذن، أو التي تتجاوز حدود النظام، وهو قانون لا أظن أنه يبعد كثيرا عما سنته مصر. أما سجل قمع المتظاهرين في أمريكا فحدث ولا حرج، فمن قمعها لتظاهرة قدامى المحاربين الذين كانوا يطالبون بتعويضات مالية، إلى قمعها لثورة السود في المواجهة التي تمت عام 1967 بين الجيش والمواطنين السود في (ديترويت) والتي أسفرت عن مقتل 43 قتيلا من المتظاهرين، وقمع المضربين في سكك الحديد في (شيكاغو) والتي أسفرت عن مقتل 340 قتيلا، وقصفها عمال المناجم الذي تم في ولاية (فرجينيا)، وما تم في ولاية (داكوتا) التي قتل فيها الجيش 300 شخص من هنود (الأكوتاس)، هذا غيض من فيض القمع الذي تمارسانه كلا من بريطانياوأمريكا تجاه المتظاهرين في أراضيهما ويحرمانه على الغير!. وبنظرة على قانون التظاهر في أمريكا، ندرك مدى القوة في مكافحة التظاهر، حيث لا يسمح بالتظاهر ليوم كامل، ولا بالمبيت، ولا أمام المقر الرئاسي، ولا أمام المدارس والجامعات، ومحطات النقل العام، ولا إغلاق الشوارع. وكذلك القانون البريطاني الذي يزيد عليه في تغريم من ينصب الخيام مبلغ 5 آلاف جنيه إسترليني، فكفى بكاءً، وتناولا بغيضًا على ما يحدث قي مصر. [email protected] للتواصل مع الكاتب ارسل رسالة SMS تبدأ بالرمز (24) ثم مسافة ثم نص الرسالة إلى 88591 - Stc 635031 - Mobily 737221 - Zain