عملية التقويم لا يجب أن تتوقف عن حد و لا عند أحد ، و يجب ألا يستثنى قطاع ولا جهة من الخضوع للتقويم المستمر الذي إن مورس بمسؤولية ( وطنية ) و لأغراض تنموية ، سيساهم في اختصار طرق التطوير و ترشيد الجهود الرامية لها ، فسلسلة التقويم يجب ألا تنقطع ، ولا أن تحصر مهمة التقويم الشامل في البلد في المركز الوطني للقياس والتقويم ، بل يجب أن يخضع ( قياس ) للقياس في إجراءاته ، استماراته التقويمية، رسوم اختباراته ، أثره على مصائر الطلاب وتوجيه مستقبلهم ، فاختباراته غير المنطقية وغير المرتبطة بالمجال الذي يود المتقدم دخوله و كثرة شكاوى الخاضعين له و ضخامة الأثر الذي تحدثه نتائجه في تحكمها بمصائر الشباب و تغيير وجهات دراساتهم الجامعية ينبغي تقويمه وتصحيحه لما فيه مصلحة الوطن . أما والوضع على ما هو عليه حاليا فأقرب وصف لما يحدث ليس القياس والتقويم بل الإذعان والتعسف ، ولو أن الهدف والنتائج المرجوة مصالح وطن ومقتضيات تنموية لتحيز الجميع له ، لكن الحق أن استمارات الاختبارات تكشف غرائب وتناقض كل ما يتغنى به المركز و مسؤولوه من قيم ورسائل! والمفترض أن تطلع الجامعات و هي الأولى بإجراء اختبارات تحديد المستوى للمتقدمين لها ، على تلك الاستمارات وتحكمها وتضع شروطا لمحتوياتها بما يتلاءم ومتطلبات الالتحاق بأقسامها و تخصصاتها ، وأن يطالبوا ( قياس ) بتصميم اختبارات ذات جدوى لتجويد المنتج واختيار الأفضل ، و إلا فما فائدة تحكم ( قياس ) بصلاحيات القبول والتسجيل في الجامعات وهو يضع اختبارا موحدا لكل التخصصات و يغلّب الاختبارات في العلوم غير المرتبطة للمتقدمين غير المناسبين ، كتغليبه المسائل الكمية الموغلة في التخصص - التي يعجز عن حلها خلال دقيقتين بروفيسور في الرياضيات - على اختبارات المتقدمين لتخصصات أدبية وهو يفخر بأنه يخدم صاحب المصلحة بمساعدته على اختيار الأفضل ؟! ليس هذا فقط ما يعانيه المذعنون لقضاء ( قياس ) بل إن المتقدمين للاختبارات يعانون من افتقار ( قياس ) للانضباط الزمني فهم يبقون في القاعات قبل إجراء الاختبار ساعتين لانتظار انهاء تسجيل طلاب آخرين أو انتظار مطابقة البصمة على جهاز حاسب واحد و طابور طويل ! يكفي ( قياس ) خلال تجربته السابقة ما جناه من مكاسب و ضحايا ، و تأخر الأوان كثيرا على تقييم قياس و تقويمه و إعادة النظر في صلاحياته ! @511_QaharYazeed [email protected] للتواصل مع الكاتب ارسل رسالة SMS تبدأ بالرمز (71) ثم مسافة ثم نص الرسالة إلى 88591 - Stc 635031 - Mobily 737221 - Zain