«نساء ضد الفساد» تتبع أسلوباً غير تقليدي وتذهب إلى الناس في بيوتهم * لابد لمجتمعنا أن يتصالح مع نفسه الكويت بحاجة إلى حكومة برلمانية المحاماة أقرب إلي لأنني أجد نفسي حقوقية أكثر من سياسية توقفت عن الكتابة بعد أحداث ديوان الحربش أول من طرح قانون الحقوق المدنية والاجتماعية للمرأة هي الحركة الدستورية عام 2006 حرصي على بلدي يعطيني الدافع والقوة في خوض العمل السياسي أتعامل مع السياسة باعتبارها وسيلة للدفاع عن مستقبل أبنائي الخطأ أن تعطى وزارة العدل مع الأوقاف لوزير واحد آن الأوان للانتقال إلى حكم البلديات على مستوى المحافظات في الكويت لست نادمة على أي قرار اتخذته في حياتي زوجي كان ومازال الداعم الأساسي لي تنقصنا أمهات يربين أبناءهن على الواجب أجرت الحوار: دانيا شومان هي محامية وناشطة سياسية وإعلامية ، بدأت العمل النقابي منذ ان كانت على مقاعد الدراسة الجامعية، وقررت الالتحاق ب «كلية الحقوق» أو كما يعرفها العامة باسم «كلية الحياة». تنوعت مقالاتها ككاتبة صحافية بين النصح الديني والدعوي والنقد السياسي والشأن الاجتماعي، انها إسراء المعتوق التي تقول عن نفسها: «اجد نفسي في المجال السياسي والاجتماعي، ومقالاتي كانت مطعمة بالقضايا القانونية وبعض النقد الموضوعي، وأتناول في كتاباتي جميع القضايا الاجتماعية المهمة ولكن بالنسبة للدعوة الدينية كان الموضوع محدودا جدا». وفي ردها على مقولة «السياسة لا تليق بالنساء» قالت: «المرأة هي من تفرض اجندتها ووجودها وأنا شخصيا اتعامل مع السياسة باعتبارها وسيلة للدفاع عن مستقبل ابنائي، وهل هذا الشيء لا يليق بالمرأ؟ة هل لا يليق بها أن تدافع عن وطنها وابنائها ومستقبلها؟، هذا حق مشروع لي ولكل امرأة». أما عن مؤسسة «نساء ضد الفساد» فكشف المعتوق انها حققت نجاحات محدودة جدا مبررة ذلك بأن التكنيك المستخدم في «نساء ضد الفساد» غير تقليدي، لأننا لا نطرح انفسنا عبر المحاضرات والإعلام، بل نعمل بطريقة جديدة وهي الذهاب الى الناس في البيوت لشرح رؤيتنا وهدفنا ليس الظهور الاعلامي ولكن استقطاب الناس لنطرح لهم مواقع الفساد ونسوق الفكرة التي تهمنا ونوصل رسالة للجميع اننا نراهن على شيء واحد في مجتمعنا ألا وهو الوعي لإحداث التغيير. وفيما يلي تفاصيل الحوار: محامية وناشطة سياسية واجتماعية وكاتبة وعضو مكتب المرأة في حدس، بصراحة أيهما أقرب اليك وأين تجدين نفسك أكثر؟ ٭ في الحقيقة لقد توقفت عن الكتابة منذ سنتين اي من عام 2010 وتحديدا بعد احداث ديوان الحربش ومن يومها قررت عدم الكتابة لعدم قدرتي على تحمل ما حدث وقتها، اما بالنسبة لأيهما اقرب الى نفسي أعتقد ان المحاماة لأني أجد نفسي حقوقية أكثر من سياسية، لأن موازنات القانون تختلف عن السياسة كثيرا، وانا عملت كناشطة سياسية واجتماعية لأهداف أسرية لأنني في النهاية أدافع عن مستقبل ابنائي لأنني أراه ضبابيا جدا، اما خارج إطار ما ذكرتيه في سؤالك فأرى نفسي كأم قبل كل شيء. كثيرا ما أسأل ضيفات هذه الصفحة عما إذا كانت قد خططت أي منهن لمستقبلها، ولكن من الواضح أنك خططت لمستقبلك منذ مقاعد الدراسة الجامعية حينما كنت عضو مكتب الاتحاد الوطني للطلبة في جامعة الكويت، أي أنك اخترت طريق السياسة منذ السنوات الأولى، هل هذا صحيح؟ ٭ لا شك ان العمل النقابي يهيئ للخوض في السياسة، فكلية الحقوق تسمى «كلية الحياة» ففيها نتعرف على القانون والسياسة والشريعة الإسلامية والاقتصاد فهذه المجموعة تكون شخصية معينة يتأهل معها الشخص للدخول في مجالات عامة ومنها العمل السياسي، وبالعودة للسؤال انا لم اخطط بشكل مباشر لخوضي العمل السياسي ولم تكن في الحسبان لكن التفاعل اليومي مع الاحداث التي نعيشها جعلني اتوجه اتوماتيكيا للسياسة، كما ان توجهي لم يكن للحقوق ولكن هناك حدث شخصي وخاص جدا حببني في القانون ودراسته. تتنوع مقالاتك بين ثلاثة مجالات هي: النصح الديني والنقد السياسي والشأن الاجتماعي، بصراحة في أي هذه المجالات تجدين ذاتك أكثر ولماذا؟ ٭ اجد نفسي في المجال السياسي والاجتماعي وتحديدا السياسة، كما ان مقالاتي كانت مطعم بالقضايا القانونية وبعض النقد كان له تأسيس قانوني سواء كان يتكلم عن الاستجوابات او غيرها، كما انني كنت اتناول في كتاباتي جميع القضايا الاجتماعية العامة المهمة ولكن بالنسبة للدعوى والنصح الديني كان الامر محدودا جدا. السؤال الأهم كيف اتجهت إلى الكتابة؟ ٭ عندما اتجهت للكتابة لم تكن هناك وسائل التواصل الاجتماعي كما اليوم لذلك قررت الكتابة كنوع من «التنفيس عما بداخلي»، وكان لدي وجهات نظر عديدة ويجب ان تصل للناس، ولا ننسى ان هناك رؤى عديدة للمرأة تستطيع طرحها دون الرجل، لأن هناك امورا عديدة متصلة بالأسرة للمحافظة على كيانها مثل الأمن الغذائي والنفسي والعلاجي، جميعها ينظر لها الرجال بشكل مختلف عن النساء، فقضايا المرأة في وقتها لم تكن متداولة في المجتمع، وأول من طرح قانون الحقوق المدنية والاجتماعية هي الحركة الدستورية في عام 2006، وكان من اهم اهدافه الدفاع عن عدة فئات في المجتمع من المهمشين والتكلم بلسانهم، وكل هذا دفعني للكتابة. مقولة «السياسة لا تليق بالمرأة» اعتقد أنك استثناء لقاعدة تلك المقولة فما مدى صحتها من وجهة نظرك؟ ٭ لو تكلمنا عن المقولات فجميعها تشير الى ان هناك الكثير من الاشياء لا تليق بالمرأة، وهذه من المقولات الخاطئة، لأن المرأة هي من تفرض اجندتها ووجودها وطرحها، انا شخصيا اتعامل معها باعتبارها وسيلة للدفاع عن مستقبل ابنائي، وهل هذا الشيء لا يليق بالمرأة ، هل لا يليق بها ان تدافع عن وطنها وابنائها ومستقبلها؟ هذا حق مشروع لي ولكل امرأة. كنت من مؤسسي «نساء ضد الفساد» وهي ولا شك تجمع أطياف المجتمع، فهل نجحت تلك المؤسسة في أن توصل رسالة ما؟ ٭ المؤسسة نجحت نجاحات محدودة جدا، لأن التكنيك المستخدم في «نساء ضد الفساد» تكنيك غير تقليدي، وذلك لأننا لا نطرح انفسنا عبر المحاضرات والإعلام، ونعمل بطريقة جديدة وهي الذهاب الى الناس في بيوتهم لنطرح لهم وجهة نظرنا في بعض القضايا كفساد الأغذية وغلاء الأسعار، وهدفنا ليس الإظهار الإعلامي بل استقطاب الناس لنشرح لهم مواقع الفساد وتسويق الفكرة التي تهمنا ونوصل رسالة للجميع اننا نراهن على شيء واحد في مجتمعنا ألا وهو الوعي لإحداث التغيير، وأغلب طروحاتنا في المنازل واستهدافنا لفئة معينة والمادة العلمية التي قدمت لهم اثرت كثيرا، كما انهم تفاعلوا مع المؤسسة وما زلنا مستمرين بها حتى اليوم، كما اننا نرحب بأي شخص لديه الهمة ويرغب في الانتماء للمؤسسة وهي ليست قائمة على جهة او فئة معينة بل تجمع اطياف المجتمع كافة، ولو أردنا قياس نجاحات المؤسسة إعلاميا فهنا نقول انها لم تنجح لأن هدفنا ليس العرض او الإعلام. أين أسرتك ومنزلك من كل هذه المسؤوليات، كمحامية وناشطة سياسية وكاتبة صحافية؟ ٭ كل ما ذكرتيه اعمل به لخدمة أسرتي، وبالتالي فهناك عملية توازن بين رعاية الأسرة والمنزل وبين العمل والعطاء المجتمعي، ولدي الوقت لكل هذه المسؤوليات. تتمتعين بنفس سياسي معارض ومع هذا أنت تعملين «محامي دولة» كيف توفقين بين طرفي هذه المعادلة؟ ٭ بصراحة الدولة تحتاج من يدافع عنها، وحرصي على اموال بلدي وابنائي يعطيني الدافع والقوة في خوض العمل السياسي، وعملي في الإدارة القانونية لبلدية الكويت اشعر فيه بتأدية دور وطني جبار في هذا المجال، ولا أراه يتعارض مع فكرة المعارضة لانها فكرة إصلاحية وليس الهدف منها تقييد نظام معين او حكومة بل الإصلاح، سواء كنت بوظيفة محامي دولة او مهندسة او طبيبة هذا ليس له علاقة باهتماماتي وتطلعاتي الوطنية واليومية. كيف ترين تجربة توزير المرأة الكويتية وتجربتها النيابية؟ ٭ بالنسبة لتجربة المرأة نيابيا لم تكن موفقة على الإطلاق، فقد اصبنا بخيبة امل كبيرة من عملها تحت قبة البرلمان، فأداء العضوات كان متواضعا جدا، والمحزن ان هناك شرائح كثيرة من النساء فوجأت بذلك، حيث كن يأملن منهن تأدية المطلوب بالشكل الصحيح والدفاع عن مصالح المرأة، ولكن كانت المفاجأة الصاعقة للجميع وخاصة فئة الشباب والشابات مما اصابهم من خيبة أمل مؤلمة. أما على مستوى الوزارة فالعمل الوزاري يكون تنفيذيا، وعادة ما تبرع المرأة في الشق التنفيذي ولم تبرع سياسيا، ونأمل ان يأتي وزراء في المستقبل يحملون لنا الافضل ذلك، والمجتمع الكويتي يتأثر كثيرا بالكلام المنمق من المرشحين ويفاجأ الجميع بالاداء بمجرد وصولهم الى كرسي البرلمان. لو عرضت عليك الحقيبة الوزارية فأي وزارة تعتقدين أنها تناسبك أكثر؟ ٭ طبعا سوف أرفض ولكن لكي أرد على سؤالك فسأختار البلدية او وزارة العدل كونها الأقرب الى تخصصي، كما انها تحتاج للعديد من الإصلاحات مثل: استقلالية القضاء، وبعض المرافق العدلية التي من المفروض ان ترفق بالقضاء والمحاكم والإعلان القضائي، وللأسف كل هذه الأمور لم تأخذ بعين الاعتبار ومن الخطأ ان تعطى وزارة العدل مع الاوقاف لوزير واحد، فوزير الأوقاف اهتماماته وتركيزه يكون على الأوقاف وينسى السلطة القضائية وأهميتها ومسؤوليته كوزير عدل، كما ان وزارة البلدية تحتاج الى بعض الإصلاحات التي يجب ان نتوقف عندها لأنها إدارة ضخمة وأنا مع تفكيك الوزارة ومع تفكيك المجلس البلدي وآن الأوان في الكويت ان ننتقل الى حكم البلديات على مستوى المحافظات لأنه نظام عالمي وناجح. لو عاد بك الزمن إلى الوراء ما الأشياء التي ستقومين بتغييرها؟ ٭ أنا إنسانة مؤمنة بعملية التكييف النفسي بمعنى انني لم ولن اغير شيئا في حياتي والحمد لله أنا راضية بكل ما مر علي ولست نادمة على اي قرار اتخذته في حياتي، وشعاري دائما «لعل الخيرة فيما يختاره الله». من كان الداعم الأساسي في حياتك العملية؟ ٭ زوجي ومازال حتى اليوم يساندني ويقف بجانبي دائما، ولله الحمد نحن متقاربون في التفكير كونه قاضيا فلدينا نفس الاهتمامات فدائما ما يدفعني ويشجعني. برأيك ماذا ينقص الكويت؟ ٭ ينقصها أمهات يربين ابناءهن على الواجب فالتربية على الواجب هي الحل لكي يعلم كل فرد ما يجب عليه فعله ويؤديه بالطريقة الصحيحة ، باعتقادي هذا هو الحل الأمثل لمجتمعاتنا على مستوى الثقافة العامة. اما على مستوى الثقافة السياسية فالكويت تحتاج إلى حكومة برلمانية فقد آن الأوان وبعد مرور 50 عاما على الدستور ان ننتقل الى خطوة جديدة وهي الحكومة البرلمانية لكي نحاسبها على أجندة معينة. وأقول إنه آن الأوان للمجتمع ككل ان يتصالح مع نفسه ويبدأ في مرحلة جديدة لأن مجتمعنا منقسم وتداعيات الانقسام مازالت موجودة، والدستور يحتاج الى إصلاحات معينة وأهمها الحكومة البرلمانية، وأعتقد اذا بدأنا في هذا الطريق فستنهض الكويت. نساء الكويت دائما ما انطبق عليهن القول انهن شقائق الرجال، فقد كن دوما مع إخوانهن الرجال يدا بيد وجهدا بجهد من أجل النهوض بهذا الوطن، كم من امرأة تعبت واجتهدت وتميزت حتى صارت كأنها وزيرة بلا حقيبة. رغبة في إلقاء الضوء على مثل هذه التجارب الناجحة والبناءة، ومن أجل وضع نموذج يحتذى امام فتيات كويت اليوم حتى يقتدين بهن في حياتهن فيما يتعلق بالتعليم والعمل وسائر دروب النجاح، كانت هذه الصفحة «وزيرات بلا حقيبة» صفحة متخصصة نتعرف من خلالها على رائدات ومختلفات ومميزات، كل في مجالها،قامت كل واحدة منهن مقام وزير دون ان تحمل حقيبة، وساهمت بعملها، بعلمها، بتميزها، أو بنشاطها في خدمة بلدها الكويت، بل ساهمت في تغيير المجتمع إلى الافضل. نستعرض خلال هذه الصفحة أحاديث سيدات مميزات يروين تجاربهن الخاصة، على شكل تاريخ مختصر لقصة تميز بطلتها امرأة مميزة جدا. للتواصل مع الصفحة «وزيرات بلا حقيبة» صفحة أسبوعية تستضيف فيها إحدى السيدات اللائي يعتبرن نجوما فوق العادة، ممن لهن بصمات واضحة في خدمة مجتمعهن. للتواصل: [email protected]