تناقلت وسائل التواصل صورة الطفل المعنف من معلمه وهو يتوسل اليه ويجهش بالبكاء بأنه سوف يتعلم القراءة والكتابة في المنزل، ويتضح أن المعلم كان يستمتع بالمشهد، وزاد سوء تصرفه بأن نشره عبر وسائل التواصل، والتصرف كله غريب من الإساءة إلى التصوير إلى النشر العام، وهو دليل على أن في المجتمع من يستمتع بالعنف ولا يرى فيه إهدارا لحق الإنسان، هذا إن كان عارفاً بما له وما عليه. ما اقترفه المعلم ممارسة خاطئة لا تليق بمربي أجيال، فكيف والطفل يتيم يستدعي من العطف أكثر من غيره، وهو تصرف غير إنساني، وغير تربوي، وإهدار لحق الطفل، وحقه أمانة من حيث التعليم والتربية، ومن حيث هو يتيم له حق خاص أكثر من غيره من الطلاب، ألم يقل سيد البشر والرحمة المهداة إلى البشرية:(أنا وكافل اليتيم كهاتين، مشيراً بالسبابة والوسطى، ألسنا نتلو قول الله تعالى( فأما اليتيم فلا تقهر) وأي أشد من السخرية والتصوير ونشره على الملأ. كلام الطفل يذيب القلوب بل الصخر فكيف احتمل ذلك المعلم؟ وكيف شعر بالزهو أمام دموع طفل يتيم؟ وكيف طاوعته نفسه أن يبث هذا المشهد الذي ذابت له القلوب الرحيمة: طفل يتيم، خائف، لم يفهم من المدرس لم يقابل بالشفقة والرحمة والتعليم بل بالتصوير والتشهير؟! العنف في مجتمعنا ممن له سلطة على الطفل والمرأة على وجه الخصوص أصبح مقلقاً وقد وصل إلى المدارس من المعلم، حتى وإن كان حالة فردية فإنه غير لائق بحصون التربية وبخاصة إن كان متعدداً: سخرية وتصوير وبث عام لمنظر طفل يتيم، والحال كذلك في عنف الازواج بخاصة عند حصول خلاف مع الزوجة وان أدى الى الطلاق وصل إلى العنف إلى الاولاد الذين يجنون من التعسف الشيء الكثير ولا سيما أن كان الأب سينتقم من الزوجة عن طريق الأولاد بأخذهم أو عدم النفقة عليهم، بعد أن تلاقي الزوجة الأمرين من تأخر في المحاكمة بعدم حضور الزوج وتأجيل المواعيد اشباعاً لحب الانتقام. العنف للأطفال والنساء ظلم واضح طرفاه قوي بيده سلطة يتعسف فيها، وطرف آخر ضيعف قد لا يجد إلا دمعة سابحة وصرخة مسترحمة لا تلقى من الطرف الآخر إلا قسوة بعد قسوة خاصة إن كان حب الانتقام هو الدافع. لا يكفي أن يعاقب هذا المعلم تربوياً بل ينبغي أن يطبق عليه نظام التعاملات الالكترونية فبأي حق يضاعف إهدار حق هذا الطفل بنشر صورته وهو يبكي ويستجدي حتى أصبح حديث الناس؟ وكيف حالته النفسية والناس تتناقل صورته في حال خوف وهلع، وكيف ستتأثر نفسيته عندما يكبر ويشاهد الصورة. العنف داء في القلوب القاسية لا تداويه إلا الأنظمة الصارمة التي تردع وتؤدب، وتمنع التعسف، وللتعنيف عقاب، وللتصوير عقاب، وللبث العام عقاب، ولا بد للطفل من علاج نفسي حتى يعود إلى وضعه السليم غير خائف ولا مكسور الشعور. [email protected] للتواصل مع الكاتب ارسل رسالة SMS تبدأ بالرمز (3) ثم مسافة ثم نص الرسالة إلى 88591 - Stc 635031 - Mobily 737221 - Zain