بقلم / قائد دربان عندما ترى الحق والباطل ماثلين أمام عينيك وتتخذ موقف الصامت مما يجري بينهما من صراع عنيف فأنت ليس بمحايد في مثل هذا الحال وإن ظننت ذلك ، فالأقرب تعريفك في هذه الوضعية بأنك مخاتل ، بل أن الصحيح جداً قوله إنك تستذل نفسك وتهينها أشد هوان طالما قبلت أن تكون متفرجاً حتى تُرَجِّح الكفة لمن !! . فلا يوجد في هذه الحياة أسوأ ممن يفكر بهكذا طريقة للتملُّص مما هو واجب عليه . ولنتذكَّر الشاعر الجواهري رحمه الله وهو يقول : ( وأذَّل خلق الله في بلد طغت فيه الرزايا من يكون محايد ) فهاهو الحق في أرضنا الجنوب المُحتل يناطح الباطل الذي فُرض عليه من قبل المحتلين الوافدين من الجمهورية العربية اليمنية وما برح شعبنا الجنوبي يقاوم رزاياهم النتنة بكل شجاعة مقدماً الآلاف من الشهداء والجرحى والمعتقلين مُجدداً التأكيد لمن يساورهم الريب بأنه لامناص من بلوغ حقه المشروع في إستعادة أرضه المغتصبة مهما بلغت جسامة التضحيات ، وهاهي ملامح النصر تُحصحص في الأُفق القريب ولم يزل البعض القلة من أبناء جنوبنا العزيز صامت أو في موقف المُحايد وكأن هذا الذي يحدث في وطنه الجنوب من مذابح ومجازر وتدمير يحدث في بلد آخر !! . فهل هكذا يكون الحياد ؟! ومنذ متى كان الحياد جائزاً بين الحق والباطل وبأي شريعة أو فلسفة أو ناموس إنساني أُبيح هذا الحياد أللا معقول ؟؟!! . أين أنتم ياهؤلاء من قول عز وجل : ( بل نقذف بالحق على الباطل فيدمغه فإذا هو زاهق ولكم الويل مما تصفون ) أليس ما يستشهد من إجله أخوانكم في الجنوب هو الحق ذاته وهل هناك حق أكبر من حق الشعوب في أوطانها ؟! لماذا تتشرنقون بالصمت المهين أيها الأعزاء وأنتم بالحق عارفون