تقرير/ مراد صبيح/تصوير/ عمر الجنيد. ضمن جهودها الخيرية في خدمة أقدس كتاب على وجه الأرض والاهتمام به منذ ما يزيد على عشرين سنة دشّنت مؤسسة رستو (يايسن رستو) الماليزية صباح اليوم الثلاثاء 6 صفر الموافق 10 ديسمبر بولاية سلانقور – شاه علام وفي حفلٍ مهيب جاء بالتنسيق مع مجلس الواصلة بين علماء المسلمين –آسيا، حضره مدير المؤسسة الشيخ داتو عبداللطيف، والمشرف على قسم العلوم الشرعية والدعوة وأحد خريجي دار المصطفى بتريم والحافظ لكتاب الله وللقراءات العشر بالسند المتصل الشيخ النبيل عبدالله جحّاف، والمدير التنفيذي لمجلس المواصلة بين علماء المسلمين بشرق آسيا السيد محمد عبدالله الجنيد . كما حضره كوكبةٌ من العلماء الوافدين إلى ماليزيا برفقة العلامة والداعية الإسلامي عمر بن محمد بن حفيظ كان في مقدمت أولئلك العلماء الداعية أبوبكر بن عيدروس بن سميط والداعية طاهر الهدار، والداعية عبدالله عبدالقادر الحبشي ، والداعية طاهر بن حسين العطاس وغيرهم. وفي حفل التدشين ألقى رئيس المؤسسة داتو عبداللطيف كلمة رحّب فيها بالضيوف والحضور وتحدّث عن العلاقة التاريخية التي جمعت ماليزيا تحديداً بحضرموت، وأنّ ما لفتَ انتباهه أثناء زيارته لحضرموت قبل عامٍ ثباتُ منهجها في الاتّباع للنبي محمد صلى الله عليه وآله وسلم، وقد التقى في أثناء زيارته لمدينة تريم برئيس مجلس الإفتاء بتريم العلامة علي المشهور بن محمد بن حفيظ وكذا بعميد دار المصطفى العلامة عمر بن حفيظ وتم معهما مناقشة فكرة خطِّ وطباعة مصحف خاص يحمل مسمّى (مصحف تريم) بالرسم العثماني برواية ابن عمرو عن الدِّوْري؛ القراءةُ التي يقرأ بها أهل تريم، ويحمل هذا المصحف نقوشاً وألواناً تكون متناسبةً ومتناسقة مع طبيعة تريم كمدينة علمية جديرة بمثل هذا العمل. وفي هذا اليوم أعلن السيد داتو عبداللطيف رسمياً بدء العمل في هذا المصحف. الجدير ذكره أنّ مؤسسة رستو سبق وأنْ قامت بخطِّ العديد من المصاحف لعدد من البلدان منها مصحف مدريد ومصحف الصين ومصحف تايلاند ومصحف كمبوديا ومصحف أفريقيا، وقبل شهرٍ تم البدء في مصحف فلسطين والتي سأل من الله أنّ يتم إنجاز خطّ المصحف وطباعته وقد تحررت فلسطين والأقصى الشريف. أما أكبر الأعمال التي تم خطّها في هذه المؤسسة فهو المصحف الذي خُطّ وطُبع على نفقة رئيس الوزراء السابق الدكتور محمد مهاتير والذي خُطّ بماء الذهب، وكذلك مصحفٌ آخر على نفقة سلطان سلانقور الحالي (السلطان شرف الدين)، وأحيانا تضاف مع خط المصحف الترجمة لبعض الدول التي تقدم ذكرها. كما أعطى السيد عبداللطيف نبذةً عن نشاط المؤسسة منذ تأسيسها وأهم مخرجاتها خصوصاً فيما يتعلق بكتاب الله عز وجل من خطٍ وطباعة وترميم وكذا تعليم علومه من قراءات ونحوها. جاءت بعد ذلك كلمة المدير التنفيذي لمجلس المواصلة السيد محمد عبدالله الجنيد وفيها تقدم لمدير المؤسسة وللشيخ عبدالله جحّاف شكر وتقدير مجلس المواصلة كما أبدى لهم اعتذار العلامة عمر بن حفيظ (مؤسس ورئيس المجلس المذكور) لعدم حضوره بسبب ظرف وفاة عمّه في المملكة السعودية. ومن ثمّ كانت كلمات إرشادية وتوجيهية حول مكانة القرآن في الأمة وشرف العناية والاهتمام به من الداعية طاهر الهدار والداعية طاهر العطاس . وبعد هذه الفعالية توجه الضيوف والعلماء إلى المعرض الخاص والذي يظهر الدور الجبّار الذي تقوم به المؤسسة والجنود المجهولون الذين يعملون بحزمٍ وصمتٍ في كتابة المصحف الشريف حيث اطّلعنا فيه على مراحل خطّ المصحف والأدوات التي تستخدم ونماذج رائعة من تلك الصفحات التي تمت وتتم كتابتها في هذه المؤسسة الرائدة، وهو جهد يؤجرون عليه وشرفٌ عظيم يستظلون تحته، نسأل من الله لهم التوفيق وعظيم الأجر. وفي هذا المعرض جناح خاص ونموذج مصغّر لبيت النبي صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم وحجرات أزواجه عليه الصلاة والسلام. وهنا يحسُنُ أنْ نعطي للقارئ معلومات مختصرة عن هذه المؤسسة الرائدة ومجال اهتمامها؛ التمستُها من الشيخ الفاضل عبدالله جحّاف فهي: مؤسسة خيرية كان تأسيسها منذ عشرين سنة، وتهتم بخدمة القرآن الكريم من حيث الخط والطباعة والزخرفة والتلوين والصيانة والاحتفاظ بالمصاحف القديمة، وكذا تعليم القرآن والقراءات. وفي الفترة الأخيرة تم الاهتمام بالدعوة إلى الله وبالعلوم الشرعية على نفس منهج حضرموت. وعدد الطلاب والطالبات الملتحقين بها يزيدون على الألف. وقت الدارسة في هذه المؤسسة تكون طيلة أيام الإسبوع عدا السبت والأحد حيث يتم فيهما الخروج للدعوة إلى الله إلى المناطق المجاورة، وكذا الاهتمام بإحياء المناسبات الدينية وغيرها . وتبدأ الدروس من الساعة التاسعة صباحاً حتى الظهر في الفقه والتوحيد واللغة العربية والتفسير وغيرها، ومن بعد المغرب يكون التلقّي للقرآن وعلومه، وبعد عشاء يوم الاثنين درس عام في الفقه، وبعد عشاء يومي الثلاثاء والأربعاء درس في اللغة العربية ويوم الخميس ليلاً قراءة فصول من سيرة النبي صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم . والمؤسسة ليس لها أي علاقة بالحكومة وإنما يشرف عليها ويديرها مجموعة من الخيرين ، والحكومة يأتي دعمها مثل دعم أي فاعلٍ للخير . وكان من ضمن فعالية اليوم هو الاحتفاء بتخريجي وتكريم خمسة وعشرين حافظاً لكتاب الله، وعشرة ممن حفظوا وأتقنوا القراءات العشر بالسند المتصل من الشيخ عبدالله حجّاف وهو عن شيوخه المجازين بالسند المتصل إلى شيوخ القرّاء إلى الحبيب المصطفى صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم. وللشيخ عبدالله جحّاف حفظه الله دورٌ كبير وهمّة مباركة في تعليم القراءات وفي الدعوة إلى الله والتذكير وقد رأينا ذلك بأعيننا رغم أنّ وجوده في ماليزيا لم يتجاوز السنتين غير أنه عرف لغتهم وصار يتكلم بها بسلاسة حفظه الله وزاده همةً وصدقاً. هذا ويستمر برنامج الدعاة الوافدين في هذه المؤسسة بقية يومنا هذا وكذلك يوم غد الأربعاء في إلقاء العديد من الدروس والمحاضرات وفق البرنامج المُعَد لهم . على أن يتوجه الوفد إلى يوم الخميس المقبِل بمشيئة الله تعالى إلى المحطة الرابعة وهي سنغافورة .