رفض الرئيس الفلسطيني محمود عباس الخطة الأمنية التي عرضها وزير الخارجية الأميركي جون كيري، في إطار جهوده من أجل دفع مفاوضات السلام الإسرائيلية الفلسطينية، والتي تنص على إبقاء وجود عسكري إسرائيلي في غور الأردن. وأكد الجانب الفلسطيني تمسكه بالوثيقة التي قدمها المبعوث الأمني الأميركي السابق الجنرال جيمس جونز، والتي تتحدث عن وجود طرف دولي ثالث على هذه الحدود فترة زمنية محددة. وقال مسؤول فلسطيني قريب من الملف ل«فرانس برس»، أمس، طالباً عدم كشف اسمه، انه خلال لقاء عقد مساء أول من أمس، في رام اللهبالضفة الغربية «رفض عباس الأفكار الأمنية» التي عرضها كيري، مؤكداً «رفض وجود الجيش الإسرائيلي على الحدود الشرقية مع الأردن». وأوضح أن عباس رفض الأفكار الأمنية لكيري في رسالة رسمية مكتوبة سلمها إلى الجانب الأميركي خلال الاجتماع الذي عقد الليلة قبل الماضية، مضيفاً أن «الرسالة تتضمن الموقف الفلسطيني من رؤيته للحل، وأولها رفض مطلق للاعتراف بإسرائيل دولة يهودية». وأشار إلى أن الرسالة تضمنت «تأكيداً على رفض وجود الجيش الإسرائيلي على الحدود الشرقية مع الأردن، وأن الجانب الفلسطيني متمسك بوجود طرف دولي ثالث، وعدم وجود أي جندي إسرائيلي على الحدود، ولو كان الحديث عن فترة انتقالية». كما أكدت الرسالة أن الجانب الفلسطيني متمسك بالوثيقة التي قدمها جونز، والتي تتحدث عن وجود طرف دولي ثالث على هذه الحدود فترة زمنية محددة. وشدد عباس، بحسب المسؤول، على «الموقف الفلسطيني الثابت من رؤيته للحل، وهو إقامة دولة فلسطينية مستقلة ذات سيادة ومتصلة على حدود 1967، بحسب القانون الدولي والشرعية الدولية والقدس الشرقية عاصمة للدولة، وعدم وجود استيطان، وحل قضية اللاجئين، وحل جميع قضايا الوضع النهائي الأخرى، وهي المياه وإطلاق سراح جميع الأسرى». وتركز اقتراحات كيري على الترتيبات الامنية في غور الأردن، حيث يطالب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في حال إقامة دولة فلسطينية منزوعة السلاح، بالحفاظ على انتشار عسكري إسرائيلي على طول الحدود مع الأردن، مستبعداً ترك مسؤولية الأمن في هذه المنطقة لقوة دولية. من جهتها، قالت صحيفة «هآرتس» الإسرائيلية إن كيري يحاول أن يدفع نحو التوصل إلى «اتفاق إطار» بين الفلسطينيين والإسرائيليين، بهدف إنقاذ العملية السلمية بعد أكثر من 20 اجتماعاً بلا نتائج مهمة. وأضافت أن كيري ينوي تقديم «اقتراح إطار» إلى الجانبين يعالج الوضع الدائم. وقال مسؤولون إسرائيليون وأميركيون إن كيري بدأ مناقشة اتفاق إطار مع وزيرة العدل الإسرائيلية تسيبي ليفني ورئيس الوفد الفلسطيني المفاوض صائب عريقات في واشنطن. وقال مصدر فلسطيني إن اللقاء بين عباس وكيري فشل، وانه «لم يدم أكثر من نصف ساعة فقط وأنه انتهى بسرعة»، بعد أن قدم كيري أفكاراً تمثل تراجعاً كاملاً عن الأفكار التي قدمها جونز، خصوصاً في ما يتعلق بمنطقة الأغوار. وأضاف أن الأفكار الأميركية تقضي بوجود إسرائيلي في غور الأردن لمدة 10 سنوات، يتم خلالها تأهيل قوات أمنية فلسطينية لتولي المسؤولية في المنطقة، وهو ما ترفضه القيادة الفلسطينية. ومن ضمن أفكار كيري أيضاً وجود إسرائيلي غير مرئي، لكنه مقرر على المعابر الحدودية بين الضفة الغربيةوالأردن، فضلاً عن نشر محطات إنذار مبكر على تلال في الضفة الغربية. وأوضحت المصادر أن كيري بمقترحاته الجديدة تخلى تماماً عن الأفكار التي وضعها الجنرال جونز التي تحدثت عن وجود دولي في الأغوار لقوات من حلف شمال الاطلسي (الناتو) بقيادة أميركية، وأنه لا يكون هناك أي وجود إسرائيلي. وقال كيري الذي يقوم بزيارته الثانية إلى المنطقة خلال أسبوع «أردت العودة حتى أحاول مواصلة محادثاتنا المهمة». وأضاف قبل لقائه مع نتنياهو «هذا بناء، لكن الأمر يكون معقداً على الدوام»، موضحاً أنه «لدينا مسائل كثيرة ينبغي بحثها وسنواصل هذه العملية».