أعلن وزير الخارجية الأمريكي جون كيري، أمس، أنه لا يزال من المستهدف التوصل إلى اتفاق سلام في الشرق الأوسط بحلول نهاية إبريل/نيسان المقبل، وأن "إسرائيل" ستطلق سراح المزيد من الأسرى الفلسطينيين في 29 من الشهر الحالي . وقال كيري للصحفيين بعد محادثات مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس في رام الله، ورئيس الوزراء "الإسرائيلي" بنيامين نتنياهو في القدسالمحتلة، "لا نتحدث في الوقت الحالي عن أي تغيير (في المهلة) ومن المقرر الإفراج عن المجموعة التالية في 29 ديسمبر/كانون الأول وسيتم ذلك عندئذ" . وكان عباس رفض الخطة الأمنية التي عرضها كيري في إطار جهوده من أجل دفع المفاوضات، التي تنص على إبقاء وجود للاحتلال في غور الأردن، وقال مسؤول فلسطيني قريب من الملف لوكالة "فرانس برس" إنه خلال لقاء عقد ليل الخميس "رفض عباس الأفكار الأمنية" التي عرضها كيري، مؤكداً رفض وجود جيش الاحتلال على الحدود الشرقية مع الأردن . وأوضح المسؤول أن "عباس رفض الأفكار الأمنية لكيري في رسالة رسمية مكتوبة سلمها إلى الجانب الأمريكي خلال الاجتماع"، مضيفاً أن "الرسالة تتضمن الموقف الفلسطيني من رؤيته للحل وأولها رفض مطلق للاعتراف ب"إسرائيل" دولة يهودية"، وتابع أن الرسالة تضمنت رفض وجود جيش الاحتلال على الحدود الشرقية، وأن الجانب الفلسطيني متمسك بوجود طرف دولي ثالث وعدم وجود أي جندي "إسرائيلي" على الحدود حتى لو كان الحديث عن فترة انتقالية . وأشارت الرسالة إلى أن "الجانب الفلسطيني متمسك بالوثيقة التي قدمها المبعوث الأمني الأمريكي السابق الجنرال جيمس جونز، التي تتحدث عن وجود طرف دولي على الحدود لفترة محددة" . وشدد عباس حسب المسؤول على "الموقف الفلسطيني الثابت من رؤيته للحل وهو إقامة دولة فلسطينية مستقلة ذات سيادة ومتصلة على حدود 1967 حسب القانون الدولي والشرعية الدولية والقدس الشرقية عاصمة للدولة، وعدم وجود استيطان، وحل قضية اللاجئين وحل قضايا الوضع النهائي الأخرى وإطلاق سراح الأسرى كافة" . من جهتها، نقلت وكالة "معا" الفلسطينية المستقلة عن مصدر قوله إن "الأفكار الأمريكية تقضي بوجود "إسرائيلي" في غور الأردن لمدة عشرة أعوام يتم خلالها تأهيل قوات أمنية فلسطينية لتولي المسؤولية في المنطقة ما ترفضه القيادة الفلسطينية"، وأضاف أن من ضمن أفكار كيري أيضاً "وجود "إسرائيلي" غير مرئي لكنه مقرر على المعابر بين الضفة الغربيةوالأردن فضلاً عن نشر محطات إنذار مبكر على تلال في الضفة"، واعتبر المصدر أن "كيري تخلى تماماً عن أفكار الجنرال جونز، وبات الأمريكيون يتحدثون عن ترتيبات تتبنى بالكامل وجهة النظر "الإسرائيلية"" . وكان كيري وصل إلى مقر الرئاسة الفلسطينية ليل الخميس، عند الساعة 17،15 تغ مع تأخير طفيف، وانتهى الاجتماع في الساعة 19،35 تغ، حسب مسؤول في الخارجية الأمريكية . من جهة أخرى، ذكرت وسائل إعلام "إسرائيلية" أن مجلس وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي سيصدر تقريرا يدين بشدة "إسرائيل" بسبب مواصلتها البناء بالمستوطنات، وسيعرض على "إسرائيل" والفلسطينيين رزمة "مساعدات غير مسبوقة" في حال التوصل إلى اتفاق سلام . وقالت صحيفة "معاريف" إنها حصلت على مسودة مشروع قرار سيصوت عليه وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي، الاثنين المقبل، وإن البند السابع فيه يندد بالاستيطان ويصفه بأنه "أنشطة تلحق ضرراً بالمفاوضات"، وأضافت أن مشروع القرار الأوروبي سيعبر عن "قلق عميق بشأن التحريض والأحداث العنيفة في المناطق المحتلة وهدم البيوت والوضع الإنساني المتدهور في غزة، ومن تقويض الوضع القائم في الأماكن المقدسة وضمنها الموجودة في القدس"، وذكرت صحيفة "هآرتس" أن الاتحاد الأوروبي سيحذر من أنه في حال فشل محادثات السلام فإنه سيتم فرض عقوبات وعزلة دولية على "إسرائيل"، وأن "قطرات المقاطعة ستتحول إلى طوفان" . (وكالات)