بعدك أنا وحدي لاحلم .. لاحياة لا نبض .. لا أمل أرقد بين خبايا ظلام ليل حزين وأذكر ايام خلت ومرت كنسمة صيف رقيقة تهمس بين آذان العاشقين لم أدرك وقتها أن أيامي معك هي عمري الحقيقي وهي كل فصول عمري ، فقط أني لم أندم علي فواتك ورحيلي عنك فقد لم يبقي لي وقت ولا زمن أبقي فيه لأندم فأنا تخليت عن روحي ، عن حياتي ، عن بصيرتي وإتزاني فأنا أرقد في الحياة كمن هو ببرزخ بين السماء والارض لا يعلم لأين المصير ولا يشعر به أحد ولا يدنو من شيء فهو فقد كل شيء . لم يعد يجدي الرثاء لم يعد يجدي البكاء فقد بقيت وحيدا مهما حلت الايام وتبسمت أوهام فقد رحلت عني الحياة ولم تبقي إلاعيون ترسم بالدموع معاني الشقاء . حتي اليوم رسائلنا تتلاقي .. تتجافي .. تتعارك .. تتصافح .. تشكو ، تتحامل وتحمل كل المعاني و تعاني من مرار الرحيل . رغم هذا لايساورني قلق من كونك بعيدة وقريبة في ذاك الوقت ولكن أخشي الزمن ، أخشي أن يكون بعد الألم ألم ، من ألم الرحيل إلي الم الركون إلي الماضي لتصبحي ذكري لا يبقي للرجوع إليها من سبيل ولا حتي خيط أبيض يدلني إلي نسمات عبيرك . مازالت تتذكرك صفحاتي وما بقي من حروف كتاباتي كم جعلت قلمي يقطر شوقا كلما كتبت إليك كم كنت وبقيت ملامح كلماتي وإلهامي و حبي . ستصدقيني لو قلت لك أني مازلت أشتاق لليالي الشتاء التي ملئناها بدفء آمالنا إلي كل يوم كان يسقط فيه المطر ، إلي أصوات الرياح وهي تجول في كل الشوارع ، إلي كل شيء حولك كان جميل و يملئنا حبا ويحيي أنشودة الحياة ويمحو دقات الرحيل . محمد علي