GMT 0:04 2013 السبت 14 ديسمبر GMT 6:57 2013 السبت 14 ديسمبر :آخر تحديث مطلق سعود المطيري جميع الدول الغربية صاحبة النفوذ الكبير في الأزمة السورية عاملت وحشية نظام الاسد بكل إنسانية ولطف وقدمت له جميع المبررات التي تضمن له بقاءه في الحكم فلا خوف على نظام الاسد من عدالة المجتمع الدولي، فالكل يريد بقاءه والكل كتب بالدم السوري لا بديل عن بشار سوى بشار حتى ولو اباد الشعب السوري جميعه. المسؤول الغربي ينظر للازمة السورية من خلال التقارير الموجودة في أدراج مكتبه وليس كما هي على أرض الواقع، فالسياسي الغربي مثل التلميذ الذي يجيد الحفظ وينفذ فقط ما جاء في المنهج، انسان تدرب على الالتزام بالورق الذي كتب له، فلا يحق له الكتابة الا بعد ان يترك مسؤولية القرار والادارة، فالتقارير التي كتبت عن سورية جميعها كتبت بلغة الحذر والابتعاد عن مزاحمة النفوذ الايراني والروسي في سورية، فلا سياسة تتحرك على ارض الواقع السوري اليوم سوى سياسة موسكو وطهران فماعداهما من وجود هو مثل وجود الورق الذي يقرأ منه، وهو ورق كتبته روسيا والجميع ملتزم فيه. فجميع الدول الغربية في الازمة السورية تلاميذ في المدرسة الروسية، فليس مطلوبا من الطالب ان يخالف النظام في مدرسته.. هنا نسأل عن الحكمة من دعوة 30 دولة للمشاركة في مؤتمر جنيف 2؟ فالجميع يقرأ من الكراسة الروسية، فما هي إذن دواعي انعقاد المؤتمر، إن كان الامر محسوما مسبقا، فروسيا تقول ان البديل عن نظام بشار هو الارهاب والمعارضة السياسية السورية معارضة ضعيفة لا تستطيع ان تصمد بوجه الارهاب مثل ما صمد النظام السوري الحالي. ووفقا للرؤية الروسية فكل الدول المدعوة للمشاركة في جنيف 2 عليها محاربة الارهاب في سورية ولا سبيل لها في الوصول الى ذلك الا بحماية نظام بشار الاسد، هذه السيطرة الروسية التامة على سورية هي التي جعلت واشنطن تعاقب السلاح وتبرئ من استخدمه، فعندما استخدم النظام السلاح الكيماوي ضد شعبه وارتفعت التوقعات التي ترى ان واشنطن سوف تعاقب بشار الاسد عسكريا، تنازلت واشنطن عن هذا الخيار العادل واتجهت لمعاقبة السلاح " تفكيك السلاح الكيماوي " فواشنطن في سورية لا يمكن بأي حال من الاحوال أن تبتعد عن الرؤية الروسية . فلا انتصار يمكن ان يحدث للمعارضة السورية في جنيف 2 اذا انعقد الا شتم طاقم النظام المشارك في المؤتمر امام وسائل الاعلام، هذا اكثر ما يمكن ان تحصل عليه المعارضة من نظام بشار الاسد، اما ما سواه فقد قررت موسكو استمرار النظام، فلا خيار امام هذا الاصرار الروسي الا الرضوخ له، ومن اراد مخالفة هذا الخيار فما عليه سوى حمل تقاريره التي جلبها للمؤتمر والعودة من حيث اتى، فموسكو كتبت، وموسكو ستنفذ..