القاهرة - حسام عباس: رغم خفة ظلها وجرأتها المعروفة، إلا أنها ترفض انحدار الدراما التلفزيونية إلى والإسفاف الذي يمس أخلاق ومبادئ الأسرة المصرية، وكانت شريكاً في بطولة مسلسل "موجة حارة"، الذي صنف أجرأ مسلسلات رمضان الماضي "للكبار فقط"، لكنها تقول، إن جرأته كانت لواقعيته وتناوله قضايا ليست للأطفال وهي سعيدة بالمشاركة في بطولة مع مسلسلين آخرين في رمضان الماضي هما "العقرب" مع منذر ريحانة و"نقطة ضعف" مع جمال سليمان . وتشيد بالشباب الذي تألق في الدراما مؤخراً ونجح في تطويرها، وفي هذا اللقاء تتحدث عن أعمالها الأخيرة . كيف ترين الدراما المصرية والرمضانية خاصة في العام الحالي؟ - هناك حالة تطور ملحوظ في شكل الدراما وتقنياتها وجمال الصورة، كذلك على مستوى الموضوعات كانت هناك جرأة في طرح قضايا حساسة ومتنوعة، ودراما رومانسية أيضاً، وشاركت في بطولة 3 مسلسلات رمضانية تتسم بالتنوع والظاهرة الأجمل هي إفرازها جيل جديد من المبدعين الشباب . لكن الجرأة وصلت إلى ظهور مشاهد عنف وألفاظ تتعارض مع قيم الأسرة المصرية الثابتة، ما رأيك؟ - أرفض الألفاظ المسفة في الدراما التلفزيونية وانحدارها إلى الابتذال، فذلك يمثل مساساً بقيم وأخلاق الأسرة المصرية، ولكن لابد أن تشتبك مع واقع الناس وقضاياهم، وهذا ما قدمه مسلسل مهم مثل "موجة حارة" الذي سعدت بالمشاركة فيه مع إياد نصار ورانيا يوسف ومعالي زايد وخالد سليم ودرة ومدحت صالح . لكن مسلسل "موجة حارة" كان أحد المسلسلات التي صنفت "للكبار فقط" وكان ضمن أجرأ مسلسلات رمضان . - جرأة "موجة حارة" كانت لواقعيته الشديدة، ولأنه يناقش قضايا الكبار ومجتمع المجرمين والخارجين على القانون وتم تصنيفه للكبار فقط وألفاظه لم تكن خارجة، بل كانت في حدود أقل ما نسمع في الواقع ولم يقصد أبداً مغازلة المشاهد لجذبه كما رأينا في أعمال أخرى راهنت على المشاهد الجريئة والألفاظ الخادشة للحياء، وكما يقولون هناك شعرة بين الجرأة والإسفاف . وماذا جذبك في مسلسل "موجة حارة" لتشاركِ فيه؟ - وجدت فيه قصة مختلفة عن جميع الأعمال التي قدمتها من قبل، كما أحببت أن أجرب العمل مع المخرج محمد ياسين وهو مبدع حقيقي والعمل جريء في موضوعه كما أشرت للرائع الراحل أسامة أنور عكاشة، وضم مجموعة كبيرة من الممثلين من أجيال عدة . كيف استطعت تقديم عمل مثل "العقرب" مجسدة دوراً تراجيدياً رغم أنك فنانة كوميدية؟ - ليست هذه المرة الأولى التي أقدم فيها شخصيات تراجيدية ودوري في "موجة حارة" أيضاً يميل إلى التراجيديا، أما جرعة الحزن والمعاناة في مسلسل "العقرب" ربما كانت أكثر بالفعل ولا يمكن أن أرفض عملاً مع نادر جلال ومع الموهوب منذر ريحانة ومحمد لطفي وباقي فريق العمل المميز، وعلى عكس ما ظهر للناس كانت كواليس المسلسل كوميدية جداً لنخفف من جرعة الكآبة في الأدوار أمام الكاميرا . لكن المسلسل لم يحقق النجاح المطلوب الذي توقعناه لأول بطولة مطلقة لمنذر ريحانة . - لكل عمل حظه ونصيبه وصورنا المسلسل تحت ضغوط كثيرة، وكان الوقت ضيقاً، حتى إننا واصلنا التصوير حتى يوم 27 رمضان وتسويق المسلسل لم يكن بالشكل المطلوب، لكنه تكرر عرضه بعد رمضان وردود الفعل جيدة لأنه عمل مختلف . لا بد أن هناك ما شجعك على قبول المشاركة في بطولة مسلسل "نقطة ضعف"؟ - بكل تأكيد تحمست للقصة الاجتماعية الرومانسية التي نفتقدها في الدراما المصرية منذ فترة، كما تحمست لفريق العمل على رأسه النجم جمال سليمان ومجموعة الشباب والوجوه الشابة . هل ترتاحين لتصوير أكثر من عمل في وقت واحد؟ - تعودت على ذلك منذ سنوات، ودائماً يكون هناك تنسيق وأنا ممثلة محترفة وقادرة على الفصل، والذي حدث في رمضان الماضي أنني انتهيت من تصوير مسلسل "موجة حارة" أولا ثم تفرغت لمسلسل "العقرب" ونقطة ضعف واجتهدت كثيراً لكي أخرج راضية عن نفسي . هل تتحمسين لفكرة إيجاد مواسم عرض أخرى غير رمضان؟ - بكل تأكيد هذا مفيد جداً، ولا بد من زيادة الإنتاج مرة أخرى للحفاظ على صناعة الدراما في مصر، ولأنها تضم الآلاف ممن يعيشون منها، وعلى الجميع أن يضحي بجزء من أجره لكي تبقى هذه الصناعة مزدهرة لكن لا بد شهر رمضان سيظل الأهم، لأن البيوت المصرية والعربية تقبل على الدراما في رمضان أكثر من أي شهر آخر، وضروري جداً أن نهتم بجودة الأعمال والموضوعات التي نقدمها بشكل عام . وأين أنت من السينما مؤخراً؟ - تظل السينما الفن الأكثر بريقاً عندي لكنها للأسف ابتعدت كثيراً عن الموضوعات الاجتماعية والرومانسية وحتى الكوميدية التي تحترم المشاهد، ومؤخراً أصبح التركيز على أعمال البلطجة والعنف، ومثل هذه الأعمال تعرض عليّ، لكنني أرفضها وعندما أجد العمل الجيد سأقدمه فوراً . وماذا يغريك في تقديم الإعلانات؟ - لا أنكر أن العائد المادي مهم وسريع، لكنني أقدم إعلانات محترمة عن سلع مفيدة ومهمة للمجتمع وكل البيوت المصرية والعربية .