الإمارات لوحة ربانية بديعة الجمال والتنوع والتناغم من مياه الخليج العربي الهادئة، شاطئ يعبق بالألق والجاذبية، إلى بحر عمان، وما بينهما آيات من السحر والإبداع الإلهي، ما بين صفرة رمالها وكثبانها، وشموخ جبالها، ورقة ووداعة أهلها، وصروح من الحضارة والخدمات والبنية التحتية التي تشكل عصب السياحة، لهذا تستحق الإمارات أن تكون قبلة لسياح العالم، وقد أصبحت كذلك بالفعل، وأضحت وجهة تهفو إليها قلوب الباحثين عن السكينة والجمال والمغامرة والعيش الرغيد، تماماً مثلما يجد الباحثون عن الصخب فيها المراكز التجارية، والمعارض والمهرجانات المختلفة، كل ذلك تحت مظلة وارفة من الأمن والأمان والطمأنينة يحسدنا عليها القاصي والداني. خارطة السياحة في الإمارات تمتد ما بين السياحة الدينية لأروع وأقدم المساجد وأحدثها، والسياحة التراثية لآثار تعود إلى آلاف السنين، وأماكن الترفيه والمغامرات في الصحراء، والمهرجانات التي لا تنقطع على مدار العام. إن معالم الدهشة والإبهار في الإمارات أمر يصعب حصره في مقال محدود الكلمات، من مسجد الشيخ زايد التحفة المعمارية ورسالة السلام للعالم، إلى حكايات ألف ليلة وليلة في قصر الإمارات، وعالم فيراري في أبوظبي، إلى شموخ برج خليفة، وبرج العرب، ونخلة الجميرا في دبي، إلى قناة القصباء في الشارقة، إلى متحف عجمان، إلى الآثار التاريخية في رأس الخيمة، إلى دريم لاند أم القيوين، إلى وادي الوريعة في الفجيرة، إلى الأوابد التاريخية والمصنفة ضمن التراث العالمي في كل إمارة. هذا هو وطننا الجميل، لكن السؤال الأهم والمستحق أمام هذا التنوع الفريد ما بين الأصالة والمعاصرة والحداثة، والبنية التحتية المتقدمة، والخدمات الحضارية، والجمال الطبيعي، والسحر الصحراوي، والدهشة المرتسمة على جبالنا الشامخة، وكل وسائل ومتطلبات السياحة العالية نتساءل: إلى أين وصلت الثقافة السياحية الداخلية عند أهل هذا البلد الجميل؟ ما مستوى الإيمان بأن لدينا من مقومات السياحة ما يجعلنا نتجه إلى الداخل، لاستكشاف تاريخ وطننا وآثاره، والتمتع بمرافقه وسحره وجماله؟ لماذا لا نجعل السياحة الداخلية خيارنا الأول؟ وكيف نصنع سياحة رائجة ناجحة عالمية إذا لم نكن نحن أهل البلد السياح الحقيقيين في وطننا؟ كيف ننمي عامل الجذب إذا لم نكن نؤمن بقدرة هذا الوطن الجميل على استقطاب ملايين السياح؟ من واجبنا كمواطنين ومقيمين أن نفتش عن مواضع الجمال والسحر في كل ركن من وطننا، ومن واجبنا أن نسوقها عالمياً، لأن هذا جزء من التزامنا الوطني ودورنا في دفع عجلة التنمية السياحة، وإرساء صناعة سياحية وفقاً لأعلى المستويات. وطننا يستحق أن نعشق جماله، وأن نغوص في تاريخه العريق، وأن نعيش لحظات الدهشة ما بين امتداد كثبانه، وشموخ جباله، ورقة بحره وجمال سواحله، ووداعة وطيبة أهله. وطننا يستحق أن نكون أول المستمتعين بسحره، والإجازة التي يتمتع بها أبناؤنا الآن خير فرصة لتحقيق ذلك. [email protected] The post السياحة الداخلية خيارنا الأول appeared first on صحيفة الرؤية.