رفضت «الجبهة الإسلامية» أكبر تشكيل مقاتل ضد النظام السوري، أمس، الاجتماع مع مسؤولين أميركيين غداة إعلان وزير الخارجية الأميركي جون كيري أن اللقاء مع الجبهة «ممكن» كونها لا تتبع تنظيم القاعدة. في حين أقرت منظمة حظر الأسلحة الكيماوية خطة تدمير ترسانة الأسلحة الكيماوية السورية عبر نقل العناصر الكيماوية خارج البلاد. في وقت شن الطيران السوري غارات جديدة على أحياء في مدينة حلب في رابع يوم من القصف الجوي الدامي على مناطق تسيطر عليها المعارضة المسلحة. وأكد السفير الأميركي في سورية روبرت فورد في مقابلة مع «قناة العربية»، أمس، أن الجبهة الإسلامية التي تشكلت أخيراً في سورية رفضت الاجتماع مع مسؤولين أميركيين. وقال إن «الجبهة الإسلامية رفضت الجلوس معنا من دون ذكر الأسباب لذلك». وأضاف «نحن مستعدون للجلوس معهم لأننا نتحدث مع جميع الأطراف والمجموعات السياسية في سورية». والأسبوع الماضي، اعلنت واشنطن ولندن تعليق مساعداتهما بالتجهيزات غير القاتلة للجيش السوري الحر في شمال سورية بعد استيلاء الجبهة الاسلامية على منشآت لهذا الجيش عند الحدود التركية السورية. لكن وزير كيري أعلن الأحد الماضي أن المساعدة الأميركية بالمعدات غير القاتلة للجيش الحر قد تستأنف «سريعاً جداً». بدورها أعلنت دمشق انها «تستغرب» عزم واشنطن إجراء مباحثات مع «الجبهة الاسلامية»، متهمة الاخيرة بأنها تنظيم «إرهابي»، وهي الصفة التي يطلقها النظام على كل مقاتلي المعارضة. ونقلت وكالة الانباء الرسمية السورية (سانا) عن ناطق باسم وزارة الخارجية قوله «إن هذا الموقف المستهجن يتناقض مع مسؤوليات الولاياتالمتحدة بوصفها عضواً دائماً في مجلس الامن الدولي، عن تنفيذ قرارات المجلس ذات الصلة بمكافحة الارهاب والالتزام بها». وأضاف «لا ندري كيف ستبرر الادارة الاميركية لرأيها العام حوارها مع تنظيم القاعدة في سورية، في حين قام هذا التنظيم بتفجير مركز التجارة العالمي في نيويورك (في 11 سبتمبر 2001)، وكيف ستبرر موقفها هذا امام الرأي العام العالمي وهي التي قامت بغزو أفغانستان بذريعة مكافحة الارهاب». وفي لاهاي، أعلنت منظمة حظر الأسلحة الكيماوية المكلفة الاشراف على الخطة الدولية لتدمير ترسانة الأسلحة الكيماوية السورية، أن العناصر الكيماوية السورية ستنقل خارج البلاد عبر شاحنات مصفحة روسية وسط مراقبة كاميرات صينية وأنظمة أميركية لتحديد المواقع (جي بي اس). وتفاصيل خطة التدمير، الأولى من نوعها، عرضها مدير عام منظمة حظر الأسلحة الكيماوية أحمد اوزمجو، أمام اجتماع المجلس التنفيذي للمنظمة ونشرت، أمس. وسبق أن نشرت دول عدة اقتراحاتها لكيفية المساعدة، لا سيما الولاياتالمتحدة التي قبلت التكفل بقسم من تدمير هذه الاسلحة الكيماوية السورية المعروفة «بالفئة 1» وبينها عناصر كيماوية تستخدم في انتاج السارين وغاز الخردل. وتدمير العناصر الكيماوية سيتم في المياه الدولية على متن سفينة تابعة للبحرية الاميركية «أم في كيب راي». وتتمركز سفن دنماركية ونروجية في قبرص في انتظار مواكبة سفينتي الشحن اللتين ستحملان العناصر الكيماوية من ميناء اللاذقية على الساحل السوري. والعناصر الكيماوية الاخطر ستنقل من الاراضي السورية في 31 ديسمبر، لكن مصادر مقربة من الملف اعلنت لوكالة «فرانس برس» ان هذه الاهداف لن تحترم على الأرجح. ولاتزال العناصر الكيماوية موزعة في 12 موقعاً في الاراضي السورية. وتقوم سفينتا الشحن بعد ذلك بنقل العناصر الكيماوية إلى مرفأ ايطالي حيث ستحمل على متن السفينة الاميركية قبل ان تعودا إلى اللاذقية لنقل آخر العناصر الكيماوية الاقل خطورة والتي يفترض ان تدمرها شركات. وستقدم فنلندا خبراء في عملية ازالة التلوث فيما تقدم روسيا سفناً لضمان أمن العمليات البحرية في اللاذقية وفي المياه الاقليمية السورية. وستقدم الولاياتالمتحدة ايضاً 3000 حاوية لنقل اكثر من 1000 طن من العناصر الكيماوية بحسب اوزمجو. على الصعيد الميداني، قال المرصد السوري لحقوق الانسان إن الطيران المروحي قصف بالبراميل المتفجرة مناطق في حي مساكن هنانو (شرق) وفي محيط دوار الحاووظ قرب حي قاضي عسكر (جنوب شرق)، بينما قصف الطيران الحربي منطقة السكن الشبابي في حي الاشرفية (شمال) في رابع يوم من حملة قصف دامي على المدينة. وأشار إلى أن هذه الغارات ادت إلى سقوط عدد من الجرحى، من دون أن يحدد عددهم.