دبي "الخليج": نجحت منطقة ويست إند في لندن في إزاحة هونغ كونغ سنترال من على عرش أغلى سوق مكاتب في العالم، ولكن آسيا واصلت سيطرتها على ترتيب أغلى مواقع المكاتب في العالم، حيث ظفرت بأربعة مراكز من المراكز الخمسة الأولى لأغلى الأسواق، وذلك طبقاً لاستطلاع شبه سنوي أجرته شركة سي بي آر إي (CBRE Global Research and Consultings) بعنوان أعلى تكاليف إشغال المكاتب في العالم . كما توصلت الدراسة إلى أن الإيجارات ترتفع بأسرع وتيرة في الأمريكتين، بينما مازالت أساسات العقارات تشهد تحسناً . وبشكل عام، فإن الأمريكتين تحتلان وحدهما ثمانية مراكز من بين أسرع عشرة أسواق نمواً من حيث تكاليف الإشغال، في حين جاءت بوسطن (وسط المدينة)، مكسيكو سيتي وسان فرانسيسكو (وسط المدينة) من بين أسرع خمسة أسواق نمواً من حيث تكاليف الإشغال . حلت سوق دبي للمساحات المكتبية في المركز الثالث والعشرين على مستوى العالم، وذلك طبقاً لتقرير شركة "سي بي آر إي"، حيث بلغ معدل تكلفة الإشغال في دبي 56 .92 دولار لكل قدم مربعة وهو سعر أرخص بكثير من لندن، التي جاءت في مقدمة القائمة كأغلى سوق مكتبي في العالم بإجمالي تكلفة إشغال تبلغ 36 .259 دولار للقدم المربعة . وقال نيك ماكلين، العضو المنتدب لشركة سي بي آر إي الشرق الأوسط: "تظل دبي هي الوجهة المفضلة للمستثمرين العالميين الراغبين في دخول المنطقة ويحفزهم دافع أساسي هو آفاق الظروف الاقتصادية المواتية، والبيئة السياسية المستقرة والبنية التحتية العالمية بمعنى الكلمة . وإن فوز دبي بحقوق استضافة وورلد إكسبو في عام 2020 سوف يعطي مزيداً من الزخم لقطاع العقارات والضيافة والمواصلات والبنية التحتية بدولة الإمارات، وبصفة خاصة في دبي خلال السنوات السبع المقبلة" . ويصل إجمالي تكاليف الإشغال في ويست إند لندن إلى 36 .259 دولار أمريكي لكل قدم مربعة . حيث جاءت في مقدمة قائمة "الأغلى" لهذا العام، تليها هونغ كونغ سنترال بإجمالي تكاليف إشغال بلغت 30 .234 دولار أمريكي . وجاء الشارع المالي في بكين، وحي الأعمال المركزي في بكين و"ويست كولون بهونغ كونغ" في المراكز من الثالث إلى الخامس . وقد ارتفعت تكاليف الإشغال على مستوى العالم بنسبة 2 .2% للسنة المنتهية في الربع الثالث من عام ،2013 بعد أن كان معدل النمو السنوي 4 .1% في الربع الأول من عام 2013 . وشهدت كافة المناطق العالمية الثلاث نمواً سنوياً، حيث جاءت الأمريكتان في المقدمة، بمعدل 6 .4% تلتها منطقة آسيا والمحيط الهادئ بمعدل 2 .3%، ثم منطقة أوروبا والشرق الأوسط وإفريقيا، بمعدل 4 .0% . ويعكس هذا الأداء القوة النسبية للتعافي عبر مناطق العالم . الطلب قوي وصرح د . رايموند تورتو، رئيس مجلس الإدارة العالمي، لشركة سي بي آر إي ريسيرش قائلاً: "إن ارتفاع تكاليف الإشغال للمساحات المكتبية الممتازة في العام الفائت يؤكد أنه حتى في الاقتصاد الذي يتعافى ببطء، فإن الطلب على أفضل المساحات في أفضل المواقع لا يزال قوياً" . وتقوم شركة سي بي آر إي بتتبع تكاليف الإشغال بالنسبة للمساحات المكتبية في 126 سوقاً في العالم . ومن بين "أغلى" 30 سوقاً، هناك 20 منها في منطقة آسيا والباسيفيك، و19 في أوروبا والشرق الأوسط وإفريقيا، و11 في الأمريكتين . وتتأثر مقارنات تكلفة الإشغال بالدولار الأمريكي بأسعار صرف العملات . وعلى الرغم من ذلك، فإن النسبة المئوية للتغير السنوي في تكاليف الإشغال موضحة بالعملة المحلية ولا تتأثر بتغيير العملات (باستثناء العاصمة الإندونيسية جاكرتا، حيث تكون الإيجارات في العادة مكتوبة بالدولار الأمريكي، ولكن يتم دفعها بالروبية، وهو ما يعني أن التكلفة تتأثر بشكل كبير للغاية بانخفاض قيمة العملة في إندونيسيا) . آسيا والمحيط الهادئ ضمت آسيا والمحيط الهادئ 20 سوقاً حلت بين أغلى 50 سوقاً، منها ستة أسواق جاءت بين أغلى عشرة أسواق وهي: سينترال هونغ كونغ، الشارع المالي ببكين، وحي الأعمال المركزي في بكين، ومنطقة ويست كولون بهونغ كونغ، وحي الأعمال المركزي بمنطقة كونوت، نيودلهي وطوكيو (مارونوتشي/أوتيماشي) . وهناك عدة أسواق آسيوية لديها عرض محدود من المساحات المكتبية الممتازة، التي ينهال عليها الطلب من المؤسسات الكبرى (التي تكون في الغالب مؤسسات كبرى متعددة الجنسيات أو مؤسسات خدمات مالية)، وقد أدت المنافسة على هذه المساحة المحدودة للمكاتب إلى ارتفاع تكاليف الإشغال الممتاز . وعلى الرغم من أن تكاليف الإيجار في هونغ كونغ (سنترال أو المقاطعة المركزية) قد وصلت إلى 30 .234 دولار أمريكي للقدم المربعة في السنة، لتهبط إلى المرتبة الثانية، إلا أنها ظلت السوق الوحيدة في العالم باستثناء ويست إند لندن التي تجاوزت تكاليف الإشغال بها 200 دولار للقدم المربعة في السنة . وقد أدى النهج الحذر في اتخاذ القرار من كبار الشاغلين، بجانب معدل الشغور الذي يعد أعلى من معظم الأحياء الأخرى في هونغ كونغ إلى الضغط على الملاك في المقاطعة المركزية ليكونوا أكثر مرونة في مفاوضات الإيجار . ونتيجة لذلك، فقد انخفضت تكاليف الإشغال إلى 7 .4% على أساس العملة المحلية على مدار الاثني عشر شهراً الماضية . وكانت أغلى سوق في العالم في منطقة المحيط الهادئ وهي سيدني (39 .104 دولار للقدم المربعة)، والتي حلت في المركز السابع عشر . أوروبا والشرق الأوسط وإفريقيا على الرغم من أن منطقة أوروبا والشرق الأوسط وإفريقيا سجلت أقل زيادة طوال 12 شهراً في تكاليف الإشغال الممتاز بين مناطق العالم، إلا أنها كانت موطن أغلى سوق في العالم، وهي لندن- الحي المركزي (ويست إند)، بمعدل 36 .259 دولار للقدم المربعة في السنة . وأسهمت القيود المفروضة على التطوير في مناطق لندن الأساسية في انخفاض معدل الإشغال في ويست إند وزادت الضغط على تكاليف الإشغال- التي ارتفعت بنسبة 3 .14% . وفي الوقت نفسه، فإن الطلب يشهد ارتفاعاً من المؤسسات المالية، مثل مديري المحافظ الوقائية أو صناديق التحوط، الذين كانوا أكثر رغبة في دفع قسط مساحة مكتبية ممتازة في أكثر المناطق فخامة . ومن الأسواق الأخرى من المنطقة في أغلى عشرة أسواق على القائمة تأتي موسكو (05 .165 دولار للقدم المربعة)، ومدينة لندن (71 .142 دولار للقدم المربعة) وباريس (10 .122 دولار للقدم المربعة) . الأمريكتان أظهرت أسواق التكنولوجيا المتقدمة مثل بوسطن (وسط المدينة)، وسان فرانسيسكو (وسط المدينة)، وسياتل(الضواحي) أقوى أرباح إشغال سنوي للمكاتب الممتازة، حيث سجلت بوسطن (وسط المدينة) زيادة سنوية بنسبة كبيرة بلغت 4 .15% في تكاليف الإشغال . وزادت الإيجارات في تلك الأسواق نتيجة ظروف السوق بالغة الصعوبة، لأن الطلب القوي من المستأجرين المتخصصين في مجال التكنولوجيا، إضافة إلى انخفاض معدلات الشغور، أدى إلى دفع الملاك إلى زيادة الإيجارات بصورة كبيرة . وتصدرت نيويورك وسط المدينةأمريكا الشمالية للمرة الثانية، حيث سجلت تكلفة أشغال مكاتب ممتازة بسعر 65 .120 دولار أمريكي للقدم المربعة، بما يعكس زيادة سنوية بنسبة 6 .5% . وفي أمريكا اللاتينية، حلت ريو دي جانيرو محل ساو باولو في أغلى الأسواق، حيث سجلت تكلفة إشغال المكاتب بها 22 .112 دولار أمريكي للقدم المربعة لتحل في المرتبة الثالثة عشرة بين أغلى الأسواق على مستوى العالم . وقد سجلت مكسيكو سيتي أقوى زيادة سنوية في تكاليف الإشغال في أمريكا اللاتينية . حيث إن مكسيكو سيتي تعتبر في خضم تحول أفقها، مع تمتعها بسوق توفر مبان عالية الجودة بإيجارات ممتازة مرتفعة . وأدى هذا العرض عالي السعر، بجانب الطلب القوي من الشاغلين، إلى ارتفاع تكاليف الإشغال، التي قفزت إلى 7 .14% سنوياً
