انطلاقاً من إيمانها بقضايا وهموم شريحة المعاقين وحقهم المشروع في الحياة أسوة ببقية فئات المجتمع، ودعماً منها للقيم والمبادئ الإنسانية النبيلة، تقيم مدينة الشارقة للخدمات الإنسانية مخيمها الشتوي «الأمل» في دورته الرابعة والعشرين، التي تختتم فعالياتها اليوم، للاحتفاء بالمعاق والارتقاء بواقعه الاجتماعي والنفسي، متبنية أفكاره ورغباته، ومسلطة الضوء على دوره، وحقوقه، ومطالبه المشروعة في العيش الكريم. دلالات ومضامين حمل المخيم عنوان «ابتسامتي في صحتي»، دلالات ومضامين تمس حياة هذه الفئة المتميزة من المجتمع، وسعى لتطوير بيئتها ومحيطها العام، بشكل يستوعب ما تواجهه من صعوبات ويتفهّم ما تعانيه من معوقات في واقعها المعاش، ليكتسب مخيم الأمل في نسخته الجديدة أهمية خاصة وصبغة توعوية تشير بجلاء إلى حقيقة أن الصحة مفتاح الابتسامة والسعادة البشرية، وأن دعمها، والاهتمام بها، والأخذ بأسبابها حق مشروع لكل فرد في المجتمع. إلى ذلك، تقول الشيخة جميلة بنت محمد القاسمي، مدير عام مدينة الشارقة للخدمات الإنسانية «منذ انطلاقة مخيماتنا الدورية لأكثر من عقدين من الزمن، ومع بداية كل موسم منها، نتخذ شعاراً هادفاً يختزل أهم أهدافنا ورؤانا التي نسعى لتحقيقها عاماً بعد عام، والتي تصب في صلب مصلحة الأشخاص من ذوي الإعاقة على اختلاف حالاتهم وإعاقاتهم الذهنية والجسدية، وفي سبيل دعم حقوقهم ومطالبهم المشروعة والمكفولة لهم بالدستور والقوانين المحلية والدولية». وتضيف «على الرغم من أن هذه المخيمات الموسمية تأخذ طابعا ترفيهيا واحتفاليا بصورتها المعلنة، إلا أنها تحمل بين طياتها معاني ورسائل إنسانية موجهة، تلفت الأنظار إلى هذه الشريحة المهمة في أي مجتمع، مطالبة بحقها في الصحة، والتعليم، والعمل، والحياة بكل أشكالها، أسوة بالآخرين ومن دون أي تفرقة أو تمييز أو تهميش»، موضحة «من هذا المنطلق الجوهري تعد هذه المخيمات والتجمعات نقاط التقاء لأهداف مشتركة تجمعنا مع وفود زائرة من مختلف الدول الخليجية والعربية، بقصد التشاور والتحاور، وتبادل الخبرات والتجارب والمعلومات الكفيلة بتطوير ودعم وتنمية حياة المعاقين وإغنائها في شتى المجالات». مغزى الشعار عن الغرض من وراء اختيار شعار المخيم الشتوي لهذا العام «ابتسامتي .. صحتي»، تقول القاسمي «هو لم يأت من فراغ بل جاء بناء على مطالبة أصحاب الشأن أنفسهم من منتسبينا المعاقين، حيث إن مدينتنا للأمل تؤمن بقدرة المعاق وحقه في الاختيار والتقرير والتعبير عن ذاته، لأنه في نهاية المطاف هو المعني الحقيقي بالحدث، وهو المحور الذي نتحلق حوله، هو صاحب القضية والشأن الذي نحتفي به، لذا من البديهي أن يكون هو أيضاً صاحب الفكرة والقرار، وبعد عدد من الاجتماعات والمناقشات التشاورية مع اللجان المختصة، تقرر مساندة شعار المعاقين ورؤيتهم لمخيم هذا الموسم، لتكون «الصحة» هي العنوان الرئيس لها، بحيث نلفت اهتمام المعنيين والجهات المختصة بحقوق الأشخاص ذوي الإعاقة، مع ضرورة الالتزام بما يكفله لهم القانون رقم 29، مع البند رقم 25 في المعاهدات الدولية التي وقعتها الحكومة، والتي تشير بكافة تفاصيلها إلى حق شريحة المعاقين المشروع في الحصول على الرعاية الصحية المجانية أو معقولة التكلفة، بحيث تعادل في معاييرها وجودتها وشروطها كل ما يتوافر لبقية الشرائح الأخرى من المجتمع، علما بأن المعاق عادة ما يحتاج لعناية أكبر واهتمام أكثر لناحية الفحص المبكر، والتدخل عند الاقتضاء، والخدمة الوقائية التي تقلل من حجم الضرر أو تمنع حدوث المزيد، مع توفير هذه الخدمات الطبية والصحية بأقرب مكان ممكن في مجتمعاتنا المحلية، ومن هذا المنطلق كان لشعار «ابتسامتي .. صحتي» أهمية استثنائية، لنرتقي جميعا بثقافة التعامل مع المعاقين ونحترم وجودهم ودورهم في المجتمع». ... المزيد