حذّر المفتي العام رئيس هيئة كبار العلماء وإدارة البحوث العلمية والإفتاء الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله آل الشيخ في خطبته أمس الجمعة من تعنيف المطلقة وحرمانها من العمل في التجارة والبيع والشراء ومن المستغربين الذين يريدون أن تحيد الأمة وتميل عن شرع الله، فهم يريدون أن تخرج المرأة عن شرفها وعن حيائها وعن عفتها وعن أخلاقها وعن قيمها وجعلها سلعة للمتاجرة بصورها وشرفها في المحافل والأوساط المادية، بل يريدون أن نجعلها بلا قيمة ولا قدر بل سلعة تباع وتشترى بل يريدون منها أن تكون متعة لشهواتهم، مبينًا أن الأعداء ما تمكنوا منا إلا بعد أن أفسدوا نساءنا، من خلال خروجها عن فطرتها وقيمها إلى الآراء المنحرفة، فلما انحرفت النساء وفسدن فسد المجتمع. كما حذر المفتي من عدم الحول بين المرأة وزواجها لمصلحة مادية أو لخدمة يؤملها قائلًا: لا يجوز له أن يحول بينها وبين زواجها لمصلحة مادية يرجوها أو لخدمة يؤملها بل من الواجب على ولي المرأة أن يزوجها الكفء من الرجال صاحب الخلق والدين ويعين على زواجها ويساعد على ذلك، وكذلك من حقوقها عندما تطلق لا يعنفها أهلها بشتم وسب ولا بتعييرها بالطلاق بل يصبروا عليها ويبروا بها إلى أن يهيئ لها الله سبحانه وتعالى رزقا طيبًا وزوجًا طيبًا، وكذلك لا بد لولي أمرها أن يأخذ رأيها عندما تخطب، بالإضافة إلى أن الصداق حق لها وليس لغيرها، ومن حقها العمل في التجارة والبيع والشراء، كما تعطى حقها من الميراث، فمن يحاول التحايل عليها في الميراث أو يضع العراقيل أمامها فهو قد خالف ما شرعه الله لها وهذا من الأمور المحرمة شرعًا. وأضاف المفتي: إن الإسلام قد رفع من شأن المرأة وكرمها أيما تكريم وصانها مما كانت تعاني فيه من الظلم والهوان وجحد الحقوق والنظرة الدنيئة لها، فقد كانت في الجاهلية كسقط المتاع مهانة كالحيوان يستمتع بها دون أن يكون لها أية قيمة كما كانت تحرم من الميراث، فكان لا قدر للطلاق ولا لتعدد الزوجات فقد كان الرجل ينكح ما طاب له من النساء، بل إن الرجل منهم كان يرث زوجة أبيه، كما كانت المرأة في الجاهلية تحدد حولًا كاملًا، وكانوا في الجاهلية إذا بشروا بالأنثى كرهوا ذلك، وكانوا يئدون البنات خوفًا من العار، فجاء الإسلام فخالف هذه الأشياء التي ما أنزل الله بها من سلطان فكرم المرأة حق التكريم فأصبحت مقاسمة للرجل في الحقوق الشرعية، كما يجب برها والإحسان إليها، وجعلها زوجة تعامل بالمعروف، وجعلها ابنة لها حقوق خاصة حاثًا على تربيتهن والصبر عليهن والرضاء بهن.