ترأس سمو الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان وزير الخارجية وفد الدولة المشارك في الاجتماع الطارىء لوزراء الخارجية العرب الذي بدأ أعماله اليوم بمقر الأمانة العامة لجامعة الدول العربية في القاهرة بناء على طلب الرئيس الفلسطيني محمود عباس وبحضوره لمناقشة آخر تطورات المفاوضات الفلسطينية الإسرائيلية الجارية الآن برعاية أميركية . ضم وفد الدولة معالي محمد بن نخيرة الظاهري سفير الدولة لدى جمهورية مصر العربية و مندوبها الدائم لدى الجامعة العربية وعددا من المسئولين. وأكد الأمين العام لجامعة الدول العربية الدكتور نبيل العربي في كلمته أمام الاجتماع الذي ترأسه محمد عبد العزيز وزير الخارجية الليبي بصفة بلاده رئيسا لمجلس الجامعة في الدورة الحالية أهمية الاجتماع الذي يشهد تقديم بيانا شاملا من الرئيس الفلسطيني محمود عباس حول الموقف من المفاوضات مع الجانب الإسرائيلي. وشدد العربي على أن الهدف المتفق عليه منذ بداية المفاوضات هو العمل على إنهاء النزاع خلال فترة زمنية مدتها 9 أشهر والعمل على أن تنسحب إسرائيل من الأراضي الفلسطينية خلال هذه الفترة . ونبه العربي إلى أن عنصر الوقت هو دائما هدف استراتيجي لدى إسرائيل مؤكدا أن مرجعية المفاوضات هي قرارات مجلس الأمن 242 و338 ومبادرة السلام العربية . وأشار إلى أن الهدف من المباحثات الفلسطينية – الاسرائيلية هو تحقيق السلام الشامل والعادل وانهاء النزاع القائم والذي لن يتحقق إلا بإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشريف مشددا على أنه لتحقيق ذلك لا يجب أن يسمح بوجود جندي إسرائيلي واحد على الأراضي الفلسطينية. وحذر العربي من أن استمرار اسرائيل في تعنتها ومطالبها المتجددة لن ينجح المفاوضات الجارية مؤكدا على ضرورة وقف اسرائيل لهذه الممارسات . وأشار إلى أنه سيتم خلال الاجتماع عرض تقرير حول الموقف من المفاوضات الفلسطينية الإسرائيلية والنظر في استمرار دعم الجانب الفلسطيني في تلك المفاوضات. ومن جانبه دعا وزير الخارجية الليبي الدكتور محمد عبد العزيز إلى ضرورة إعطاء أهمية خاصة للقضية الفلسطينية والتفاعل مع تحدياتها بطريقة أكثر فاعلية وحشد الدعم السياسي اللازم لحقوق الشعب الفلسطيني . وقال في كلمته أمام الاجتماع إن تحقيق السلام ليس مطلبا فلسطينيا فقط ولكنه مطلب اقليمي ودولي مؤكدا أنه لايمكن النظر للقضية الفلسطينية بمعزل عن التطورات التي تمر بها المنطقة العربية وكذلك التطورات الاقليمية والدولية . وأضاف إن التوصل الى سلام دائم يتطلب استراتيجية لتغيير الواقع الحالي كما أن إطلاق دبلوماسية عربية حازمة أضحى مطلبا لا يحتمل التأخير.. محذرا من أن الخطر يكمن في طول فترة المفاوضات لأن في ذلك فرصة لإسرائيل لفرض حقائق ووقائع جديدة على الأرض. ولفت إلى أن بناء شرق أوسط جديد أكثر استقرارا يتطلب التعامل مع القضية الفلسطينية في إطار أكثر جدية ومصارحة في الحوار ووفق نهج جديد يضمن حشد الدعم السياسي للحصول على الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني وقضايا الحل النهائي المتمثلة في قضايا القدس واللاجئين والحدود والأمن والمياه وبالتالي فان السلام لن يتأتي إلا باقامة الدولة الفلسطينية على حدود الرابع من يونيو عام 1967 وعاصمتها القدس واطلاق الاسرى الفلسطينيين. ونبه إلى أن إسرائيل تسعى إلى فرض ملفات تفاوضية جديدة لمفاوضات الوضع النهائي لم تكن مطروحة من قبل ،منها يهودية الدولة والاعتراف بها ومواصلة الاستيطان مما أدى إلى نتائج سلبية على مفاوضات السلام التي كان من المتوقع لها أن تنتهي خلال 9 شهور ولكن ستحتاج إلى وقت أطول. وأكد عبد العزيز أن تحقيق تقدم ملموس في المفاوضات الفلسطينية والاسرائيلية يتطلب المصالحة الفلسطينية ووحدة الصف الفلسطيني والاتفاق على المنهج والعمل في إطار مشترك استجابة لتطلعات الشعب الفلسطيني بصفة خاصة والأمة بصفة عامة. وقال إن العمل الجدي والدوؤب لاستعادة حقوق الشعب الفلسطيني وإقامة دولته المستقلة يتطلب نقطة التقاء بين المؤمنين بالكفاح المسلح وبين الآخرين الذين يؤمنون بانتهاج منهج معتدل مع عدم التفريط في الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني. واعتبر وزير الخارجية الليبي أن الاعتداء على القدس ومحاولة تهويدها هو اعتداء على العرب والمسلمين كافة باعتبارها تمثل قضية مركزية للعالمين العربي والإسلامي ونظرا لمكانتها الدينية والحضارية والثقافية . واشاد بجهود أمريكا للدفع قدما بالمفاوضات من أجل سلام شامل ودائم من أجل تحقيق المطالب المشروعة للشعب الفلسطيني كما قدر دور الاتحاد الأوروبي في دفع تلك المفاوضات معربا عن أمله في أن يكلل هذا الدور بالنجاح والتوفيق . وقد تم بدء جلسة مغلقة للاجتماع الطاريء لوزراء الخارجية العرب بحضور الرئيس الفلسطيني محمود عباس "أبومازن" لإلقاء بيانه أمام الاجتماع حول اخر ما توصلت اليه المفاوضات الفلسطينية - الاسرائيلية الجارية فى ضوء مواصلة الحكومة الاسرائيلية بناء المستوطنات من دون توقف ما ينم أن قوة الفعل السياسي الاسرائيلي التي يستند عليها رئيس الحكومة الاسرائيلية بنيامين نتنياهو تقوم على إسترضاء المتشددين في الساحة الاسرائيلية وليس على مناقشة استحقاقات السلام بقلب وعقل مفتوحين. ويضع الرئيس الفلسطيني وزراء الخارجية فى صورة مسار المفاوضات والنتائج التى تم التوصل إليها والخطوات المستقبلية التى يجب إتخاذها وتطورات الاوضاع على الساحة الفلسطينية والممارسات والانتهاكات الاسرائيية للمقدسات والاراضى الفلسطينية وسبل موجهتها.. ويقدم الامين العام للجامعة العربية تقريرا ايضا بشان " مستجدات القضية الفلسطينية ومسار المفاوضات مع الجانب الاسرائيلى " .. وكان بنيامين نتنياهو قد أكد في خطاب القاه امام أعضاء حزب الليكود في مؤتمر له الاربعاء مواصلة حكومته البناء في المستوطنات وتطوير المشروع الاستيطاني باستمرار وبلا توقف.