اتهم رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان، أمس السبت، بعض السفراء الأجانب بالضلوع في "أعمال استفزازية"، وهدد بإبعادهم، وسط تحقيقات فساد موسعة وجهت فيها اتهامات إلى 24 شخصاً بينهم ابنا وزيرين، وعثر على قيادي في الشرطة قتيلاً في سيارته، غداة حملة تطهير طالت قيادات بالجهاز الأمني . وقال أردوغان لأنصاره في إقليم سامسون على البحر الأسود: "في هذه الأيام الأخيرة وبطريقة غريبة تورط سفراء في بعض الأعمال الاستفزازية . أقول لهم من هنا قوموا بعملكم وإذا ابتعدتم عن نطاق وظيفتكم فقد يدخلكم ذلك في نطاق سلطاننا القضائي . لن نكون مضطرين للإبقاء عليكم في بلادنا" . ونفت السفارة الأمريكية أن يكون لها أي دور في التحقيقات . وقالت وسائل إعلام تركية: إن 16 شخصاً بينهم ابنا وزيرين وجهت إليهم، أمس السبت، اتهامات فيما يتعلق بتحقيقات الفساد التي وصفها أردوغان بأنها "عملية قذرة" تستهدف تقويض سلطاته . وقالت قناة (سي .إن .إن ترك) التلفزيونية ووسائل إعلام أخرى: إنه جرى اعتقال سليمان أصلان مدير عام بنك خلق المملوك للدولة، وباريس جولر ابن وزير الداخلية، وكان كاليان ابن وزير الاقتصاد . وقالت وسائل الإعلام: إن إجمالي 24 شخصاً محتجزون الآن على ذمة محاكمتهم بتهم فساد . وأمرت محكمة، أمس السبت، بالإفراج عن 33 آخرين بينهم مصطفى دمير رئيس بلدية حي الفاتح في اسطنبول وابن وزير البيئة التركي . وهي المرة الأولى التي تطال فيها فضيحة من هذا النوع محيطين بأردوغان الذي يقود تركيا منذ 2002 على رأس حكومة إسلامية محافظة . وأقيل عشرات من كبار ضباط الشرطة بسبب اتهامات بسوء استغلال مناصبهم بتكتمهم على التحقيقات وعدم إطلاع مسؤولين أعلى في المؤسسات الأمنية عليها . وعثر على قيادي بالشرطة التركية قتيلاً داخل سيارته في أنقرة، أمس السبت . وذكرت وسائل الإعلام التركية أن هاكان ي . القيادي في الشرطة الذي يعمل بقسم مكافحة التهريب والجريمة المنظمة، عثر عليه قتيلاً داخل سيارته في مقاطعة ديكمان بأنقرة . ورجحت تقارير إلى أنه ربما انتحر برصاصة في الرأس . ويأتي الحادث بعد قرار الحكومة إقصاء عدد من قادة الشرطة في البلاد في إطار تحقيقات الفساد . من جهة أخرى، دعا رجل الدين التركي فتح الله جولن أن ينزل الله عقابه على المسؤولين عن حملة تطهير ضباط الشرطة الذين شاركوا في تحقيقات فساد في أول تعليق على القضية التي هزت النخبة الحاكمة في البلاد وباتت تمثل أكبر تحد لأردوغان . ويوصف جولن الذي يتمتع بنفوذ في دوائر الشرطة والقضاء بأنه المحرك وراء التحقيقات، لكن الخلافات احتدمت بين حركة جولن وأردوغان في الأشهر القليلة الماضية . وقال جولن في تسجيل جرى تحميله على إحدى صفحاته على الإنترنت: "أولئك الذين لا يرون اللص ويتعقبون من يحاولون الإمساك به والذين لا يرون جريمة القتل ويحاولون تشويه آخرين باتهام الأبرياء . . اللهم أحرق بيوتهم وخرب ديارهم وفرق جمعهم" . ويقيم جولن في الولاياتالمتحدة منذ عام 1999 . (وكالات)