شهدت الأحياء السكنية الخاضعة لسيطرة المعارضة السورية في حلب يوما ثامنا من غارات «براميل الموت» المتفجرة للطيران المروحي والحربي، حيث احصت لجان التنسيق سقوط 77 قتيلا مدنيا على الأقل معظمهم من النساء والأطفال، اضافة الى مقتل 20 مدنيا بالقصف المدفعي والغارات الجوية على درعا، و8 في ادلب و6 آخرين في دمشق وريفها وقتيل في كل من دير الزور وحمص التي هز ريفها تفجير انتحاري بسيارة مفخخة في وقت سابق مما أسفر عن سقوط 12 قتيلا. كما قتل 8 جنود بسيارة مفخخة استهدفت حاجزا عسكريا قرب معمل السكر بمدينة عدرا العمالية. وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان «إن غارات البراميل المتفجرة تركزت امس على احياء مساكن هنانو حيث سقط 42 قتيلا بينهم 6 اطفال على الاقل، والصاخور والاحمدية حيث سقط 30 قتيلا، اضافة الى عشرات الجرحى»، واضاف «ان غارات اخرى استهدفت ايضا احياء بعيدين وارض الحمرا، بالاضافة الى بلدات مارع وماير والاتارب في ريف حلب. وتحدث مركز حلب الاعلامي عن «مجزرة على أوتوستراد مساكن هنانو»، مشيرا الى ان البراميل المتفجرة دمرت باص سفر لم ينج أحد بداخله، ونحو 10 سيارات إضافة الى انهيار بناء سكني على الطريق العام، لافتا الى ان المستشفيات غصت بالمصابين. وبث ناشطون على الانترنت اشرطة فيديو تتضمن صورا مروعة عن برك من الدماء داخل حافلة مدمرة ومحترقة وقد اقتلعت مقاعدها من اماكنها مع آثار دماء عند كل مقعد تقريبا وعلى الزجاج الامامي حيث يجلس السائق. واظهر شريط عددا كبيرا من السيارات المتفحمة والشاحنات التي استحال بعضها كتلا من المعدن، مع الدخان يتصاعد من بعضها اضافة الى مبنى منهار مع الركام والحجارة وقطع المعدن متناثرة في الشارع العام حيث ظهرت ايضا آثار دماء، وسط ذهول واضح على وجوه عدد من الاشخاص المتجمعين في المكان. كما اظهر شريط آخر عملية انتشال القتلى من بين انقاض المبنى على وقع صراخ المتجمعين «الله اكبر». وعمل رجال اعتمروا خوذات بيضاء على وضع الجثث على حمالات بينما كان اشخاص آخرون بلباس مدني ينقلونها من المكان، واصوات تصرخ مطالبة بفتح الطريق. وقال المرصد ان رجلا وابنه قتلا في الاتارب في ريف حلب في قصف جوي، وثلاثة اشخاص هم رجل وسيدة وفتى من عائلة واحدة في مارع بالطريقة نفسها. وذكر ناشطون ان القصف على مارع اصاب مكانا قريبا من احدى المدارس. وتحدثت الهيئة العامة للثورة عن حالة هلع وحركة نزوح كبيرة للأهالي باتجاه الأراضي الزراعية رغم البرد الشديد في ريف حلب بسبب استمرار القصف بالبراميل المتفجرة وصواريخ الطيران لليوم الثامن على التوالي. وذكر «مجلس محافظة حلب الحرة» ان الطيران الحربي استهدف مدرستين في مدينة مارع، ما أدى الى اصابة اربعين طالبا بجروح، واصدر بيانا اعلن فيه اقفال المدارس بالمناطق «المحررة» في حلب لمدة اسبوع بسبب القصف الممنهج والمقصود من قبل قوات النظام، والذي راح ضحيته عدد كبير من الطلاب والمدرسين، وطالب المنظمات الدولية واليونيسيف بتحمل المسؤولية تجاه تدهور الوضع الإنساني والأمني عموما والواقع التعليمي خصوصا. ... المزيد