الرئيس الزُبيدي: تدهور الأوضاع يحتّم على الانتقالي مراجعة قراراته    منح العميد أحمد علي عبدالله صالح حصانة دبلوماسية روسية..اليك الحقيقة    عاجل: قصف يستهدف سفينة جديدة غربي الحديدة بالبحر الأحمر وإعلان بريطاني بشأنه    فلكي يمني يحدد موعد أول أيام عيد الأضحى المبارك وبداية أيام العشر    بعد يوم من محرقة الخيام.. الاحتلال يرتكب مجزرة جديدة بحق النازحين برفح    الزُبيدي يؤكد على أهمية المخيمات الصيفية لخلق جيل مناهض للفكر الحوثي    المنتخب الوطني الأول يواصل تحضيراته في الدمام استعداداً للتصفيات الآسيوية المزدوجة    الوحدة التنفيذية : 4500 شخص نزحوا من منازلهم خلال الربع الأول من العام الجاري    عاجل: الحكم بإعدام المدعو أمجد خالد وسبعة أخرين متهمين في تفجير موكب المحافظ ومطار عدن    مارسيليا يسعى إلى التعاقد مع مدرب بورتو البرتغالي    نقل مراكز البنوك إلى عدن (المخاطر والتحديات)؟!    بعد تجريف الوسط الأكاديمي.... انتزِعوا لنا الجامعات من بلعوم السلفيات    ياوزير الشباب .. "قفل البزبوز"    بحضور القاسمي ... الاتحاد العربي للدراجات يعقد الاجتماع الأول لمكتبه التنفيذي الجمعة المقبل بالقاهرة    وزير الإعلام: مليشيا الحوثي تواصل استغلال مأساة المخفيين قسراً للمزايدة السياسية    انعقاد جلسة مباحثات يمنية - صينية لبحث مجالات التعاون بين البلدين وسبل تعزيزها    سد مارب يبتلع طفلًا في عمر الزهور .. بعد أسابيع من مصرع فتاة بالطريقة ذاتها    إثارة الخلافات وتعميق الصراع.. كيف تعمل مليشيا الحوثي على تفتيت القبيلة اليمنية؟    ''بيارة'' تبتلع سيارتين في صنعاء .. ونجاة عدد من المواطنين من موت محقق    غرامة 50 ألف ريال والترحيل.. الأمن العام السعودي يحذر الوافدين من هذا الفعل    هل رضخت الشرعية؟ تفاهمات شفوية تنهي أزمة ''طيران اليمنية'' وبدء تسيير رحلات الحجاج عبر مطار صنعاء    انطلاق أولى رحلات الحج عبر مطار صنعاء.. والإعلان عن طريقة الحصول على تذاكر السفر    شاهد .. وزير الزراعة الحوثي يعترف بمجلس النواب بإدخال الحوثيين للمبيدات الإسرائيلية المحظورة (فيديو)    استعدادات الأمة الإسلامية للعشر الأوائل من ذي الحجة وفضل الأعمال فيها    بن مبارك في دبي للنزهة والتسوق والمشاركة في ندوة إعلامية فقط    أكاديمي سعودي: التطبيع المجاني ل7 دول عربية مع إسرائيل جعلها تتفرعن    برشلونة تودع تشافي: أسطورةٌ تبحث عن تحديات جديدة وآفاقٍ أوسع    الإعلان عن تسعيرة جديدة للبنزين في عدن(السعر الجديد)    إنجاز غير مسبوق في كرة القدم.. رونالدو لاعب النصر يحطم رقما قياسيا في الدوري السعودي (فيديو)    بوخوم يقلب الطاولة على دوسلدورف ويضمن مكانه في البوندسليغا    خمسة ملايين ريال ولم ترَ النور: قصة معلمة يمنية في سجون الحوثيين    سقوط صنعاء ونهاية وشيكة للحوثيين وتُفجر تمرد داخلي في صفوف الحوثيين    الاستخبارات الإسرائيلية تُؤهّل جنودًا لفهم اللهجتين اليمنية والعراقية    العكفة.. زنوج المنزل    المطرقة فيزيائياً.. وأداتياً مميز    استشهاد جندي مصري في الحدود مع غزة والقاهرة تحذر من المساس بأمنها    الوزير الزعوري يلتقي رئيس هيئة التدريب والتأهيل بالإنتقالي ورئيس الإتحاد الزراعي الجنوبي    استقرار أسعار النفط مع ترقب الأسواق لاجتماع مجموعة "أوبك بلس"    تدشين دورة إدارة البحوث والتطوير لموظفي وموظفات «كاك بنك»    8200 يمني سيغادرن من مطار صنعاء الى الأرضي السعودية فجر غدا الثلاثاء أقرأ السبب    معالي وزير الصحة يُشارك في الدورة ال60 لمؤتمر وزراء الصحة العرب بجنيف    مغادرة أول دفعة من الحجاج جواً عبر مطار عدن الدولي    ''زيارة إلى اليمن'': بوحٌ سينمائي مطلوب    محرقة الخيام.. عشرات الشهداء والجرحى بمجزرة مروعة للاحتلال في رفح    شيفرة دافنشي.. الفلسفة، الفكر، التاريخ    سلطان العرادة وشركة غاز صافر يعرقلون أكبر مشروع لخزن الغاز في ساحل حضرموت    شاهد: فضيحة فيسبوك تهزّ منزل يمني: زوجة تكتشف زواج زوجها سراً عبر المنصة!    مارب.. افتتاح مدرسة طاووس بن كيسان بدعم كويتي    دعم سعودي جديد لليمن ب9.5 مليون دولار    - 45أعلاميا وصحفيا يعقدون شراكة مع مصلحة الجمارك ليكشفون للشعب الحقيقة ؟كأول مبادرة تنفرد بها من بين المؤسسات الحكومية منذ2015 فماذا قال مرغم ورئيس التحرير؟ اقرا التفاصيل ؟    الثاني خلال أسبوع.. وفاة مواطن نتيجة خطأ طبي خلال عملية جراحية في أحد مستشفيات إب    الفنان محمد محسن عطروش يعض اليد السلطانية الفضلية التي أكرمته وعلمته في القاهرة    عالم يمني يبهر العالم و يكشف عن أول نظام لزراعة الرأس - فيديو    ثالث حادثة خلال أيام.. وفاة مواطن جراء خطأ طبي في محافظة إب    ما بين تهامة وحضرموت ومسمى الساحل الغربي والشرقي    وهم القوة وسراب البقاء    شاب يبدع في تقديم شاهي البخاري الحضرمي في سيئون    اليونسكو تزور مدينة تريم ومؤسسة الرناد تستضيفهم في جولة تاريخية وثقافية مثمرة    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



بعد ثلاثة أيام من الحنين للوطن.. ملتقى أبعاد يختتم فعالياته بأمريكا
نشر في الجنوب ميديا يوم 25 - 12 - 2013

عبدالله الأحمد - علي آل عبوش - المنذر الشريف - سبق - أمريكا : اختُتم ملتقى أبعاد الأول فعالياته، التي استمرت ثلاثة أيام متتالية، في أجواء مفعمة بالأخوَّة الصادقة بين المبتعثين في أرض الغربة والحنين للوطن، في فعاليات رعتها "سبق" إعلامياً على مدى ثلاثة أيام، وحضرها أكثر من ألف مبتعثة ومبتعثة، وشارك فيها أكثر من 90 جامعة أمريكية عريقة، تقدّم خدماتها التعليمية للطلاب السعوديين، وصاحبها أكثر من عشر دورات تدريبية بشهادات عالمية معتمدة، وكذلك عشرات الفعاليات الثقافية التي ركَّزت الطرح على شعار (هوية مبتعث)، الذي اختاره المبتعثون؛ ليكون شعاراً لهم في هذا الملتقى.
وقد أعدّ لهذا الملتقى أكثر من مائة متطوع ومتطوعة.
وصرَّح المتحدث الرسمي لملتقى أبعاد، الإعلامي ماجد بن جعفر الغامدي، بأن ملتقى أبعاد في عامه الأول حقق نجاحات كبيرة، أكثر مما كنّا نأمل ونخطط له.. وقد كان لتفاعل المشاركين ورضاهم أعظم الأثر علينا، وأشعرنا بفرحة نسينا معها التعب والعمل الذي قمنا به من أجل إعداد هذا الملتقى.
وعند سؤال صحيفة "سبق" عما نُشر في الإعلام عن الفنان يوسف الجراح وإصابته أثناء ملتقى أبعاد، علّق الغامدي قائلاً: أُصيب بعد صلاة الجمعة ضيف ملتقى أبعاد بأمريكا الممثل يوسف الجراح بإعياء؛ ما دعا القائمين على ملتقى أبعاد لطلب الإسعاف، وإثرها اضطر للغياب عن فقرة (أضواء إعلامية)، التي كان من المقرر أن يقدمها في مساء يوم الجمعة، وبعد أن تجاوز الأزمة القلبية، وتحت رغبة مُلحّة من الجراح بالخروج من المستشفى، وقع على الأوراق اللازمة وعلى مسؤوليته الشخصية.
ومما قال الجراح في كلمته بحفل افتتاح أبعاد: "الوالدة تسلم عليكم جميعاً، وتدعو الله أن يحفظكم، وأوصيكم بالدعاء لوالدي الذي توفي قبل أسبوعين".
من جهته علَّق مدير الملتقى سمير طباخ قائلاً: بداية، أتقدّم بالشكر لمقام خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله ووزارة التعليم العالي، والشكر متصل إلى الملحقية الثقافية في أمريكا؛ فهذا ملتقى طلابي وطني، يخدم جميع المبتعثين والمبتعثات في سبيل إنجاح العملية التعليمة التي أتوا من أجلها.
وحقيقة، إن ملتقى أبعاد حقق نجاحات وأصداء واسعة بتوفيق من الله تعالى. ومن جهة أخرى تؤكد لنا أن العمل الاحترافي الإداري المرتب يجد نتيجة إيجابية واسعة، وأن المبتعثين المشاركين هنا في مثل هذه الملتقيات بكل تأكيد سيعودون سواعد بناء إلى وطننا الغالي.
أضواء إعلامية
ضمن فعاليات ملتقى أبعاد، استمتع المشاركون بحضور آخر ندوات الملتقى، وكانت بعنوان (أضواء إعلامية)، قدمها الإعلامي ماجد جعفر الغامدي، واشترك فيها الإعلامي سعد المسعود المذيع السابق بالقناة الرياضية السعودية، والمعيد بجامعة الملك سعود والمخرج السينمائي محمد بايزيد، والمبتعث حمزة الفرائضي.
وبدأ المخرج السينمائي محمد بايزيد حديثه بمقارنة بين دراسته للإخراج في بريطانيا وأمريكا، وذكر أن البريطانيين متفوقون في التلفزيون والتقارير الإخبارية، على عكس الأمريكان؛ فهم متفوقون في السينما والإخراج السينمائي، وأن هوليوود مسيطرة بشكل واضح وبشهادة الجميع.
وطرح مدير الحوار سؤالاً للمسعودي عن بداية في الإعلام والقناة الرياضية، فأجاب بأنه واجه اعتراضاً من أهله بحكم أن الإعلام لا يوجد به وظائف، لكن إصراره وحبه للإعلام جعلاه يقنع أهله. وذكر أن الإعلام هدف مستقبلي لخدمة المجتمع وإظهار صوره، وهو أكثر من أن يكون هدفاً وظيفياً روتينياً.
حلم الإفراج عن حميدان
نعم، هذه العبارة التي يحلم بأن يزفها طالب الماجستير في إدارة الأعمال المبتعث حمزة الفرائضي، الذي ضرب أروع الأمثلة في مشاركة الهم بين الإخوة المسلمين وأبناء البلد الواحد؛ إذ أصر إلا أن يقطع المسافات ويسافر من مدينة ميامي مقر بعثته إلى دنفر مقر محاكمة حميدان التركي، والمعروف لا يعرَّف.
وقال حمزة إنه تأثر جداً بقضية حميدان ومعاناة أهله؛ فقرر الوقوف معه ولو بوجوده في جلسة المحاكمة، ولكن كان له بتوفيق الله أكثر من ذلك؛ إذ أصبح مصدراً مهماً لنقل أحداث المحاكمة من خلال موقع التواصل الاجتماعي تويتر.
وفي مشاركة حمزة الفرائضي تحدث عن سبب شهرته في تويتر، وأنها كانت بسبب مشاركته في محاكمة حميدان التركي، وذكر سبب مشاركته وسفره من ميامي إلى دنفر؛ وذلك لشعوره بشعور وطني إنساني تجاه حميدان التركي وعائلته ومحبيه.
وأضاف بأن عدد متابعيه في تويتر زاد أضعافاً وأضعافاً، وشعر بصعوبة حينها؛ إذ أصبحت كلمته مهمة ومصدراً رسمياً للمتابعين، وأيضاً لأغلب الصحف الرسمية المهتمة بالمحاكمة.
وفي سؤال للمخرج بايزيد عن أفلامه الصامتة بأفكار هادفة، أجاب بأن السينما تُعتبر الأكثر انتشاراً والأسهل لتوصيل الفكرة على وجه الأرض، وتُعتبر السينما والأفلام أفضل طريقة لإيصال الفكرة بالطريقة الترفيهية.
وفي إجابة حول ارتباط الأفلام بالمناظر الإباحية، ذكر أن السبب هو بحث بعض المنتجين عن المال بغض النظر عن المادة المقدمة.
وعن سبب ضعف السينما العربية مقارنة بالعالمية، أجاب بأن بعض المخرجين لا يدرسون سوق العمل الذي سيعرض فيه الفيلم، فينشر بدون دراسة؛ فلا يحقق النجاح المطلوب.
أيضاً أضاف بأن السينما تُعتبر صناعة حالياً؛ وتحتاج لعمل احترافي، وبنية تحتية أكثر؛ لتساعد على النجاح.
واختتم المخرج محمد بايزيد حديثه بأن السينما القصيرة قد تساعد في تغيير أشخاص للأفضل، قد يكونون بأمسّ الحاجة لها.
وأكمل حمزة فرائضي حديثه بأنه بعد محاكمة حميدان التركي فكر في عمل فيديو من قِبل شخص أمريكي؛ ليدعم فكرة نقل التركي إلى السعودية؛ لإكمال محكوميته، ونشره عن طريق مواقع التواصل الاجتماعي؛ لتنتشر بأسرع وقت، وطبقوا الفكرة بمساعدة من أبي متعب الأمريكي؛ بحكم أنه أمريكي، ومن ولاية كولورادو، وحقق الفيديو نجاحاً كبيراً بنصف مليون مشاهدة خلال أسبوع. وفيه ختام الندوة، ذكر الفرائضي أنه من خلال مشاهداته لحميدان التركي أدرك أن لديه إيماناً وقوة صبر تساعده في كربته، وأن لديه محبة ودعماً كبيرين من الخليجيين والعرب سكان كولورادو وأمريكا.
وطُرح سؤال للإعلامي سعد المسعود من هاشتاق #ملتقى_أبعاد عن سبب ضعف القناة الرياضية؟، أجاب بأن الإعلام الحكومي هدفه تنموي، وبدون هدف تجاري، والعمل الإداري والتنظيم يختلفان بشكل كبير عن الإعلام التجاري، فالدخل المادي هدف، فسياسة العمل تختلف، والتطوير أسرع. وبيّن أنه من الظلم المقارنة بين الإعلام الحكومي والخاص، لكن لو كانت المقارنة بين القناة الرياضية السعودية والقنوات الخليجية والعربية فسيتم تصنيف الرياضية السعودية من الأفضل، إن لم تكُن الأفضل؛ وأحد الإثباتات أن أغلب السعوديين الناجحين في القنوات العربية بدايات خروجهم كانت من التلفزيون السعودي.
وفي سؤل من الجمهور حول أن السبب الرئيسي للتعصب الرياضي هم الإعلاميون؟ أجاب بأن هذا الكلام غير صحيح، وأن التعصب المحمود أحد أسباب نجاح الرياضة السعودية، وبدون التعصب لن يكون للرياضة صيت عالٍ بين الجمهور.
فيما ختم مسعود المسعودي حديثه بنصيحة للمبتعثين بعيداً عن الإعلام، باختيار التخصص الذي يحبونه ويرونه مستقبلهم، ولا يهتمون كثيراً بالمستقبل الوظيفي؛ لأن حب التخصص يمكّن الشخص من إظهار أفكاره فيه؛ ويكون ناجحاً خارج الإطار الوظيفي.
ندوة "العلاقات الزوجية والأسرية "
وبتفاعل وانسجام لما كان يترقبه جماهير ملتقى أبعاد، تألق الدكتور أمجد قورشة والدكتور مازن الفريح في ندوة "العلاقات الزوجية والأسرية في بلد الابتعاث – حب وتربية"، التي كانت بتقديم عبدالله الأسمري وإدارة الدكتور سمير طباخ.
وبدأت الندوة بتعريف الحب من قبل الدكتور أمجد بأنه شجرة تبدأ بالزواج، وأما ما قبل الزواج فهو إعجاب لا غير. كما اتفق الدكتور مازن والدكتور أمجد على أن الحب أمر فطري، فالسؤال هل الحب حلال أم حرام سؤال خاطئ؟ كما رأى الدكتور أمجد، وأيده الدكتور مازن، أنه حتى لو وقع الشخص في الإعجاب قبل الزواج فإنه يجب أن يتبعه بالخطوات الجادة كالنظرة الشرعية، ثم تحكيم الأعراف. كما أردف الدكتور مازن الفريحي بأن يحرص الزوجان على التاءات الخمس، وهي: التقوى والتفاهم والتعاون والتغافل، ثم التقدير. كما أكد الدكتور أمجد على الزوجين بعد الزواج أن يكونا متفهمين لطبيعة بعضهما؛ إذ إن 85 في المئة من المشاكل الزوجية تقع بسبب عدم المصارحة.
واختتما الندوة بأن الحب يعبَّر عنه قولاً وفعلاً، وأن ديننا هو دين الرومانسية. ثم أتت الأسئلة بغزارة من الجماهير، التي تدل على أهمية هذا الموضوع بالنسبة للمبتعثين والمبتعثات.
#أناني_ولكن
وفي فقرة مميزة مع نجم برنامج "شقة العيال" المبتعث أسامة صالح، تحت عنوان "#أناني_ولكن"، بيّن أن طفولته كانت في حي النسيم الغربي بالرياض، وكيف كانت مصطلحات مثل: الاستراحة والجماعة والرحلة جديدة على أسامة، بل يعتبرها نوعاً من البرجوازية، على حد تعبيره، حتى بدأ مع إحدى حلقات تحفيظ القرآن الكريم، التي ساهمت في تغيير تفكيره الضيق والأناني؛ ليبدأ من تعديل طريقة حديثه إلى التفكير في تقليد أصدقائه في الحلقة؛ ليكون له هدف واضح في حياته، يبتعد به عن الأنانية التي يلاحظها الكثيرون في كلامه وتصرفاته، ثم بدأ بالتفكير في دراسة السينما كمشروع حياة، ولكن أتت الصدمة الكبرى عندما ابتُعث في أمريكا، وبدأ يواجه صعوبة في كتابة سيناريوهات الأفلام بالجامعة لجعلها تدور حول الآخرين، ويبتعد عن الأنا في كتاباته، حتى جاءت فكرة المسلسل اليوتيوبي "شقة العيال"، التي أدرك حينها أن عطاءه لذاته لا يقتصر على نفسه وحسب، بل يمتد لكل من يعبّر عن هذه الأنا من عائلةٍ وأصدقاءٍ بل حتى أفكار. وأخيراً اعترف بأن أنانيته تنبع من خوفه إذا وقف وحيداً وسُئل أمام الله ماذا قدَّم في حياته.
المبتعث وتحديات الطموح
وفي ندوة كانت جماهير ملتقى أبعاد ترتقبها بفارغ الصبر، ألقى الدكتور علي النملة وزير الشؤون الاجتماعية الأسبق ندوته تحت عنوان "المبتعث وتحديات الطموح".
وبدأ الدكتور بأبيات المتنبي: "إذا غامرت في شرفٍ مرومِ فلا تقنع بما دون النجوم.."، وبدأ بالإبحار في شرح الطموح بأنه ليس له حدود، ما دام شريفاً، وانتقل إلى كيفية نشأته، وأنه لم يكن يطمح مطلقاً إلى أن يكون وزيراً؛ إذ نشأ في أسرة فقيرة جداً، وكان يبيع قوارير الماء في شارع البطحاء بالرياض بقرش واحد، وكان يجمع 14 قرشاً يومياً فقط، ولم يكن لديه هدف من تميزه في دراسته من المتوسطة إلى الجامعة إلا البحث عن لقمة العيش وبر الوالدين، حتى جاء للابتعاث واختبارات التوفل العشر، وكانت أعلى درجة حصل فيها 516، بينما كان المتطلب 550 للماجستير، ومع ذلك تم قبوله بتوفيق الله في نهاية السبعينيات الهجرية في ولاية بنسلفانيا.
ثم انتقل الدكتور في حديثه ليقرر أن الوصول للوزارة ما هو إلا وسيلة، وليس غاية، والطموحات لا تقف عند مرتبة وزير؛ إذ إن ولي الأمر يعيّن من يرى فيه الكفاءة والأمانة، وهذه قضية سيادية، وأن الوزارة مسؤولية عظيمة؛ إذ لو أسيء لمعاق في أحد مراكز التأهيل الاجتماعي لسُئلت عنه يوم القيامة.
ثم عرج ناصحاً المبتعثين والمبتعثات بالبحث عن تحقيق ذواتهم وليس المناصب؛ إذ إنه شخصياً من واقع تجربة لم يشعر بالراحة الذاتية إلا في قاعات المحاضرات ومكتبته الصغيرة رغم المناصب الكثيرة التي تقلدها بتنوعها؛ إذ كان طموحه أن يكتب ويقرأ ويبحث ويعلم.
كما أكد الدكتور أنه في عصر المهارات يجب علينا أن نملك مهارات عدة لتحقيق الطموحات، ولا توجد مهارة من غير معرفة، كما يجب الاهتمام بالتخطيط بعناصره الأربع، من رؤية ورسالة وأهداف وسياسات.
كما أكد أن دور المؤسسات الحكومية والأهلية مجرد مفتاح للباب وإزالة للهيبة، أما الباقي فعلى الفرد، فاعملوا واعملوا "فكلٌّ ميسر لما خُلق له".
واختتم بأنه ليس هناك عمل من دون مقابل، والمقابل غير محدد، فربما يكون معنوياً أكثر منه مادياً.
لتبدأ بعدها أسئلة الجماهير الكثيفة، التي من أبرزها تأكيد الدكتور لملاحظة أحد الحضور على أن يتعدى الطموح للتأثير، وأن يكون العمل الخيري مؤسسياً، الذي بدأ فعلياً تنتشر بين هذه المؤسسات الخيرية في الآونة الأخيرة بشهادة الدكتور علي النملة؛ ليؤكد من خلالها التفاؤل؛ فالمستقبل مبشّر، والطموحات أسلوب حياة، ولا يمكن أن يقف في وجهها شيء.
ندوة (قضية ومبتعث)
وفي باكورة برامج ملتقى أبعاد الثقافية، عُقدت أولى ندوات الملتقى تحت عنوان (قضية مبتعث)، وتحدث فيها كل من الأستاذ صلاح معمار والأستاذ عمرو العمري والأستاذة ريف اليوسف والأستاذة كوثر حامد، حول قضية الهوية.
وقد عرفها الأستاذ صلاح معمار بأن هناك مرتكزات أساسية توضح مفهوم الهوية، أهمها اللغة والتاريخ والدين، بينما ذكر الأستاذ عمرو العمري أنها السمات التي تحدد صفات أمة معينة.
وذهبت الأستاذة ريف اليوسف إلى أن الإنسانية هي الهوية التي نشترك فيها جميعاً، بينما نختلف في المبادئ بحسب الظروف والأحوال.
وترى الدكتورة كوثر حامد أن الهوية هي اشتقاق من الجذر (هو)، وتندرج تحتها الهوية القومية والعرقية، وليس لها ارتباط بالوطنية.
الاعتزاز بالهوية الدينية
وحول سؤال الهوية الدينية للطلاب المبتعثين أشار الأستاذ صلاح معمار إلى أن إظهار الهوية الدينية أمر مطلوب، وأن الاعتزاز بها مطلب ومدعاة للفخر.
وأكد الأستاذ عمرو العمري أن المبتعثين يتحملون مسؤولية كبيرة للحفاظ على هويتهم الدينية وإبرازها بصورة حسنة.
وترى الأستاذة ريف اليوسف أن القيم الدينية قيم أساسية، تدفع القيم الأخرى للنجاح، وتساهم في نقلها بصورة حسنة، وتسهم في تعزيزها لدى الآخر.
هوية اللغة العربية
وتطرق المتحدثون في الندوة إلى الصعوبات التي يواجهها المبتعثون مع أبنائهم في بلد الغربة، وخصوصاً من ناحية اللغة وطريقة التعامل معهم وآليات تدريسهم للغة العربية وأثر الاندماج في المدارس الأمريكية على إتقان أبناء المبتعثين للغة العربية من عدمها.
وأكد الأستاذ عمرو العمري أن اللغة العربية هي لغة القرآن، وأنها جزء أساسي؛ على المبتعثين أن يعلموها لأولادهم في بلد الابتعاث. وأضافت الأستاذة كوثر حامد بأنه ليس هناك مبرر للهروب من الهوية اللغوية، وأن الاعتزاز بها مطلب.
بينما ذهبت الأستاذة ريف اليوسف إلى أن الموازنة في النظر للغات الأخرى والنظرة الوسطية أمر مطلوب في هذا الجانب.
وأكد الأستاذ صلاح معمار من جانبه أن المبتعثين يواجهون قضية كبيرة ذات عمق وأبعاد متعددة، عليهم أن يدركوها، وأن يجدوا الحلول المناسبة التي تتلاءم مع الظروف المحيطة بهم.
الاعتزاز بالوطن والمنجزات الوطنية
وتناقش الضيوف حول موضوع الوطنية والاعتزاز بها في بلد الغربة، وقال الأستاذ صلاح معمار إن الاعتزاز بحب الوطن مطلب ملحّ؛ وعلى المبتعثين أن يستغلوا الفرص الثمينة كاحتفالات التخرج والبحوث العلمية لإظهار هويتهم الوطنية والاعتزاز بها.
وأكد الأستاذ عمرو العمري أن المبتعث الملم والمطلع على تاريخ وإنجازات وطنه سيكون أكثر اعتزازاً بالوطن في الخارج، وسيجد الفرصة أكثر من غيره لنقل الصورة الحسنة عن الوطن.
بينما طالبت الأستاذة ريم اليوسف المبتعثين بالاعتزاز بهويتهم الوطنية خارج الجو الدراسي من خلال العلاقات الاجتماعية والأعمال التطوعية مع غير السعوديين؛ لينقلوا صورة مشرفة ومتميزة.
وفي الختام أكد الحضور أن المبتعث يواجه ضغوطات كبيرة وتحديات على مستوى الأسرة؛ وعليه أن يفهم هذه الضغوطات، ويؤقلم نفسه على إيجاد الحلول السليمة لها.
وفي مداخلة عميقة للدكتور علي النملة وزير العمل والشؤون الاجتماعية السابق أكد أن الهوية جزء من الانتماء، وليس العكس.
ونفى في مداخلته مفهوم الخصوصية السعودية، واستشهد بكلمة صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبد العزيز، التي قال فيها "ليس لدينا خصوصية سوى الحرمين".


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.