لجأ رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان إلى مواجهة الأزمة السياسية في بلاده الناجمة عن قضية التحقيقات في الفساد المتورط فيها عدد من أبناء وزرائه ورجال أعمال، باتباع أسلوب التهديد والوعيد والتخوين وتحميل الخارج المسؤولية عن مؤامرة تستهدف حكومته وحزبه الحاكم، مثلما فعل في مواجهة التظاهرات المعارضة بعد فض اعتصام ساحة تقسيم وسط اسطنبول في الصيف الماضي، وكأنه يعيد السيناريو القديم من غير إضافة أي مشاهد جديدة . وعشية مغادرته إلى باكستان في زيارة على رأس وفد يضم وزراء ورجال أعمال ومقاولين يسعون وراء الاستثمار، هدد أردوغان ب"قطع أيادي" خصومه السياسيين في حال استعملوا فضيحة الفساد لضرب حكمه، سيناريو "تقسيم" يتجدد: أردوغان يتحدث عن مؤامرة ويتوعد قطع أيادي خصومه وقال إنه يكافح "دولة داخل الدولة"، واعتبر التحقيق حول الفساد عملية قدح في حزبه "العدالة والتنمية" الذي يحكم البلاد منذ 2002 . وجدد تحميل "الخارج" المسؤولية عن مؤامرة تهدف إلى إخراجه عن السلطة . ومثلما فعل في حالة الاحتجاجات الصيفية التي كانت الأعنف منذ تولي السلطة في 2002 فقد أشار أردوغان إلى وجود أيد أجنبية في الأزمة . وقال "إنهم ينصبون شراكاً مظلمة وشريرة في بلدنا باستخدام مخالبهم المحلية لتخريب وحدة تركيا وتكاملها" .