دبي - عثمان حسن: تميز المعرض التشكيلي الذي افتتح، مساء أمس الأول، في مؤسسة سلطان بن علي العويس الثقافية في دبي، وبدأت به فعاليات الأسبوع الثقافي المصري "ليالي المحروسة" وتستمر حتى يوم غد الخميس بفرادته وعمق وحرفية اللوحات المشاركة فيه، والتي بلغت 52 لوحة لثلاثة من كبار التشكيليين المصريين وهم: جورج البهجوري وعبدالوهاب عبد المحسن ومحمد طوسون، ومعروف عن هؤلاء تصدرهم للمشهد الفني في مصر ومشاركاتهم الواسعة على المستويين العربي والدولي سواء من خلال المعارض الفردية أم الجماعية أم اقتناء المتاحف والغاليريات لأعمالهم، وأيضاً بوصفهم من أشهر التشكيليين، والذين تميز كل واحد منهم باتباعه لأسلوب مغاير وتأثر العديد من الفنانين بهم . حضر حفل افتتاح الأسبوع كل من: عبدالغفار حسين عضو مجلس الأمناء في المؤسسة ود . سليمان الجاسم نائب رئيس مجلس إدارة المؤسسة ود . محمد المطوع الأمين العام للمؤسسة، ود . فاطمة الصايغ عضو مجلس الأمناء، كما حضره إيهاب حمودة سفير مصر لدى الإمارات وعادل النويشي المستشار الثقافي في السفارة المصرية والمستشارة نبيلة مكرم نائب القنصل المصري العام في دبي . فنان الكاريكاتير الساخر البهجوري شارك ب 12 لوحة منها: "جزيرة القديس لويس" و"الخيول الثلاثة" و"قبل بيكاسو" و"أم كلثوم" وبرزت في أعمال البهجوري، الذي يستلهم رسوماته من الحارة والمجتمع تلك الخطوط الرشيقة التي تلتقط فكرتها من الواقع وتستفز المشاهد بأسلوبها التجريدي التعبيري وتنم عن حرفية عالية كأنما هي تستدرج المشاهد لحوارية العقل والروح . وشارك عبدالوهاب عبدالمحسن ب20 لوحة اتخذت جميعها اسم "البحيرة"، ويوصف عبدالمحسن بأنه من أكبر حفاري جيله من الفنانين العرب وهو مهتم بنقل أجواء الريف في دلتا النيل، كما يعنى بتقديم تجربة جمالية حسية تبحث عن جوهر الأشياء بأسلوب جرافيكي، وتقنية عالية . وصف الناقد عبدالرازق عكاشة عبد المحسن بأنه أهم أبناء جيله بلا منازع، كما يركز على عمق الأشياء ويبحث فيها بتصوف شديد الجماليات، ومن يدقق في لوحات عبد المحسن يلمس الروح الحسية النقية، التي تعبّر عن الهوية من خلال لغة بصرية، معطرة برئحة الوطن وريف مصر . أما محمد طوسون فشارك هو الآخر ب 20 لوحة اتبع فيها أسلوباً فنياً يعرف ب "البكتوجراف" وهو الكتابة التصويريه التي تنقل الخط العربي إلى فضاء الرسم، في أعماله يختلط الواقعي بالتأثيري وهو يستلهم أعماله من آيات القرآن الكريم . فجميع لوحاته مطرزة بأسماء وعبارات قرآنية من الفاتحة وسورة الإخلاص إلى يس وغيرها من الآيات . وفي هذه الأعمال يقدم طوسون رؤية معاصرة للتراث الإسلامي، بل إن هذه الأعمال تقرأ وتحمل رسالة روحانية تشكيلية جديدة بتقنياتها وتكويناتها وأشكالها . بعد انتهاء جولة الحاضرين في المعرض تبادل كل من عبدالغفار حسين ود . محمد المطوع ود . فاطمة الصايغ الدروع التذكارية مع الفنانين المشاركين، وبدوره قدّم السفير إيهاب حمودة دروعا تذكارية لمؤسسة العويس الثقافية . واشتمل حفل الافتتاح على عرض لفرقة الإسماعيلية للفنون الشعبية، إحدى في الفرق التابعة لقصور الثقافة التي تأسست رسمياً عام ،1995 وقدمت الفرقة لوحات راقصة عبّرت عن ألوان الطيف الاجتماعي والفني المصري ببعدهما الشعبي، كما تجاوب الجمهور مع هذه العروض وردّد فقرات من الأغنيات التي رافقت الأداء .