عواصم - وكالات: شيّعت جماهير غفيرة جثمان الطفلة حلا أبو سبيخة (3 سنوات) من مخيم المغازي وسط قطاع غزة، والتي ارتقت على إثر قصف للاحتلال أمس. وشارك في مسيرة التشييع التي انطلقت ظهر أمس، المئات من أبناء المحافظة الوسطى حيث تمت الصلاة على الطفلة في مسجد "الأنبار" بالمحافظة. وتقدّم مسيرة التشييع والد الطفلة الذي حملها بين يديه طيلة مسيرة التشييع، حيث ردّد المشاركون كلمات مطالبة بالثأر والانتقام من الاحتلال على جريمته البشعة بحق الطفلة حلا وأبناء الشعب الفلسطيني. وشهد التشييع مشاركة فصائليّة من حركة حماس حيث توعد أحد عناصر الحركة خلال كلمة له، الاحتلال الصهيوني بالردّ على هذه الجريمة، مبديًا استنكار حركته الشديد لها. وشنّت طائرات الاحتلال الصهيوني عدّة غارات على مناطق متفرقة من قطاع غزة مساء الاثنين ردًا على قيام المقاومة الفلسطينية بقنص أحد العاملين على السياج الحدودي شرق غزة. واستهدفت إحدى الغارات مكانًا بالقرب من منزل الطفلة حلا أبو سبيخة؛ ما أدّى إلى استشهادها وإصابة والدتها (28 عامًا) وشقيقيها. من جانب آخر، ندّدت منظمة التحرير الفلسطينية أمس بما وصفته ب"التصعيد" العسكري الإسرائيلي في قطاع غزة. وقال ياسر عبد ربه أمين سر اللجنة التنفيذيّة للمنظمة للإذاعة الفلسطينيّة الرسمية إن "التصعيد الإسرائيلي يأتي بعد فترة طويلة من التهدئة، وتتحمّل الحكومة الإسرائيلية مسؤولياته". وأعتبر عبد ربه أن التصعيد في غزة "يُشكل بداية لمرحلة يبدو أن إسرائيل تريد من خلالها نشر حالة من التوتر ليس في قطاع غزة فقط وإنما امتداد الأراضي الفلسطينيّة". كما، أدانت جامعة الدول العربية العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة ضدّ السكان المدنيين، الذي يهدّد بشكل كامل بزيادة زعزعة الوضع على الأرض. وقال الأمين العام المساعد لشؤون فلسطين والأراضي العربية المحتلة السفير محمد صبيح في تصريحات صحفيّة أمس "منذ أن بدأ وزير الخارجية الأمريكي جون كيري تحرّكه لدعم المفاوضات فتحت إسرائيل حربًا شاملة على الشعب الفلسطيني". وأضاف: "في الوقت الذي نتحدّث فيه عن مفاوضات وسلام تقوم إسرائيل بقتل مواطنين فلسطينيين بدم بارد، وتدمّر ممتلكاتهم، وتقيم مستوطنات، وتعتدي على الأسرى في سجونهم، هل هذه الأجواء تقود إلى سلام؟". وشدّد صبيح على ضرورة محاسبة "إسرائيل" عن جميع الجرائم وأعمال الإرهاب التي تقوم بها، والانتهاكات المنهجيّة لحقوق الإنسان، والتي ترتكبها ضدّ الشعب الفلسطيني. من جانبها، عبّرت وزارة الخارجية الروسيّة، أمس، عن القلق من تصاعد التوتر في غزة، داعية الفلسطينيين والإسرائيليين إلى مواصلة مفاوضات السلام. ونقلت وسائل إعلام روسيّة عن بيان للخارجية أن "موسكو تدين كافة مظاهر الإرهاب بما في ذلك قصف أراضٍ إسرائيلية من قطاع غزة"، واعتبرت الوزارة في الوقت عينه أن هذه الهجمات يجب ألا تؤدّي إلى الردّ باستعمال القوة المُفرطة ضدّ القطاع، والذي يؤدّي إلى معاناة المواطنين الأبرياء هناك وسقوط قتلى بين المدنيين. كما أدانت وزارة الخارجية الإيرانية، الغارات الإسرائيلية الأخيرة على قطاع غزة، ووصفتها بأنها "وحشيّة" ناتجة عن خوف إسرائيل من انطلاق انتفاضة ثالثة في الأراضي الفلسطينية. ونقلت وسائل إعلام إيرانيّة، أمس، عن الناطقة باسم الخارجية الإيرانية مرضية أفخم، قولها إن طهران "تدين هذه الاعتداءات الوحشيّة"، مشيرةً إلى أنها جاءت "بدافع من اليأس والخوف من انطلاق الانتفاضة الثالثة للشعب الفلسطيني المظلوم خاصة من المقاومة الإسلاميّة في الضفة الغربية".