رأس الخيمة - عدنان عكاشة: أصبحت القرية التراثية في مهرجان عوافي برأس الخيمة، عبر دوراته الإحدى عشرة، "قلب المهرجان" النابض بالأصالة والحنين إلى الماضي، في ظل الإقبال الكبير عليها من مختلف الشرائح المجتمعية والمراحل العمرية، واستئثارها بنسبة عالية من إجمالي رواد المهرجان . وتتفرع من القرية التراثية في "عوافي" إلى 4 قرى صغيرة، هي كل من الجبلية والبحرية والبدوية والزراعية، تحاكي البيئات الطبيعية الاجتماعية في الدولة، وهي الفكرة، التي أطلقتها إدارة المهرجان قبل بضعة أعوام وحصدت نجاحاً، في ظل إقبال جماهيري، يعكس رغبة شعبية جامحة بالتعرف إلى الماضي ومحاكاته في واقعنا المعاصر، عبر الاقتراب من مفرداته وأشكال حياته وقيمه المتوارثة . وأوضح أحمد عبيد الطنيجي، المشرف العام على مهرجان عوافي، أن القرية تضم في الدورة الحادية عشرة، المتواصلة حاليا، 61 ركنا ومنفذا تجاريا، بزيادة تبلغ 23 ركناً جديداً هذا العام، بالمقارنة مع العام الماضي، فيما جميع المحال مؤجرة بالكامل لمواطنات، من ربات الأسر الإماراتية المنتجة، من أهالي رأس الخيمة وعجمان وأم القيوين والعين، لافتاً إلى حرص إدارة المهرجان على فتح الباب واسعاً أم المواطنين، وتشجيعهم على الاستثمار والعمل تحت مظلة المهرجان، وصولاً إلى ترسيخ مفهوم الإنتاجية بين أبناء الوطن، لاسيما الأسر المواطنة في مختلف إمارات الدولة . وأوضح الطنيجي أن القرية التراثية في مهرجان عوافي تحظى بحصة الأسد من إجمالي عدد المحال التجارية ومنافذ البيع وأركان عرض المشغولات اليدوية والقطع التراثية في مجمل موقع المهرجان ومنطقة عوافي الطبيعية السياحية، حيث يصل عدد المحال في الدورة الحالية إلى 95 محلاً، تتوزع على أنحاء المنطقة . وقال محمد بن هندوان الشحي، رئيس القرية التراثية في مهرجان عوافي: القرية تضم أركاناً متخصصة في المأكولات الشعبية الإماراتية، مثل الهريس والثريد واللقيمات والخنفروش وخبز رقاق والقرص وخبز جباب، وأركاناً للمشغولات اليدوية التراثية، كخياطة (التلي)، وعلميات (السف)، وهي نوع من الحياكة، التي تصنع فيها (المكبة)، المستخدمة، قديماً ولا تزال، في تغطية الطعام ووجبات الضيافة، و(السرود)، وهو بمثابة (الصينية) القديمة، التي يقدم عليها الطعام لأهل البيت والضيوف، و(المهفة)، التي تستخدم في التخفيف من درجات الحرارة والرطوبة صيفاً، وتحمل باليد ويلوح بها لتحريك الهواء بموازاة الوجه، وتصنع (المكبة) و(السرود) و(المهفة) جميعاً من سعف النخيل . وتحتوي القرية أيضاً، على ركن للملبوسات والإكسسوارات القديمة والحديثة، في حين تقدم فرق فنية تراثية عروضاً يومية في ساحة القرية، في ظل تفاعل الزوار بشكل لافت مع ما تقدمه من تراث وطني وشعبي، وتشمل الفنون، التي تقدمها، الحربية والعيالة والليوا والدان والوهابية، مشيراً إلى تفاعل جميع الأعمار ومختلف الجنسيات مع الفنون التراثية الإماراتية على أرض القرية التراثية، وهو ما يحقق أحد أهم أهداف المهرجان، المتمثل في تسويق تراث الإمارات الوطني والشعبي بين شتى شعوب العالم، إلى جانب ترسيخه بين الأجيال من أبناء الوطن . ويتيح مهرجان عوافي الفرصة واسعة لرواد القرية التراثية للغوص في الماضي الجميل أكثر، عبر ركوب الخيل والإبل، في جولة تجوب أرجاء القرية، بطبيعتها التراثية وملامحها القديمة، وفي صورة تجمع البساطة والأصالة . ويلفت رئيس القرية التراثية في المهرجان إلى أن من أجمل الصور، التي ترتسم في القرية التراثية، وتصوغها الحياة اليومية في نطاقها، جمع شمل الآباء، من كبار السن، مع الأطفال والصغار والشباب، الذين يجتمعون سوية في أحضان التراث والأصالة .