ما إن أعلنت السلطات في مصر جماعة الإخوان المسلمين "تنظيما ارهابيًا"، حتى تتالت ردود الفعل من فروع تلك الجماعة في دول عربية عديدة، تنديدا ورفضا بالقرار الذي وصف بالجائر. إسماعيل دبارة من تونس: انتقدت التشكيلات السياسية والأحزاب المتفرعة عن جماعة الاخوان المسلمين قرار مجلس الوزراء تصنيف الجماعة في مصر "جماعة ارهابية في الداخل والخارج والتعامل معها بناء على نص المادة 86 من قانون العقوبات وكلّ ما يترتب على ذلك من آثار". واعلنت الحكومة المصرية الاربعاء جماعة الاخوان المسلمين "تنظيما ارهابيا" وحظرت عليها التظاهر وحملتها مسؤولية تفجير مديرية امن الدقهلية في المنصورة الذي اوقع الثلاثاء 15 قتيلا. وتقوم وزارة الخارجية المصرية حاليا من خلال جامعة الدول العربية بإخطار الدول المنضمة لاتفاقية مكافحة الإرهاب لعام 1998 بقرار مجلس الوزراء. و"انتفاضة" الأحزاب الاخوانية في الدول العربية ضدّ القرار المصري، تعكس حسب متابعين الترابط الوثيق بين فروع "الاخوان" والدور المركزي للجماعة "الأم" في مصر، حيث تأسس التنظيم لأول مرة وترعرع، وساهم في تشيكل نواة له وموطأ قدم في عدد من الدول. وتخشى الفروع في دول عربية كثيرة على غرار تونسوسوريا وليبيا والأردن وفلسطين، من أن تتضرر أكثر بعد هذا التصنيف الذي يمثل الضربة الثالثة التي يتلقاها تنظيم الاخوان الدولي، الأولى بسقوط الجماعة في مصر، والثانية بفشل الفرع التونسي في تسيير الفترة الانتقالية ثم رضوخه لمطالب المعارضة والاستعداد لتسليم الحكم إلى "مستقلين"، أما الضربة الثالثة، فهي وصم التنظيم المركزي والأقوى في مصر، ب"الارهاب"، والاستعداد لملاحقته وربما اجتثاثه. "نهضة" تونس: براء من الارهاب تعفّفت حركة النهضة في البداية عن اصدار موقف واضح من تصنيف الحركة "الأم" في مصر ضمن قائمة الجماعات الارهابية. حركة النهضة الإسلامية التي تقود الإئتلاف الحاكم في تونس وتواجه أزمة سياسية خانقة دفعت بها الى التعهّد بتسليم الحكم، رفضت التعليق على القرار المصري، وقال مسؤول بالحزب إنهم "عاكفون على الشأن التونسي فقط". وبعد وقت وجيز، عادت الحركة وأصدرت بيانا ذكرت فيه: "إثر التفجير الذي تعرضت له مديرية أمن المنصورة في مصر، سارعت الحكومة المصرية القائمة الى اتهام جماعة الاخوان المسلمين بالوقوف وراء التفجير وصنّفت الجماعة "تنظيما ارهابيا" رغم ان الجهة التي قامت بالعملية اعلنت عن نفسها ولا علاقة لجماعة الاخوان المسلمين بها". واضاف بلاغ الحركة: "ان حركة النهضة تجدد ادانتها للاعتداء على المركز الأمني وتعاطفها مع ضحاياه، وتؤكد أن قرار تصنيف الاخوان المسلمين +تنظيما ارهابيا+ يمثل هروبا الى الامام من جانب حكومة الانقلاب وتحريضا اضافيا على طرف سياسي التزم بالديموقراطية والسلمية". واعتبرت "ان المستهدف الحقيقي من القرار هو الحرية والديموقراطية +أهم مكاسب ثورة يناير (كانون الثاني) 2011+ وأن الحرب الشاملة على الاخوان المسلمين مقدمة لاستئصال كل نفس ديموقراطي وحر في مصر". ونبهت النهضة في ذات البيان، الى "خطورة التحريض ضدّ حركة حماس واتهامها بالضلوع في الاعتداء وما يمثله من استهداف للمقاومة الفلسطينية وتشويه لصورتها". إخوان الجزائر: شرعنة القتل ! إعتبر عبدالرزاق مقري رئيس حركة مجتمع السلم الجزائرية، التي يقول المتابعون إنها تمثل فرع تنظيم الإخوان المسلمين، إدراج تنظيم الإخوان في مصر على قائمة الإرهاب، خطوة ل"شرعنة القتل" وقمع الحريات وخطر داهم على مستقبل مصر. وقال مقري إن "إدراج الإخوان المسلمين في قائمة الإرهاب في مصر هو إجراء من إجراءات الإنقلاب الدموي ومحاولة لإعطاء الشرعية لمزيد من القتل والمجازر وقمح الحريات والتحكم في المجتمع المصري". واعتبر مقري أن الهدف من إدراج الإخوان في قائمة الإرهاب هو أن "يجعلوا منهم فزّاعة، وكانوا يحاولون دفع الإخوان إلى العنف وعندما فشلوا فبركوا أحداثاً 'حادثة تفجير مقر مديرية الدقهلية' لجعل الإخوان المسلمين على قائمة الإرهاب". وحذّر مقري من خطورة التطورات الأخيرة في مصر على المنطقة والعالم، وقال إن "توتر الأوضاع في بلد به 90 مليون ساكن يعني أن الخطر يحوم على الجميع على دول المنطقة وعلى الدول الغربية أيضا". فرع الأردن: مصيرنا أفضل في الاردن قال حمزة منصور، الأمين العام لحزب جبهة العمل الإسلامي، الذراع السياسية لجماعة الإخوان المسلمين، أن "الانقلاب يتخبط وعلى وشك الإفلاس، فهو يحاول أن يفتعل مسرحيات نراها مسرحيات مكشوفة في تاريخ العسكرية المصرية.. حاولوا من خلالها تجريم أكبر حركة شعبية في مصر التزمت بالسلمية على الدوام". واستبعد منصور أن يتكرر نفس السيناريو مع إخوان الأردن، وقال "أعتقد أن النظام في بلادنا أعقل من العسكر في مصر". وتساءل نائب المراقب عام جماعة الاخوان المسلمين الاردنية زكي بني ارشيد عن حاجة، ما أسماه "النظام الانقلابي في مصر" إلى مبررات "لاستكمال الحرب القمعية ضد إرادة الشعب المصري وتحت عنوان محاربة الإرهاب"؟ ورأى بني ارشيد في تصريح لصحيفة "الغد" الاردنية" أن سلسلة الاجراءات، والمواقف الرسمية في مصر، ضد الإخوان "لن تؤثر على شعبيتهم". وقال "لقد استخدم النظام الانقلابي كل ما لديه، وكل ما يستطيع لاسئصال جماعة الإخوان المسلمين، فهل يملك النظام جديدا؟ الجماعة محظورة رسمياً، منذ عشرات السنوات، ومع ذلك حظيت بثقة غالبية الشعب المصري". ... وفي ليبيا وصف بشير الكبتي المراقب العام لإخوان ليبيا القرار بأنه "ظالم ولا يمت للواقع بصلة". وقال الكبتي لوكالة الأنباء الألمانية "الإخوان كتنظيم وحركة وفكر يرفضون العنف شكلا وموضوعا"، مرجعا القرار لما وصفه ب"طبيعة الحكم العسكري في مصر"، مستشهدا على ذلك بما "حدث أثناء ثورة تموز/ يوليو عندما انفرد جمال عبد الناصر وخلفاؤه بالسلطة حيث رأوا دائما في تيار الإخوان خطرا عليهم لأنه يرفض الديكتاتورية ويطالب بنظام ديمقراطي يحترم رغبات الشعب". وأضاف "ومع تغييب الصوت الإخواني في السجون، بات يمكن للعسكر والداخلية أن يستغلوا كافة أجهزة الإعلام ليفصلوا ما يشاؤون من تهم ويتهمون بها من شاءوا ويصدرون من القرارات ما يتوافق مع خططهم"، محذرا من أن "تلك الخطط وإن كانت قد أفلحت في الخمسينيات والستينيات (من القرن العشرين) فإنها لن تفلح في هذا العصر لأن الشعب أصبح أكثر وعيا". اخوان سوريا للعسكر: انتم ارهابيون ! وصف رياض الشقفة المراقب العام لجماعة الإخوان المسلمين في سوريا، من "اتخذ القرار بأنه هو الإرهابي، لأنه ثبت عبر التاريخ كله أن الإخوان المسلمين في العالم هو التنظيم المعتدل الذي لا يعمل بالإرهاب، ولكن من قام بالانقلاب على الشرعية في مصر هو الإرهابي". وحول أعمال العنف التي اتهم بها الإخوان، قال: "لا معلومات لدي، ولكن قناعتي أن من اتخذ القرار هو الذي افتعل حادث التفجير ليبرر به اتخاذ القرار"، مشيرا إلى أن "القرار كان مخططا له منذ فترة .. فبعد التفجير بساعات خرج من يقول إن الإخوان هم من وراء الحادث، حتى بدون تحقيقات أو محاكمات، ما يدل على أنه تدبير مكشوف غبي". حماس: لن نتنصل من انتمائنا ! من جهته، قال فوزي برهوم الناطق باسم "حماس" الخميس في تعليق على حظر السلطات المصرية لحركة الاخوان المسلمين في مصر "اننا نعتز ونفتخر ونتشرف بانتمائنا إلى هذه المدرسة وفكر هذه الجماعة الأصيل" في اشارة الى جماعة الاخوان المسلمين. وقال برهوم على فايسبوك: "إلى كل الذين يعيبون علينا إنتمائنا للإخوان المسلمين والمطالبين بفك إرتباطنا بهم والتنصل منهم نقول لهم جميعا أريحوا انفسكم، فإننا نعتز ونفتخر ونتشرف بانتمائنا إلى هذه المدرسة وفكر هذه الجماعة الاصيل".