فيما دعت واشنطن اليوم الحكومة العراقية إلى اعتقال المسؤولين عن مهاجمة مخيم ليبرتي لعناصر منظمة مجاهدي خلق الإيرانية المعارضة، أكدت المعارضة الإيرانية تعرض المخيم أمس لعشرات الصواريخ في رابع هجوم من نوعه خلال العام الحالي، مما ادى إلى مقتل ثلاثة اشخاص من سكانه وإصابة 50 بجروح. لندن: دعت الولاياتالمتحدة الحكومة العراقية إلى اتخاذ اجراءات أمنية إضافية لحماية سكان مخيم ليبرتي الثلاثة آلاف، مثل انشاء مخابئ تحت الارض أو جدران كونكريتية لحمايتهم من التعرض لمزيد من الهجمات. وشددت وزارة الخارجية الاميركية في بيان على السلطات العراقية ضرورة العمل على اعتقال الجناة ومحاسبتهم عن الهجوم وفقًا للقوانين، ومواصلة احترام التزاماتها بموجب اتفاقها الموقع في 25 كانون الاول (ديسمبر) عام 2011 مع الأممالمتحدة. ودانت بشدة الهجوم الصاروخي على المخيم الذي اسفر عن مقتل ثلاثة اشخاص وإصابة 50 آخرين من سكان المخيم. وأكدت الولاياتالمتحدة التزامها بمساعدة مفوض الأممالمتحدة السامي لشؤون اللاجئين في نقل جميع سكان المخيم إلى موقع دائم وآمن خارج العراق، داعية المزيد من الدول للمساعدة في الاستجابة باعادة توطين سكان المخيم. وقال المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية في بيان صحافي من مقره في باريس تلقت "إيلاف" نسخة منه إن مخيم ليبرتي الحرية قد تعرض لقصف بعشرات الصواريخ من مختلف الانواع. واشار إلى أن هذا هو رابع هجوم صاروخي يتعرض له مخيم ليبرتي خلال عام 2013. وقد أعلنت مليشيا "جيش المختار" بقيادة رجل الدين الشيعي العراقي المرتبط بعلاقات مع السلطات الإيرانية واثق البطاط مسؤوليتها عن هذا الهجوم، وقال الليلة إنه تم امطار المخيم بعشرين صاروخ كاتيوشا. وجيش المختار ميليشيا شيعية جديدة تقول إن إيران تدعمها وتمولها وكان زعيمها البطاط يقود في السابق ميليشيا كتائب حزب الله الأكثر شهرة. ويبلغ عدد سكان المخيم حوالى 3 آلاف فرد وكانوا تعرضوا لهجومات بالصواريخ في اوقات متفاوتة من العام الحالي، أعلنت ميليشيا "جيش المختار" العراقية ايضا مسؤوليتها عن هذه الهجومات فيما لم تتخذ السلطات العراقية أي اجراءات ضد قائدها البطاط لحد الآن بالرغم من ادعائها أنها اصدرت أمرًا باعتقاله لكنه شوهد يوم الثلاثاء الماضي في مدينة كربلاء جنوب بغداد مشاركًا في مراسم اربعينية الامام الحسين. وأعلن المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية في بيانه مقتل ثلاثة من سكان مخيم ليبرتي وجرح 50 آخرين، إضافة إلى هدم بعض المرافق، حيث تعرض عدد من الكرفانات والعجلات للحريق وتهدمت من جراء سقوط الصواريخ والتفجيرات الناتجة عنها. وقال إن القتلى الثلاثة هم : المجاهدون عباس نامور ومحمد جواد صالح طهراني ومحمود برنافر. وأضاف المجلس الوطني "أن هذا الهجوم جاء بعد زيارة رئيس الوزراء نوري المالكي لطهران حيث قدم هذا الهجوم هدية للفاشية الدينية الحاكمة في إيران حتى يقوم نظام الملالي بتأييده لدورة ثالثة في منصب رئاسة الوزراء"، بحسب قوله . ويأتي هذا الهجوم في الوقت الذي لم تسلم السلطات العراقية جثامين ضحايا الهجوم على مخيم أشرف لمنظمة مجاهدي خلق بشمال شرق بغداد، والذي ادى إلى مصرع 52 شخصًا وإصابة عشرات آخرين في الاول من إيلول (سبتمبر) الماضي 3 من قبل الحكومة العراقية إلى السكان ليواروا الثرى. وقد بلغ عدد ضحايا الهجوم على مخيم اشرف في ايلول الماضي إلى 52 قتيلا بينهم 6 نساء ويمثل عدد القتلى هذا اكثر من نصف سكان المخيم البالع عددهم مائة فرد بعد نقل حوالي 3 آلاف منهم إلى مخيم ليبرتي بالقرب من مطار بغداد الدولي اواخر العام الماضي 2012 على امل نقلهم إلى بلدان ثالثة في اميركا واوروبا. ودعت المقاومة الإيرانيةالولاياتالمتحدةوالأممالمتحدة إلى التحرك العاجل لإطلاق سراح 7 رهائن فورا كانوا اختُطفوا كرهائن في الهجوم الذي شنته القوات العراقية واشارت إلى أن هؤلاء يعتبرون أشخاصاً محميين بموجب اتفاقية جنيف الرابعة، وهم طالبو اللجوء، على ما أقرت به المفوضية العليا لشؤون اللاجئين التابعة للأمم المتحدة. وقد دعت منظمة العفو الدولية السلطات العراقية إلى اجراء تحقيق شامل ونزيه في أعمال العنف بمخيم أشرف، وقالت إن سكان المخيم يتهمون قوات الأمن العراقية بمهاجمة مخيمهم وقتل العديد من السكان وإلقاء القبض على آخرين وتكبيلهم قبل قتلهم بالرصاص. وأضافت أن 100 منفيّ إيراني يقيمون في أشرف بعد أن تم نقل معظم سكانه إلى مخيم ليبرتي قرب مطار بغداد الدولي، والذي يقيم فيه حالياً أكثر من 3000 منفيّ إيراني وتعرض بدوره لهجمات فتاكة مطلع العام الحالي. وقالت حسيبة حاج صحراوي، نائبة مدير برنامج الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في منظمة العفو الدولية، "إن السلطات العراقية فشلت في مناسبات سابقة بإجراء تحقيقات فعّالة في الهجمات على مخيمات تأوي منفيين إيرانيين، وهذا يعني أنها لم تحاسب أحداً على هذه الهجمات، فيما يعيش سكانها في خوف دائم على سلامتهم". وأضافت: "يتعين على السلطات العراقية أن تضمن اجراء تحقيق مستقل وشفاف يتفق تماماً مع المعايير الدولية في أعمال العنف بمعسكر أشرف" محذرة من أن فشلها في القيام بذلك "سيعرّض حياة الآخرين للخطر ولن يكون مقبولاً". وحمّلت صحراوي حكومة العراق المسؤولية عن سلامة وأمن جميع سكان مخيمي ليبرتي وأشرف ودعتها لاتخاذ تدابير فورية لضمان حمايتهم. وجرى الانتقال من اشرف إلى ليبرتي بموجب اتفاق بين بغداد والامم المتحدة كمحطة موقتة قبل مغادرة العراق. وكان نظام الرئيس العراقي السابق صدام حسين سمح لمنظمة مجاهدي خلق بالاقامة في مخيم اشرف (80 كلم شمال بغداد) لكنه جرد من اسلحته بعد اجتياح الولاياتالمتحدة وحلفائها العراق في عام 2003، وتولى الاميركيون آنذاك أمن المعسكر، قبل أن يتسلم العراقيون هذه المهمة عام 2009. قد تأسست منظمة مجاهدي خلق التي تشكل اكبر فصيل في المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية في عام 1965 بهدف الاطاحة بنظام الشاه بهلوي ثم النظام الاسلامي الذي حاربها ونفذ الاعدام باكثر من 30 الفًا من عناصرها عام 1989. ورفعت وزارة الخارجية الأميركية اسم منظمة مجاهدي خلق من قائمتها للمنظمات الارهابية العام الماضي حيث تسعى المنظمة حاليًا إلى الاطاحة بالزعماء الدينيين في إيران.