بدأت بمحافظة عدن اليوم فعاليات الملتقى الرابع للعلماء والدعاة والمرشدين لدعم مخرجات الحوار الوطني، والتي تنظمه وزارة الاوقاف والارشاد تحت شعار " إظهار وتأكيد دور العلماء والدعاة في دعم مخرجات الحوار الوطني " بمشاركة 150 داعية ومرشداً يمثلون مختلف محافظات الجمهورية. يهدف الملتقى، الذي يستمر ثلاثة أيام إلى تفعيل دور العلماء والدعاة في مساندة قرارات ومخرجات مؤتمر الحوار الوطني وتوحيد رسالة العلماء في مواجهة حملات التشويه لمخرجاته وإبراز الدور المحوري للعلماء والدعاة لمختلف القنوات السياسية والاعلامية والاجتماعية في الوصول الى كلمة سواء عبر نتائج مؤتمر الحوار والتسليم لها كونها من مقاصد الشريعة . وأكد وزير الاوقاف والإرشاد حمود محمد عباد الدور العظيم الذي يجب على العلماء القيام به في سبيل الوصول بالوطن إلى المستقبل المشرق والولوج إلى به إلى مرحلة البناء والشراكة الوطنية والعمل المشترك والمواطنة المتساوية في ظل دولة مدنية مرجعيتها الإسلام تظللها الحرية والشورى والديمقراطية والمساواة والعدالة الاجتماعية تأسس على الخير والعدل والحق والسلام ومجابهة الظلم . وقال :" اليمن يقف اليوم على أعتاب مرحلة فاصلة من تاريخها نودع فيها اختلافاتنا وكل القضايا التي تمس العلاقات الوطنية المؤسسة على بناء وطن واحد تتعزز فيه الأخوة والشراكة والبناء" . وأكد الوزير عباد أهمية جمع النفوس وتهدئة القلوب وصيانة الأموال والأعراض والعمل على مواجهته التعصب الطائفي والحزبي بكل أشكاله على اعتبار أن التعصب لا يثمر الا الشر . وأشار إلى أن انعقاد هذا اللقاء في محافظة عدن يجسد قيم وروح الوحدة والهوية اليمانية التي أكدها الحبيب المصطفى ( الإيمان يمان والحكمة يمانية ) في التآلف والتراحم وتدارك كل ما هو شر بحكمة وحب وإخاء. من جانبه أكد محافظ عدن المهندس وحيد علي رشيد، أن انعقاد الملتقى في محافظة عدن يدل على المكانة العظيمة لهذه المدينة في قلوب أبناء اليمن منبع الوطنية الأصيل .. وقال: "عدن التي نجهل أثرها ولا نعرف قدرها المدني والذي يعتقد البعض أن بإمكانه إحتكارها بشكل طائفي ومن قبل مجموعة أو مصلحة ضيقة، لن يستطيع أحد احتكارها وهي لمن أراد أن يعيش فيها بقيم الانسانية . وأضاف رشيد: نحن نعيش اليوم اللحظات الاخيرة لمؤتمر الحوار الوطني ومخرجاته التي جاءت من خلال توافق عريض وتوحد بمشاركة كوكبة من أبناء اليمن الذين استطاعوا خلال أشهر أن يوجدوا نقاط كبيرة يستطيع من خلالها اليمنيون تأسيس دولة حديثة. وأكد أن الواقع يحتم على الجميع تحمل المسئولية والدفاع عن كل الحقوق ورعايتها وأن مخرجات الحوار الناتجة إلى دولة اتحادية هي قضية محل توافق للعيش مع بعض والتأسيس لحقوق يتمتع بها الناس لقيادة انفسهم بأنفسهم. من جانبه قال النائب الثاني لأمين عام مؤتمر الحوار الوطني ياسر الرعيني إن أبرز مخرجات مؤتمر الحوار الوطني التوقيع على وثيقة حلول وضمانات القضية الجنوبية في 23 ديسمبر الجاري. وأكد الرعيني أن نجاح مؤتمر الحوار الوطني ثمرة لتظافر جهود كافة أبناء اليمن والخطباء الأجلاء الذين أسهموا بفاعلية في التوعية بأهمية الحوار كخطوة إيجابية باتجاه حل القضايا وارساء ثقافة المودة والتفاهم المشترك بين أبناء الوطن الواحد لتحقيق مصالح الوطن العليا والحفاظ على مقدراته ومكتسباته. كما أكد ضرورة الاستمرار بالمساهمة الفاعلة لخلق رأي عام داعم للحوار ومخرجات الحوار لكي نتجاوز الخلافات وردم كل هوة تفرق بين أبناء الوطن الواحد كون مخرجات الحوار تعد بمثابة مشروع وطني لعقد اجتماعي جديد تعني كل اليمنيين لا طرف على حساب طرف أخر. وقال :" لاشك بأنكم تدركون حساسية المرحلة التي يمر بها الوطن، والظروف الأمنية والاقتصادية بالغة التعقيد وهو ما يستوجب أن تكون رسالة المسجد أقوى الرسالات في التوعية بإنقاذ هذا الوطن والولوج به إلى بر الأمان". وأضاف :" تقع على الخطباء مسؤولية تعزيز التلاحم وتعميق روح الألفة والمحبة وبث ثقافة الإخاء والتسامح بين أبناء الوطن، والتحذير من مخاطر الانقسام والتشظي، وتكريس ثقافة التسامح ونبذ النزاعات والخلافات، وانطلاقاً من تعاليم ديننا الإسلامي الحنيف فإن الحوار الوسيلة الأنجع لحل الإشكاليات وإصلاح ذات البين، والحرص على حقن الدماء وإحقاق الحق على نهج الشريعة المحمدية السمحاء اقتداءً بنهج الرسول الكريم عليه أفضل الصلاة والسلام وأصحابه وأهل بيته والتابعين والصالحين". وأكد أن الجميع يأملون الوصول إلى رحاب الدولة المدنية الحديثة التي ينعم أبناؤها جميعهم بلا استثناء بالعدالة والمساواة وتكافؤ الفرص والشراكة الفعلية وهو ما يتطلب من الجميع الدفع نحو هذا الإتجاه وتجاوز كل ما يعيق مسيرة التغيير السلمية .. معرباً عن أمله في أن يعزز الملتقى الرابع للخطباء والدعاة لدعم مخرجات الحوار الوطني، أهدافه والخروج برؤى تسهم في هذا الجانب، سيما وأن انعقاد هذا الملتقى في مدينة عدن، هذه المدينة "المدنية" العريقة التاريخية قديماً وحديثاً، والتي تعتبر قلب الحركة الوطنية على امتداد تاريخ اليمن المعاصر.