GMT 0:00 2013 الجمعة 27 ديسمبر GMT 8:28 2013 الجمعة 27 ديسمبر :آخر تحديث عمر عدس وصباح كنعان نشرت منظمتان سلميتان حديثاً دراسة علمية استخلصت أن حرباً نووية إقليمية محدودة ستهدد البشرية كلها بعواقب فتاكة، ما يعني أن حرباً نووية على نطاق عالمي ستهدد البشرية بالفناء، والدراسة التي تدعو إلى نزع شامل للأسلحة النووية قدمها الباحثان لدى هاتين المنظمتين روبرت دودج وايرا هيلفاند في مقال نشره موقع "كونسورتيوم نيوز" وجاء فيه: إن أكبر تهديد وجودي يحدق ببقاء البشرية هو إمكان اندلاع حرب نووية عالمية . ونحن كأطباء، أدركنا منذ وقت طويل أن نتائج حرب نووية واسعة النطاق يمكن أن تنهي الوجود البشري على هذا الكوكب، ومع ذلك، يوجد في عالم اليوم أكثر من 17000 رأس حربي نووي، أكثر من 95% منها تحت سيطرة الولاياتالمتحدة وروسيا . والمجتمع الدولي اليوم مصمم على منع إيران من صنع حتى سلاح نووي واحد . ومن الملائم طبعاً وقف انتشار الأسلحة النووية، ولكن لم تكرس حتى الآن جهود حقيقية تذكر بمعالجة المشكلة الأكبر والأكثر خطورة، والمتمثلة بالترسانات الموجودة حالياً . وعلى الرغم من استمرار عقلية الحرب الباردة لدى الولاياتالمتحدة وروسيا، واحتفاظهما بترسانتيهما، واعتماد البشرية على الحظ فقط لتفادي بدء حرب نووية بصورة عرضية، أو عن قصد، أو نتيجة لهجوم إلكتروني، فإننا نعرف اليوم أن الكوكب مهدد بحرب نووية إقليمية محدودة . ومثل هذه الحرب هي بالتأكيد امكانية حقيقية . وفي الواقع، في العاشر من ديسمبر/كانون الأول، نشرت رابطة الأطباء الدوليين من أجل منع الحرب النووية، الحائزة جائزة نوبل للسلام (عام 1985)، ونظيرتها الأمريكية مؤسسة أطباء من أجل المسؤولية الاجتماعية، دراسة توثق عواقب مثل هذه الحرب النووية المحدودة بالنسبة للبشرية . تستند الدراسة إلى فرضية اندلاع نزاع في جنوب آسيا بين الهند وباكستان، تستخدم فيه 100 قنبلة فقط، كل منها بقوة قنبلة هيروشيما - أي أقل من 5 .0% من مجموع الترسانات النووية العالمية واستخلصت الدراسة أن مثل هذه الحرب ستعرض للخطر صحة ورفاه ملياري إنسان . أما التأثيرات المحلية، فسوف تكون ماحقة، حيث سيموت أكثر من 20 مليون إنسان خلال الأسبوع الذي يلي انفجار القنابل، نتيجة للعواصف النارية والتأثيرات الفورية للإشعاعات . غير أن العواقب على مستوى العالم ستكون أسوأ بكثير، إذ إن العواصف النارية التي تسببها مثل هذه الحرب ستطلق 5 ملايين طن من السخام إلى أعالي الغلاف الجوي، ما يحبس ضوء الشمس ويخفض درجات الحرارة عبر كل الكوكب، وهذا التعطيل المناخي سيسبب انخفاضاً حاداً في الانتاج الغذائي على مستؤى العالم ككل . وسيكون هناك انخفاض بنسبة 12% في انتاج الذرة في الولاياتالمتحدة، وبنسبة 15% في انتاج الأرز في الصين . وفي كلتا الحالتين، سيستمر هذا الانخفاض لمدة عقد بأكمله، كما أن انخفاضاً صاعقاً بنسبة 31% في انتاج القمح في الصين سيدوم أيضاً لمدة 10 سنوات . والمجاعة العالمية التي ستنجم عن ذلك ستعرض للخطر 870 مليون إنسان في العالم النامي، يعانون أصلاً سوء تغذية، و300 مليون إنسان آخرين يعيشون في بلدان تعتمد على الواردات الغذائية، علاوة على ذلك، النقص الهائل في انتاج الغذاء الصيني سيهدد 3 .1 مليار إنسان آخر داخل الصين . كما سيكون هناك عقد من فوضى اقتصادية واجتماعية في أكبر بلد في العالم، وهو البلد الذي يشكل اليوم ثاني أكبر اقتصاد في العالم ولديه ترسانته النووية الخاصة . واندلاع حرب نووية على نطاق مماثل في أي مكان من العالم ستكون له التأثيرات العالمية ذاتها . وعلى سبيل المقارنة، فإن كل غواصة نووية أمريكية من فئة "ترايدنت" تحمل 96 رأساً نووياً حربياً، كل منها أقوى بما يتراوح بين 10 مرات و30 مرة الأسلحة المستخدمة في سيناريو حرب جنوب آسيا، وهذا يعني أن بإمكان غواصة واحدة أن تسبب دماراً ومجاعة نووية على نطاق أكبر بما لا يقاس . والولاياتالمتحدة لديها 14 من هذه الغواصات، إضافة إلى صواريخ مركزة في البر، واسطول من القاذفات الاستراتيجية . وبدورها، الترسانة الروسية لديها قدرات القتل والتدمير ذاتها . واليوم، بعد عقدين من انتهاء الحرب الباردة، لم تعد الأسلحة النووية تتلاءم مع التهديدات المعاصرة، في حين أن صيانتها تكلف مئات مليارات الدولارات . واليوم أيضاً، يتزايد فهم العواقب الإنسانية لحرب نووية، وهذا يغذي حركة عالمية متنامية تنشط لمنع مثل هذه الكارثة . وفي عام ،2011 دعت الحركة الدولية للصليب الأحمر والهلال الأحمر جمعياتها الوطنية الأعضاء إلى توعية الرأي العام بهذه العواقب الإنسانية، كما دعت إلى إزالة الأسلحة النووية . وفي مايو/أيار ،2012 أصدرت 17 دولة بياناً مشتركاً حول التأثير الإنساني لاستخدام الأسلحة النووية، ودعت إلى إزالة هذه الأسلحة . وبحلول خريف هذا العام، ارتفع هذا العدد إلى 125 دولة . ويتعين على المجتمع الدولي أن يواصل القيام بخطوات عملية لمنع حصول مزيد من الدول على أسلحة نووية، ولكن هذا المجهود لمنع الانتشار النووي يجب أن يترافق مع تقدم حقيقي نحو إزالة الخطر الأكبر بكثير، وهو وجود الترسانات الضخمة الحالية . وببساطة، الطريقة الوحيدة لإزالة خطر حرب نووية، أو خطر حادث عرضي، هي إزالة الأسلحة النووية . وخلال هذا العام المنصرم، شاركت أكثرية دول العالم في مؤتمر عقد على مدى يومين في أوسلو حول العواقب الإنسانية لحرب نووية . ولكن الولاياتالمتحدة وقوى نووية رئيسية أخرى قاطعت هذا الاجتماع . ومن المقرر أن يعقد مؤتمر متابعة مهم في المكسيك في فبراير/شباط المقبل . وهذا وقت مناسب لنا جميعاً لكي ندعو جميع الدول النووية إلى حضور هذا المؤتمر، وإلى إزالة الأسلحة النووية .