القدر ضحك لهما قليلًا، وأمهلهما ليتمتعا بصيدهما، بعيدا عن أعين العدالة، لكنه لم يغفل عنهما طويلاً، وعاد خصماً لهما، بعدما نضجت الأدلة التي تثبت تورطهما في قضية السرقة، المنسوبة إليهما، حتى بات ينطبق عليهما مقولة "كأنك يا ابو زيد ما غزيت". القصة من البداية، تفيد بتورط خليجيين في العشرينيات من العمر، بسرقة خزنة حديدية من إحدى الشركات العاملة في مجال تجارة قطع غير السيارات في منطقة نايف بدبي، وفيها مبلغ نقدي بقيمة ثمانية آلاف درهم، وشيكان موقعان لصالح الشركة أحدهما بثمانية عشر ألف درهم، والآخر بسبعة آلاف، والجواز الأصلي للمجني عليه المنحدر من إحدى الجنسيات العربية، وأربع قطع ذهبية وزن كل واحدة منها خمسة غرامات، زيادة على دفتر شيكات جديد وختم الشركة. الطريف في القصة، أن دورية شرطة كانت تقوم بواجبها الأمني في المنطقة، وأوقفت أحد المتهمين وقت حادثة السرقة التي وقعت ليلاً، بعد اشتباهها بطريقة ركن مركبته، في الوقت الذي كان فيه شريك المتهم منشغلاً بفتح باب الشركة، بالاستعانة بأدوات قص وطرق أحضراها معهما لتنفيذ الجريمة، لكن الحظ لعب دوره مع المتهمين، وأبعد إذ خرج المتهم ليستكشف الطريق، ويتأكد من خلوها من المارة، فتفاجأ بدورية شرطة استوقفته وسألته عن أمره، فادعى أنه ينتظر صديقته، ثم غادر بمركبته، وغاب لبرهة من الزمن قبل العودة لزميله. وبالفعل نجح المتهمان في إبعاد الشك عنهما، وأفلتا من دورية الشرطة، لكنهما لم يفلتا من عين كاميرة المراقبة التي كانت منصوبة على المحل المجاور، وفضحت أمرهما بعد ان تمت الاستعانة بها للتوصل إلى طرف خيط يمكن الإمساك به لتتبع بقية خيوط الجريمة، والتي ساعد في كشفها استجواب أفراد دورية الشرطة التي أوقفت أحد المتهمين ومن خلال عرض أحدهما على الشرطي الذي سأله سابقا تعرف عليه، وأكد أنه هو نفسه الذي أوقفه أمام مقر الشركة المسروقة. وبالبحث والتحري والتعميم على أوصاف المتهم الثاني، تبين انه محبوس بأمر النيابة العامة في دبي على ذمة دعوى أخرى بمركز شرطة القصيص بتهمة السرقة من الطريق العام، وتم إحضاره من محبسه ليقر بما نسب اليه من تهم.