الهبة الشعبية وصفت نفسها بانها " شكلاً متقدماً وحاسماً وقاطعاً من أشكال النضال المشروع، يتم تنفيذه بشكل جماعي وتضامني وفق خطة محددة، وبانضباط صارم، بحيث لا يؤدي إلى أي حالة من حالات الانفلات والفوضى، وتبدأ يوم الجمعة 20 ديسمبر 2013م، ولا تتوقف إلا بتحقيق أهدافها كافة " وانت تقرأ هذا النص تدرك ان أمة طفح كيلها وبلغ السيل الزبا وانهم وصلوا الى نقطة الا عودة هبة الحضارم جادة ،و ما كان مقتل الشيخ الحضرمي الا القشة التي قصمت ضهر البعير انها تأتي كنتيجة طبيعية لتراكمات وشذوذات وعربدات مارسها النظام السابق ، وللسلطة المنبثقة عن المبادرة الخليجية دور في الوضع الفوضوي الذي يعيشه اليمن حاليا نتيجة تصارع قوى النفوذ التقليدية ومحاولتها المستميتة في التحكم بمخرجات الحوار الوطني . التلويح بعقاب دولي او التهديد بالخارج لإرغام الحراك على الانضمام لمؤتمر الحوار ، عدم تنفيذ النقاط الرئاسية وهزلية هيكلة الجيش ، اصرار مكوني الاصلاح والمؤتمر في مؤتمر الحوار على تنفيذ رؤيتهم بشأن الأقاليم ايضا واحدة من اسباب التذمر الجنوبي اضافة الى اشياء اخرى كثيرة. و اذا كان لمؤتمر الحوار من مخرجات فهي الهبة الشعبية واستعار الفتنة الطائفية . يتحدث الكثير من المؤرخين عن حضرموت كمغاير جغرافي لليمن مراجع تاريخية مختلفة تؤكد مغايرة حضرموت لليمن الطبري مثلا وهو يشير لعمال الرسول "ص" يقول : (وهؤلاء عماله على اليمنوحضرموت) ابن هبة الله في تاريخ دمشق وهو من مواليد القرن الخامس هجري يقول البلدين : " وبعث معاذ بن جبل معلما لأهل البلدين اليمنوحضرموت " المسعودي في مروج الذهب وهو يشير لموضع يقول" بين اليمنوحضرموت" معجم البلدان لياقوت الحموي " صهيد بفتح الصاد وكسر الهاء وياء ساكنة ودال مهملة مفازة ما بين اليمنوحضرموت" البداية والنهاية: "مات رسول الله صلى الله عليه وسلم وقد فتح الله له المدينة وخيبر ومكة وأكثر اليمنوحضرموت" وايضا يشير الى قول ابي بكر وهو يوجه قواد جيشه لقمع الردة "ومن لقيته من المرتدة بين عمان إلى حضرموتواليمن فنكل به" الكامل في التاريخ لابن الاثير بعد سرده لبعض عمال الرسول : "وهؤلاء عماله على اليمنوحضرموت" تاريخ بن خلدون وهو يشير الى اثر التضاريس في التكوين الثقافي العقدي "ولا يعترض على هذا القول بوجود اليمنوحضرموت" "وبعث معاذ بن جبل معلما لاهل اليمنوحضرموت " الوضع خطير جدا جدا ، ولا ينقص الحضارم السند التاريخي اذ ما ارادوا الاستقلال . لقد سائني اليوم وانا اتابع الكثير من وسائل الاعلام التابعة للقوى الشمالية في تغطيتها الهزيلة والتحريفية لحدث مفصلي كالهبة الشعبية . كان يجب على الاعلام ان يتعامل مع الحدث بجدية لا لإذكاء الموقف ولكن لوضع الشعب اليمني امام واقع مخيف ،علَّ هذا الشعب يعمل شيئا ليس بمكن اليمنيين ان يخرجوا من هذا المأزق التي وضعتهم فيه المبادرة الخليجية ومستتبعاتها الا بثورة شعبية حقيقية لا مكان فيها لزلم من ازلام النظام السابق بشقيه . الزمن يمضي الفرص تضيع اليمن يتشظى .