قال فضيلة إمام وخطيب المسجد الحرام بمكة المكرمة الشيخ الدكتور سعود بن إبراهيم الشريم في خطبة الجمعة أمس إننا نشاهد بأعيننا ونسمع بآذاننا في معترك هذه الحياة وهمومها وغمومها المصائب إثر المصائب والأحزان إثر الأحزان لإخواننا في الدين أو جيران أو قرابة أو لنا نحن قبلهم أو بعدهم عافانا الله وإياكم منها فنقف أمامها محدقي الأبصار نخبط في التعامل معها خبط عشواء يغلب علينا بسببها اليأس والقنوط والتشاؤم الذي لا يزيد الكرب إلا ضيقًا ولا الضيق إلا حرجًا كأنما يصعد أحدنا في السماء فلا يزيد الجرح إلا إيلامًا كل ذلكم يعترينا على فترة من الفأل والأمل بالله إذ كلنا أحوج ما نكون في المضائق والمدلهمات إلى استحضار طيف السعة وفي الكروب إلى استحضار طيف الفرج. وأضاف يقول: إن الوقاية خير من العلاج والدفع أولى من الرفع وإذا لم يغبر حائط في وقوعه فليس له بعد الوقوع غبار، إن أحسن أدوية المحن والملمات وأنفعها في الحال والمال هو حسن الظن بالله من خلال وجود الفأل الحسن. وأوضح فضيلته أن بداية طريق الوصول من العسر إلى اليسر هو الفأل وحسن الظن بالله فإنه يجعلك تحس بالنور ولو كنت أعمى البصر لأن التشاؤم لا يريك إلا الظلام ولو كنت أبصر الناس. فما أعظم الفأل في سيرة حبيبنا وقدوتنا صلى الله عليه وسلم أنه لا يريد لأمته أن تيأس أو أن تتشاءم لأنه لم يبعث إلا رحمة للعالمين يقربهم إلى الله ويحيي روح التفاؤل وحسن الظن به حتى في حال الدعاء بين العبد وبين ربه يذكرنا صلى الله عليه وسلم بالفأل فيقول «ادعو الله وانتم موقنون بالإجابة «. وقال إمام وخطيب المسجد الحرام: إن الفأل فيه معنى الصبر والرضا والنصر والعزة والرجاء واليأس، والتشاؤم منه معنى السخط والهزيمة والذلة والقلق، وإن الفأل لايعني تحقق الأشياء بالضرورة لكنه أس علاج التشاؤم واليأس ففي جو الفأل يتعافى الفكر والبدن ويكون العبد أقرب إلى الله ورسوله صلى الله عليه وسلم لأنهما أمرا به، وفي جو اليأس يبعد العبد عن الله وعن رسوله صلى الله عليه وسلم لأنهما قد نهياعنه، فالفأل ثقة بالله وإيمان بقضائه وقدر، وفي التشاؤم سوء ظن بالله وريبة في قضائه وقدره. - وفي المدينةالمنورة أبان فضيلة إمام وخطيب المسجد النبوي الشيخ صلاح البدير في خطبة الجمعة أن المسلم يشاطر أخاه أساه ويواسيه في بلواه ويتوجع له في عثرته وشكواه وأنه قد حل بأهل الإسلام بلاء وجوع وكوارث وحروب ذميمة بلغت منهم مبلغًا أليمًا ونزلت بهم كربتها وأحاطت بهم شدتها ولازمتهم محنتها حتى صار ألمها أشد من ألم الموت. وحث إمام وخطيب المسجد النبوي أهل الشفقة والإحسان وأهل التقوى والإيمان على الصدقة وإنقاذهم من مهاوي الذل و الانكسار، مستشهدًا بقول الرسول صلى الله عليه وسلم ( المسلم أخو المسلم لا يظلمه ولا يسلمه ومن كان في حاجة أخيه كان الله في حاجته ومن فرج عن مسلم فرج الله عنه كربة من كرب يوم القيامة)، وقوله صلى الله عليه وسلم (أحب الناس إلى الله أنفعهم، وأحب الأعمال إلى الله سرور تدخله على مؤمن أو تكشف عنه كربًا أو تقضي عنه دينًا أو تطرد عنه جوعًا). وخلص فضيلة إمام وخطيب المسجد النبوي إلى تحذير الذين يبذلون أموالهم في الملاهي والمفاخرة، والمكاثرة، والتباهي، ومجاوزة الحد والقصد، من زوال النعمة والحرمان.