كتب - المحرر السياسي: يبصر العالم كله الحالة الضبابية التي تعيشها الولاياتالمتحدةالأمريكية، والتي أصبحت حديث الساسة والمحللين في وسائل الإعلام العالمية، ورغم ذلك فإن واشنطن عاجزة عن أن تبصرها، وما يؤكد ذلك أنها تواصل السير بالمنهج نفسه، ولم يفكر أحد من مساعدي أوباما في لفت نظره إلى ضرورة التغيير أو التعديل بما يحفظ للدولة الأقوى ماء وجهها . الضبابية الأمريكية واضحة جداً فيما يتعلق بمواقف واشنطن تجاه ما يحدث في مصر منذ 30 يونيو 2013 حيث المواقف المرتبكة والتصريحات المتناقضة والكلمات غير محسوبة العواقب، يومها تغاضت الإدارة الأمريكية عن مشهد ال 30 مليون مصري في شوارع المدن والقرى يطالبون برحيل الإخوان، وبعد عزل مرسي اتخذت إدارة أوباما مواقفها الرافضة للإرادة الشعبية المصرية، وحاولت أن تستقطب حلفاءها لاتخاذ الموقف ذاته، وهي السياسات التي لم تغير شيئاً في مواقف مصر الثابتة والرافضة للتطرف وصنّاع العنف وممارسيه وناشريه حول العالم ممثلين في جماعة الإخوان المسلمين، ما أجبر أوباما لأن يكلف وزير خارجيته جون كيري لتعديل الموقف واحترام إرادة الشعب المصري . أمس عاد كيري إلى تناقضات إدارته حيث أعرب لوزير الخارجية المصري نبيل فهمي عن إدانته الكاملة لحادث تفجير المنصورة ووصفه بالإرهابي، ثم عاد ليعرب عن قلقه من قرار الحكومة المصرية باعتبار الإخوان جماعة إرهابية . ألم يدرك الوزير الأمريكي أن إدانته للتفجير تفرض عليه مباركة قرار الحكومة المصرية التي اتخذته بعد أن فاض الكيل من ممارسات إرهابية بدأت باستهداف الجيش ثم الشرطة وأخيراً الشعب في حادث تفجير الأتوبيس قبل يومين؟ ألا ترى إدارة أوباما العنف الذي تمارسه الجماعة كل يوم داخل الجامعات وفي الشوارع ضد الرجال والنساء والأطفال؟ الموقف الأمريكي يؤكد أنها تعيش مثل قادة الإخوان أضغاث أحلام وتنتظر عودة الإخوان لينفذوا تعهداتهم ووعودهم لها خلال فترة حكمهم المنكوبة، وهذا ليس مستغرباً من دولة تنتهج الازدواجية في الخطاب، كما الجماعة التي تساندها وتحاول أن تنفي عنها صفة الإرهاب، والأمنية الأمريكية بعودة الإخوان أمر لن يحدث أبداً، وما سيحدث هو اختفاء هذه الفئة الضالة من على ساحات الملعب السياسي في العالم العربي كله، والمزيد من اهتزاز صورة أمريكا في المنطقة وفي العالم .