قال الروائي المصري الشاب أحمد عبد المجيد، صاحب رواية "ترنيمة سلام" الصادرة عن دار "نون" للنشر والتوزيع، والتي اختيرت ضمن القائمة الطويلة لجائزة الشيخ زايد للكتاب، فرع المؤلف الشاب، التي أعلنت مؤخراً، أن جائزة الشيخ زايد تُعيدنا إلى العصر الذهبي للحضارة الإسلامية، فهي أكبر تكريم أدبي يمكن لأديب أن يحصل عليه، وأوضح في حوارٍ مع "البيان" أن الجائزة تعمل على إحداث حراك أدبي في وطننا العربي، فإلى نص الحوار.. مشاعر بهجة بداية، كيف تلقيت نبأ ترشيح روايتك "ترنيمة سلام" ضمن القائمة الطويلة لجائزة الشيخ زايد للكتاب، فرع المؤلف الشاب؟ في البداية أصابني الارتباك ولم أستطع استيعاب الأمر، ثم بدأت أدرك رويدا رويدا أنني قد حققت إنجازا كبيرا، ربما هو الأكبر في حياتي حتى الآن، كانت تلك بالنسبة لي من اللحظات المذهلة التي تتحقق فيها الأحلام، ويدرك المرء أن حاله قد يتغير في لحظة، مشاعر كثيرة اكتنفتني، مشاعر بالبهجة والسعادة والفخر، لكن الأصدقاء لم يتركوني لأختلي بنفسي؛ لأن تهانيهم ظلت تتوالى على الهاتف والرسائل ومواقع التواصل الاجتماعي. وماذا تمثل جائزة الشيخ زايد للكتاب للمبدع العربي؟ كان يقال لنا إنه في عصر هارون الرشيد، العصر الذهبي للحضارة الإسلامية، كان يتم تكريم الأدباء والكتّاب، وأن من يؤلف كتابا كان يحصل على مثل وزنه ذهبا، ومن المذهل أن هذا قد عاد ليتحقق الآن في عصرنا في صورة "جائزة الشيخ زايد"، التي لو حسبنا قيمتها المادية لوجدنا أنها توازي حجم كتاب ك"ترنيمة سلام" ذهبا عشرة أضعاف. جائزة الشيخ زايد هي أكبر تكريم أدبي يمكن لأديب أن يحصل عليه، وتحمل سمعة كبيرة بأنها أكثر الجوائز حيادية وموضوعية؛ لذلك فمجرد وصولي إلى القائمة الطويلة فيها، شرف ووسام كبير في مسيرتي الأدبية. وبالنسبة لي حتى لو لم أفز بالجائزة، سأعتبر نفسي رابحا؛ لأني شاركت فيها ووصلت لتلك المرحلة، فالأمر هنا ليس حول الفوز والخسارة بقدر ما هو حول إحداث حراك أدبي في وطننا العربي، تساهم جوائز مثل جائزة الشيخ زايد في تحقيقه، فالجميع في النهاية رابحون، وأتمنى بصدق التوفيق لجميع المشاركين، وأحلم بوجود جوائز أخرى في نفس حجم جائزة الشيخ زايد، في كل مكان في الوطن العربي. ترنيمة سلام حدثنا عن روايتك المرشحة للفوز بالجائزة "ترنيمة سلام"؟ "ترنيمة سلام" تدور في أجواء روحانية، وتحاول إلقاء الضوء على إجابة سؤال: هل بإمكاننا نحن البشر فرادى وجماعات أن نصل في حياتنا إلى السلام النفسي بشكل دائم؟ بطل الرواية "خالد محفوظ" يتعرض في حياته للكثير من المشاكل، ويستسلم لمعاناته إلى أن يصل إلى درجة يجد معها أنه لم يعد لديه شيء يخسره، فتبدأ حياته بالتحول في الاتجاه المعاكس، ويبدأ في خوض رحلة طويلة؛ بحثا عن سلامة المفقود، مصطحبا إيانا معه في كل خطوة. في الرواية طرحت سؤالا "لماذا الحياة معطاءة مع البعض وغير عادلة مع الآخرين؟" كان هذا تساؤل البطل في المراحل الأولى من الرواية، كان ينظر إلى نفسه باعتباره ضحية، ويبرر لنفسه فشله وإخفاقاته بأن الحياة ليست عادلة معه، بينما هي كذلك مع الآخرين. تساؤلات وذكرت أن "ترنيمة سلام" بدأت تخيفك، فماذا كنت تقصد؟ حينما كتبت "ترنيمة سلام" كانت لدي تساؤلات كيف سيستقبلها القراء؟"، لكني فوجئت بمشاعر جارفة من القراء لم أكن أتخيلها.. أكثر من قارئ أخبرني أنه بكى في بعض مراحل الرواية، وأنه يتمنى الوصول إلى ما وصل إليه بطلها، بعضهم أخبرني أن الرواية أثرت في حياته وغيرته؛ لذلك فنجاح الرواية أصبح يخيفني بالمعنى الإيجابي؛ لأنه فاق قدرتي على التوقع. كيف تصف فرصة الكُتاب الشباب على الساحة الثقافية العربية الآن؟ في العقد الأخير بدأت الكتابات الشابة تجد لنفسها طريقا، وتزاحم العمالقة، وبدأنا نسمع أسماءً شابة ربما كانت تكتب لأول مرة، بين المرشحين للجوائز الكبيرة، كجائزة الشيخ زايد وجائزة البوكر. باكورة كتب أحمد عبد المجيد القصة القصيرة والرواية والمقال، ولم يسعَ لنشر كتاباته إلا حينما شعر أنه تكوّن لديه أسلوب خاص به، وأن لديه ما يمكنه تقديمه وقوله، نشر في العام 2010 كتابا ساخرا بعنوان "مواجهة مطاريد الجبل"، ثم بدأ العمل على روايته الأولى "ترنيمة سلام"، وكان قد كتب كثيرا من الروايات قبلها، لكن "ترنيمة سلام" هي باكورة إنتاجه الروائي المنشور، ويعمل عبد المجيد كمهندس برمجيات وليس متفرغا للكتابة، وإن كان يتمنى أن يتم الاهتمام بالكتّاب في وطننا العربي، وأن يتاح لهم ذات يوم إمكانية التفرغ للكتابة مع العيش الكريم.