القاهرة - "الخليج": تسير مصر نحو المستقبل متحدية محاولات تعطيل المسيرة ومتحدية إرادة جماعة الإخوان الإرهابية، وتتجه مصر إلى إجراء الانتخابات الرئاسية قبل البرلمانية، فبعد ثلاث جولات من حوار الرئاسة مع ممثلي القوى السياسية والشبابية والمحافظات، فضلت الغالبية العظمى من المشاركين إجراء الانتخابات الرئاسية أولاً، ما حدا بالرئيس المستشار عدلي منصور، إلى التأكيد أمس أن هذا الأمر لا يشوبه عوار دستوري، مؤكداً التزام مؤسسة الرئاسة بضرورة إنجاز الانتخابات البرلمانية والرئاسية في غضون ستة أشهر من إقرار الدستور، وأشار إلى أن الدوائر الانتخابية ستضمن تمثيلاً عادلاً للسكان وللمحافظات المصرية المختلفة، مشدداً على تكاتف جميع أجهزة الدولة لتأمين المقار الانتخابية وتمكين الناخبين من الإدلاء بأصواتهم . يأتي ذلك، فيما أطل الإرهاب المتنقل برأسه من جديد في مصر، أمس، وضرب مبنى تابعاً للمخابرات العسكرية في مدينة أنشاص بمحافظة الشرقية، موقعاً 4 جرحى، بينما أحبطت الجهات الأمنية تفجيراً جديداً في منطقة أنشاص بعد أن تم إبطال عبوة ناسفة عثر عليها الأهالي بمسجد يقع إلى جوار مبنى المخابرات الحربية، وأبطلت قوات الأمن مفعول قنبلتين قرب جامعة الأزهر، في وقت تم العثور على قنبلة وإبطال مفعولها في دمياط . وحذر مجلس الوزراء المصري من تصاعد العمليات الإرهابية، مؤكداً وجود مخططات إرهابية خلال الاحتفالات بأعياد الميلاد ورأس السنة الميلادية، إلى جانب مناسبة الاستفتاء على الدستور، بهدف الضغط على الدولة . وأكد المتحدث باسم مجلس الوزراء السفير هاني صلاح أن قرار إعلان مجلس الوزراء الإخوان جماعة إرهابية "لن يكون حبراً على ورق"، مشدداً على أنه يجري تنفيذ القرار بكل قوة وحسم، كما شدد على أن هناك استنفاراً عالياً في كل مواقع الدولة، وخاصة المنشآت الحيوية، والكنائس ودور العبادة، مؤكداً أن أعياد الميلاد ستمر بسلام . وواصل طلاب جماعة الإخوان المسلمين في جامعتي الأزهر والقاهرة، أمس، إشعال الحرائق في عدد من المنشآت الجامعية، وسط تجدد الاشتباكات مع قوات الأمن، حيث أشعلوا النيران في "الصوب" الزراعية التابعة لكلية الزراعة بالأزهر، وأغلقوا الكلية في محاولة منهم لتعطيل عملية إجراء الامتحانات، ما أدى إلى تدخل قوات الأمن التي أطلقت قنابل الغاز لتفريقهم، وألقت القبض على عدد منهم، وتمكنت قوات الحماية المدنية من السيطرة على الحريق . وفي توقيت متزامن، حاول طلاب "الإخوان" إحراق غرفة توزيع لجان الامتحانات بالمولوتوف، لكن تمت السيطرة على الحريق . ولم تؤد كل هذه الأعمال إلى تعطيل الامتحانات بالجامعتين . وأوضحت إدارة جامعة الأزهر أنه تم فصل أكثر من 80 طالباً وطالبة من الذين تورطوا في أعمال العنف واعتقال أكثر من 400 آخرين . في هذا الوقت، أكد مفتي مصر، د . شوقي علام، أن الفتاوى التكفيرية من أهم أسباب صناعة الإرهاب في البلاد، وأنه يجب مواجهة تلك الفتاوى التي تهدف لإشعال الوطن بكل حزم وقوة، وقال "أصدرنا 500 ألف فتوى بتسع لغات للحفاظ على شؤون المسلمين" . وشدد على أن الدم المصري كله حرام وأنه لابد من اتخاذ السبل والتدابير التي من شأنها أن تحقن الدماء، وإيجاد وسيلة للتعايش السلمي بين جميع أطراف المجتمع .