قال الجيش المصري إن أربعة جنود أصيبوا يوم الأحد في انفجار استهدف مبنى للمخابرات الحربية شمالي القاهرة في ثاني هجوم يستهدف قوات الجيش أو الشرطة بمنطقة الدلتا في أقل من أسبوع. ودمر الانفجار جزءا من الجدار الخلفي لمبنى المخابرات الحربية في قرية انشاص بمحافظة الشرقية على بعد نحو مئة كيلومتر شمالي القاهرة. ووصف الجيش الانفجار بانه هجوم إرهابي. وأشار في بيان إلى ما سماها "جماعات الظلام والفتنة" دون ان يسمي جماعة الإخوان المسلمين التي أعلنتها الحكومة منظمة إرهابية الاسبوع الماضي. وجاء قرار الحكومة ردا على تفجير انتحاري استهدف مديرية أمن الدقهلية في مدينة المنصورة يوم الثلاثاء الماضي واسفر عن مقتل 16 شخصا. وألقت الحكومة منذ ذلك الحين القبض على المئات من انصار الجماعة. واتهمت الحكومة جماعة الاخوان بتنفيذ تفجير الثلاثاء الماضي الذي أعلنت جماعة أنصار بيت المقدس المتمركزة في سيناء مسؤوليتها عنه. وفي انشاص سارع بعض السكان بالقاء المسؤولية على جماعة الاخوان في هجوم يوم الأحد. وقال احمد صلاح اثناء وقوفه بجانب المبنى المدمر "الاخوان يريدون ترويع المواطنين حتى لا يخرجوا للمشاركة في الاستفتاء." وقالت الحكومة التي يدعمها الجيش إن أعمال العنف لن تحيد بخارطة الطريق السياسية عن مسارها والتي ستكون الخطوة التالية فيها الاستفتاء على الدستور الجديد في منتصف يناير كانون الثاني. ويشير انفجار يوم الاحد لاتساع نطاق هجمات المتشددين التي تكررت منذ ان عزل الجيش الرئيس الإسلامي محمد مرسي في يوليو تموز بعد احتجاجات شعبية حاشدة تطالب بتنحيته. وأعلنت جماعة أنصار بيت المقدس مسؤوليتها عن هجمات اخرى كبيرة منذ عزل مرسي بما في ذلك محاولة فاشلة لاغتيال وزير الداخلية في سبتمبر ايلول. وقتل نحو 350 شرطيا وجنديا في تفجبرات وحوادث اطلاق نار منذ عزل مرسي معظمهم في سيناء حيث اتسع نطاق انشطة إسلاميين متشددين ممن استغلوا الفراغ الامني عقب الاطاحة بالرئيس الأسبق حسني مبارك في 2011. وقتلت قوات الأمن المئات من انصار مرسي خلال الأشهر التي اعقبت الاطاحة به واعتقلت الافا اخرين. وقالت ثلاث مصادر امنية إن انفجار يوم الاحد نجم عن قنبلة قرب المبنى لكنهم لم يحددوا المكان الذي زرعت فيه. وذكرت قناة النيل للاخبار التلفزيونية المصرية إن الحادث نجم عن تفجير سيارة ملغومة. وأصيب خمسة اشخاص حين انفجرت قنبلة قرب حافلة في القاهرة يوم الخميس وكان هذا أول حادث يستهدف المدنيين على ما يبدو رغم انه لم تعلن اي جهة مسؤوليتها او الجهة المستهدفة. وقالت السلطات إنها أبطلت مفعول عدة قنابل اخرى في الايام القليلة الماضية. وعثرت الشرطة اليوم على قنبلة بدائية الصنغ داخل حقيبة وضعت خارج مبنى جامعي في مدينة دمياط. وتصاعدت حدة التوتر السياسي بالفعل منذ الهجوم الانتحاري يوم الثلاثاء. ويقول بعض المحللين إن مصر تواجه خطر هجمات متشددين لفترة طويلة. ولقي سبعة حتفهم في اشتباكات مع قوات الأمن وأثناء احتجاجات شوارع خلال الايام الثلاثة الماضية. واشتبك طلاب مع الشرطة لليوم الثالث على التوالي في جامعة الأزهر. ويقول طلاب مؤيدون للاخوان انهم يقاطعون امتحانات نهاية الفصل الدراسي الاول احتجاجا على مقتل زملاء لهم على ايدي قوات الأمن. وقالت مصادر أمنية إن 35 طالبا عولجوا من تأثير الغاز المسيل للدموع الذي اطلقته الشرطة خلال احتجاجات في فرع جامعة الأزهر بمدينة الزقازيق. ويعالج 15 اخرون في المستشفى. وأعلنت الحكومة انها في "حرب على الارهاب" بينما تدير شؤون البلاد خلال مرحلة انتقالية من المتوقع ان تفضي إلى انتخابات رئاسية وبرلمانية العام القادم. ويعتبر وزير الدفاع الفريق أول عبد الفتاح السيسي المرشح للفوز بالانتخابات رغم انه لم يعلن بعد ترشحه للرئاسة. وظهرت جماعة أنصار بيت المقدس في شمال سيناء بعد الإطاحة بمبارك ونفذت هجمات منها سلسلة تفجيرات استهدفت خط انابيب تصدير الغاز لإسرائيل والأردن. وقال إتش. إيه. هيلر المحلل السياسي بالمعهد الملكي لدراسات الدفاع والأمن في لندن والمقيم في القاهرة "سيقع المزيد (من الهجمات). لا اعتقد ان العوامل تغيرت بما يؤدي لتقليل الهجمات عل الاقل على المدى القصير