أعلن نائب رئيس الحكومة التركية بولنت أرينغ أمس الاثنين، أن الفضيحة السياسية المالية التي ضربت حكومة رئيس الوزراء الإسلامي المحافظ رجب طيب أردوغان، كلفت الاقتصاد التركي أكثر من 100 مليار دولار . وكان أردوغان بحث في أول اجتماع لحكومته المعدلة القضية التي تهدد نظامه قبل ثلاثة أشهر من الانتخابات البلدية، وتكهن أن يفشل خصومه في مسعاهم للإطاحة به، كما فشلوا في الصيف الماضي، وقال إن معارضيه لا يهمهم الفساد أو القانون أو العدالة، بل همهم الوحيد هو "النيل من قوة هذه الأمة" . بيد أن وزير خارجيته أحمد داود أوغلو دعا "حركة خدمة" التي يرأسها رجل الدين التركي فتح الله جولن المقيم في الولاياتالمتحدة إلى الدخول في "حوار والقاء نظرة استراتيجية صوب الأفق" من أجل الوصول إلى حل سياسي للأزمة . وزير الخارجية التركي يدعو حركة جولن للحوار للخروج من الأزمة السياسية تعهد رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان التغلب على أزمة الفساد التي تلاحق حكومته، وأكد أن الذين يسعون للإطاحة به سيفشلون مثلما فشلت الاحتجاجات الحاشدة المناوئة للحكومة في الصيف الماضي، ودعا وزير خارجيته أحمد داود أوغلو "حركة خدمة" التي يرأسها رجل الدين التركي فتح الله جولن المقيم في الولاياتالمتحدة الى الدخول في "حوار وإلقاء نظرة استراتيجية صوب الأفق" . وترأس أردوغان أمس الاثنين أول اجتماع لحكومته التي قام بتعديلها تحت ضغط الفضيحة السياسية المالية التي تهز البلاد وسط دعوات إلى استقالته، وأمضى أردوغان الجزء الأكبر من يومه مع وزرائه ثم مع قيادة حزب العدالة والتنمية الحاكم، لمناقشة القضية التي تهدد نظامه قبل ثلاثة أشهر من الانتخابات البلدية . واتهم أردوغان معارضيه بأنهم يريدون إضعاف نفوذ تركيا التي شهدت تحولاً اقتصادياً منذ توليه السلطة قبل 11 عاماً . وجدد التأكيد أن فضيحة الفساد التي مست أركان حكمه "مؤامرة دولية"، وأنه سينتصر في هذا الاختبار كما نجا من تظاهرات "غيزي" التي هزت سلطته في يونيو/حزيران . وقال أردوغان أمام آلاف من أنصاره في مانيسا مساء الأحد: "أولاً قالوا غيزي وحطموا واجهات المحال التجارية، الآن يقولون الفساد ويحطمون الواجهات أيضاً" . وأضاف "لكن هذه اللعبة لن تمر وسنعطيهم ردنا في صناديق الاقتراع" . وأضاف "ليس ما يهمهم هو الفساد أو القانون أو العدالة . همهم الوحيد هو النيل من قوة هذه الأمة" . واتخذت قضية الفساد منحى شخصياً الأسبوع الماضي حين نشرت وسائل إعلام تركية ما يبدو أنه استدعاء مبدئي لبلال أردوغان ابن رئيس الوزراء للإدلاء بالشهادة . وقال أردوغان الذي ينفي ارتكاب أي مخالفات إن الهدف من ورود اسم بلال هو الإضرار به . وبالطريقة نفسها، أشار وزير الداخلية الجديد افكان علاء بإصبع الاتهام إلى جماعة الداعية الإسلامي فتح الله جولن . وقال إن "هذه الهيئة داخل الدولة ليست بالأهمية التي يتصورها البعض . لا يمكنهم أن يتجرأوا على تحدي الدولة" . وبعد أن كانت لفترة طويلة تعتبر حليفة حزب العدالة والتنمية الحاكم منذ ،2002 اعلنت هذه الجماعة حرباً على الحكومة بسبب مشروع إلغاء مدارس خاصة تستمد منها قسماً كبيراً من مواردها المالية . لكن وزير الخارجية أحمد داود أوغلو تحدث بنبرة أخف نوعاً ما ساعياً فيما يبدو لأرضية مشتركة مع رجل الدين التركي المقيم في الولاياتالمتحدة . وقال داود أوغلو في مقابلة تلفزيونية "يجب أن نجري حواراً بدلاً من وضع العراقيل والحواجز . . هناك مخرج من هذه الأزمة . . هذا هو السبب وراء دعوة جولن لزيارة تركيا" . وأضاف وزير الخارجية التركي أن المجتمع المدني يمكن أن يؤثر في السياسة ولكن يتعين عليه أن يقوم بذلك بطرق علنية، مشيراً إلى أنه إذا لم يكن ذلك هو المسار عندئذ فإن المجتمع المدني سيكون الأكثر تضرراً . (وكالات)