أعرب سكان في منطقة جلفار برأس الخيمة عن انزعاجهم لوجود برك مياه أمطار راكدة بالقرب من بيوتهم، مشيرين إلى أنهم يواجهون مصاعب بيئية، إذ تنتشر روائح كريهة وآفات ضارة بالصحة، وطالبوا بالعمل على إيجاد حل دائم لتلك البرك التي تشكل خطراً على أطفالهم. وأكدت دائرة الأشغال والخدمات في رأس الخيمة أنها بصدد إيجاد حل مؤقت في غضون أيام، يتمثل في نصب مضخات لنقل المياه الراكدة إلى البحر، مؤكدة أن الحل الدائم يواجه موانع، من بينها بعد المسافة عن البحر، واتساع رقعة الأرض المنخفضة المغطاة بالمياه، إذ يصعب ردمها، ووجود شارع رئيس لا يمكن تخطيه بسهولة. وفي التفاصيل، قال المواطن علي محمد الشحي، إن منزله يقع بالقرب من بركة مياه تجمعت جراء الأمطار، موضحاً أن المنطقة تعد من المناطق المنخفضة، فقد انحدرت المياه إليها من مرتفعات جبلية واقعة في منطقة شعم، ونظراً إلى عدم وجود منفذ ينقلها إلى البحر، تجمعت على شكل بحيرات وبرك، وتسببت في كارثة بيئية. وأكد أن تلك التجمعات لا يمكن أن تجف في وقت قصير، بل تحتاج إلى أشهر عدة، لأن المنطقة أصلاً، قبل ردمها وتحويلها إلى سكنية، كانت مسطحات مائية. ويرى محمد عبدالله الشحي الذي يسكن بالقرب من بركة مياه أن السكان لم يستسلموا لمشكلة مياه الأمطار التي تدفقت من منطقة شمل إلى منطقة جلفار وحاصرت البيوت، بل اتصلوا بدائرة الأشغال العامة والخدمات التي سعت لمعالجة المشكلة بفتح الشارع الممتد إلى المنطقة من محطة «أدنوك»، وأسهم ذلك في تخفيف كمية المياه المتراكمة، لكنه بالمقابل تسبب في تشكيل بحيرة مياه راكدة إضافية، ما أدى إلى أضرار بيئية مزعجة. وقال إن تلك التجمعات والبرك تؤدي إلى تكاثر الحشرات الضارة، وتشكل خطراً على الأطفال. وقال محمد سليمان حسن الشحي إنه كغيره من السكان في المنطقة يشعر بانزعاج شديد من الروائح الكريهة، ما يضع السكان في مواجهة مشكلات بيئية لها آثار سيئة على صحة الأطفال، الأمر الذي يستوجب إيجاد حل بصورة عاجلة، مقترحاً فتح قنوات تصريف من منطقة تراكم مياه الأمطار إلى البحر، أو ردم المناطق المنخفضة، والاستفادة منها في التوسع السكاني. أما محمد علي الشحي، وهو من سكان منطقة جلفار، فقال إن الأضرار الأكثر سوءاً جراء برك المياه تتمثل في تعرض المباني للرطوبة التي تضعف الجدران، ويحصل انزلاق نحو الأدنى، وهذا بالضبط واضح الآن في العديد من البيوت، إضافة إلى أن الأطفال يتخذون من تلك البرك أماكن للهو، وهو ما يهدد سلامتهم. في المقابل، أكدت دائرة الأشغال والخدمات في رأس الخيمة حرصها على إيجاد ومعالجة المشكلة بشكل جذري، لاسيما في منطقة جلفار، وكشفت أنها تدرس تجميع مياه الأمطار المتدفقة من المرتفعات الجبلية عبر الوديان والسهول في سدود، بالتعاون مع وزارة الأشغال العامة، للاستفادة منها في مشروعات خدمية تفيد مواطني الإمارة. من جانبه، قال مدير المشروعات في الدائرة، المهندس أيمن سرسرة، إن الدائرة حريصة على إيجاد حل مؤقت في غضون أقل من أسبوع، من خلال نصب مجموعة من المضخات في مواقع تجمعات المياه الراكدة، والبدء في سحبها باتجاه البحر، مشيراً إلى أن ذلك يمثل الحل الأمثل، لأن من الصعوبة بمكان ردم مناطق المياه الراكدة أو فتح قناة تصريف دائمة بمواد ثابتة، بسبب بعد المسافة عن البحر، إضافة إلى وجود طريق رئيس فاصل بين مناطق المياه الراكدة والبحر.