كتبت صحيفة البناء ان المعلومات التي تحدثت عن طلب السعودية استرجاع مير كتائب "عبدالله عزام" الإرهابية المدعو ماجد الماجد اثار الكثير من علامات الاستفهام حول ما إذا كان رئيس جهاز الاستخبارات السعودي بندر بن سلطان يريد التغطية على عشرات الأعمال الإرهابية التي خطط لها الماجد ونفذتها كتائبه الإرهابية. بيروت (البناء) وتابعت الصحيفة ان طلب السعودية ياتي خصوصاً وأن هذا الإرهابي الخطير يتلقى دعماً كبيراً من بندر بن سلطان رغم أن السعودية وضعته في طليعة لائحة المطلوبين لديها مع العلم أن كتائب عبدالله عزام مسؤولة عن عشرات الأعمال الإرهابية ومنها العديد من التفجيرات بما فيها تفجير السفارة الإيرانية وانفجارات وأعمال إرهابية أخرى في الداخل السوري. وبدا واضحاً أن الانفجار المجرم في حارة حريك بالضاحية يستهدف في الدرجة الأولى إعادة تحريك الفتنة بين اللبنانيين بعد أن سقطت كل محاولات إشعالها في الأشهر الأخيرة عبر سلسلة واسعة من التفجيرات في عدد من المناطق. لكن الأكيد وفق جهات سياسية مطلعة أنه إذا كانت الأيدي المنفذة هي جهات تكفيرية متطرفة فإن الجهات المخططة باتت معروفة ويترأسها بندر بن سلطان رئيس الاستخبارات السعودية بهدف إصابة اكثر من عصفور بحجر واحد بدءاً من محاولة إرباك حزب الله وقاعدته الشعبية ومروراً بالسعي لإشعال الفتنة وانتهاء بالتوتير السياسي والأمني قبل أيام قليلة من الكلام عن إمكان تشكيل حكومة "حيادية" بات معروفاً أن المقصود منها أخذ البلاد نحو الفوضى والفتنة من جهة ونحو الإمساك بالقرار السياسي للدولة اللبنانية على أعتاب مؤتمر "جنيف 2" من جهة ثانية خصوصاً أن السعودية تسعى لإجهاض أي نتائج إيجابية للمؤتمر وفي الدرجة الأولى إقامة تحالف دولي لمحاربة الإرهاب. وإذا كان الانفجار المجرم قد أعاد رفع درجة القلق لدى اللبنانيين من المسار السلبي الذي ينتظر الجميع إذا بقي الفراغ على مستوى مؤسسات الدولة بالتوازي مع استمرار السلوك التعطيلي لفريق "14 آذار" فإن الإنجاز الاستثنائي الذي حققته مخابرات الجيش قبل أيام عبر توقيف أمير كتائب "عبدالله عزام" الإرهابية المدعو ماجد الماجد ستكون له نتائجه الإيجابية على الوضع الداخلي بعد أن تتمكن مديرية المخابرات من التحقيق معه ومعرفة الكثير عما كانت تخطط له المجموعات التكفيرية لبنانياً وسورياً وربما على مستوى بعض الساحات العربية. وفي المعلومات أن مخابرات الجيش كانت تتابع بدقة الكثير من التفاصيل حول تحرك الإرهابي الماجد منذ الاعتداء المجرم على حاجزي الجيش في صيدا قبل بضعة أيام وتشير المعلومات إلى أنه تم توقيفه قبل أيام عدة لكن جرى التعتيم على عملية التوقيف حرصاً على سير عملية التحقيق ومنعاً لأي اعتداءات إرهابية قد تقوم بها العصابات التكفيرية رداً على توقيف الإرهابي الماجد. وتشير المعلومات إلى أن الماجد يملك كنزاً ثميناً من المعطيات والمعلومات ليس فقط عن عمل كتائبه الإرهابية كونه الرأس المخطط لهذه الكتائب بل عن عمل مجموعات إرهابية أخرى مشيرة إلى أن الماجد مسؤول عن دماء مئات الضحايا من العراق إلى سورية ولبنان وحتى في السعودية قبل بضع سنوات. وفيما طلبت السلطات الإيرانية من لبنان السماح لها بأن تشارك الأجهزة الإيرانية في عملية التحقيق مع الإرهابي الماجد على اعتبار أنه المسؤول عن التفجير الذي استهدف السفارة الإيرانية طرحت علامات استفهام حول ما أفيد عن مسارعة السعودية لطلب تسليمها الماجد كما أفيد أن الرئيس سليمان وعد بذلك. وإذ تتساءل مصادر أمنية عن أسباب وخلفيات هذا الاستعجال السعودي لا تستبعد أن يكون الهدف التغطية على التفجيرات التي قامت بها كتائب "عبدالله عزام" بتخطيط من الماجد في لبنان وسورية خصوصاً ما يتعلق بتفجير السفارة الإيرانية والاعتداء قبل أكثر من عام على مقر القيادة العسكرية في سورية واغتيال الشيخ البوطي قبل أشهر من ذلك في دمشق وربما مسؤوليته عن اغتيالات حصلت في لبنان. وأفيد أن السلطات اللبنانية أبلغت السلطات السعودية بتوقيف الماجد وأن الأخيرة طلبت التأكد من ذلك ولهذا الأمر يتم إجراء فحوصات D.N.A وما إذا كانت تتطابق مع ما لدى السلطات السعودية حول الماجد. ومما يذكر أن السفير السعودي في لبنان علي العسيري أوضح أن بلاده تبلغت من لبنان توقيف الماجد. وكانت مديرية المخابرات أوقفت الماجد في منطقة الفياضية بعد خروجه من مستشفى المقاصد حيث كان يعالج هناك عبر إجراء غسيل للكلى وجرى نقله بعد توقيفه وشخص آخر إلى المستشفى العسكري بانتظار التمكن من التحقيق معه فيما يخضع شريكه للتحقيق. كما أن السؤال الآخر الذي يطرح نفسه: هل هناك جهات معينة تواطأت في التغطية على الإرهابي ماجد الماجد لكي يدخل مستشفى المقاصد للمعالجة؟ /2819/