توقيت اعلان التنظيمات الجهادية الدخول الى لبنان بالحرب، محاولة لامتصاص زخم الهزائم العسكرية التي لحقت بها في سوريا والرمادي في العراق على وجه التحديد. في وقت تزداد فيه الهجمات العسكرية العراقية على التنظيمات المسلحة في صحراء الانبار، لاسيما ضد "داعش" و "جبهة النصرة"، قال قيادي في التيار السلفي الجهادي في الأردن، القريب من تنظيم القاعدة ليونايتد برس انترناشونال، إن "جبهة النصرة لأهل الشام" و"دولة العراق والشام الإسلامية"، قررتا الاتجاه بالحرب الى لبنان لقتال حزب الله هناك. وأرسل قيادي بارز في التيار،فضل عدم ذكر اسمه، رسالة نصية ليونايتد برس إنترناشونال في عمّان تفيد بأن زعيم جبهة النصرة أبو محمد الجولاني المكنى ب "الفاتح" وأمير دولة العراق والشام الإسلامية أبو بكر البغدادي الملقب ب "الكرار" اتخذا قرارا شاملا بالدخول عسكريا إلى لبنان رسمياً، وعلناً، حتى خروج حزب الله من جميع الأراضي السورية، وتحرير الأسرى الموجودين لديه". ويعتبر التيار السلفي الجهادي في الأردن حليفا ل "جبهة النصرة لأهل الشام" ول "دولة العراق والشام الإسلامية"، التابعان لتنظيم القاعدة. وإذا كانت الوقائع طوال السنين الماضية تشير الى ان هذه التنظيمات المسلحة تسعى الى استثمار نقاط الضعف الامنية، للنفاذ الى داخل الدول عسكرياً ولوجستياً وفكرياً، فان توقيت اعلان التنظيمات الجهادية الدخول الى لبنان بالحرب، محاولة لامتصاص زخم الهزائم العسكرية التي لحقت بها في سوريا والرمادي في العراق على وجه التحديد. وتسعى "داعش" عبر هذه الخطوة الى خلط الاوراق ايضاً، والتركيز على البعد الطائفي للأحداث في سعيها لكسب تاييد "السنة" في الحرب التي تخوضها لتقويض الدول في العراقوسورياولبنان. وتشير خطط "داعش" والتنظيمات المرتبطة بها الى طموحات اقليمية تتجاوز فيها حدود الدول، باتجاه رسم صورة مضطربة للنزاعات، تسعى من خلالها الى تعزيز وجهة نظرها من الاحداث كونها تنظيمات عابرة للحدود لا تعترف بالكيانات المرسومة وتسعى الى اقامة الخلافة الاسلامية. وتأتي دعوة الحكومة العراقية، الخميس، الدول العربية والإقليمية الى الاصطفاف مع العراق في معركة الانبار لمطاردة عناصر دولة الاسلام في العراق والشام (داعش)، رد فعل على التمدد المحلي والإقليمي الذي تسعى "داعش" الى فرضه كحقيقة واقعة على الدول. ويقول العميد العراقي المتقاعد، المقيم في امستردام، زهير حسن ل"المسلة"، والخبير في التحركات العسكرية للتنظيمات المسلحة، ان "التعاون بين العراقوسورياوالاردنولبنان اصبح ضرورة آنية، تفرضها الوقائع الجديدة على الارض". وتابع القول "متابعة فلول القاعدة وتنظيماتها في صحراء الرمادي لن يكون كافيا طالما ان الحدود مفتوحة وان العملية تتطلب تعاوناً اقليمياً للقضاء على الارهاب". وتشير توقعات المراقبين الى ان لبنانوالاردن سيكونان الحلقة المقبلة في مسلسل الارهاب الذي يجتاح المنطقة ما يستدعي التنسيق الاقليمي. وترتبط قيادات التيار السلفي الجهادي، بعلاقات خاصة مع جبهات وفصائل المعارضة التي تقاتل في سوريا، كما تحظى داعش وجبهة النصرة بتأييد كبير بين سلفيي الاردن ما يجعل من احتمال شنها عمليات عسكرية في الاردن واردا، حيث يعتقد مراقبون ان تأجيل الدخول الى الساحة الاردنية، مسالة وقت فرضته الظروف المحلية والإقليمية. و فيما يعتبر البعد الطائفي، العامل الرئيسي الذي جعل التنظيمات المسلحة تخوض حربها في العراقوسوريا ومن ثم لبنان، فان عوامل اخرى بينها تكفير الانظمة السياسية القائمة، سيجعل من دخول التنظيمات المسلحة الى الساحة الاردنية والتركية والسعودية امرا مفرغا منه ولو بعد حين. ويبدي الكاتب الاردني عريب الرنتاوي مخاوفه من حرب موزّعة على قطرين أو ثلاثة أقطار، سورياوالعراقولبنان، مشيرا الى ان "ثمة من له مصلحة في إدامتها وإذكاء أوكارها، وثمة من يريد أن يجعل الدم السوري والعراقي، وقوداً في حروب المذاهب والطوائف وصراعات الأدوار والنفوذ والسيطرة". ويدعو الرنتاوي الاردن الى التنبه من خطر المؤامرة، مشيرا ضمنا الى ضرورة التعاون مع الدول المجاورة للأردن بينها العراق، "للخروج من هذا الجحيم بأقل قدر من الأضرار والحروق".