أعلن رئيس الحكومة الفلسطينية المقالة، إسماعيل هنية، أمس، سماح حركة المقاومة الإسلامية (حماس) بعودة كل أعضاء حركة «فتح»، الذين غادروا القطاع عقب سيطرة «حماس» عليه في منتصف 2007، والإفراج عن فتحاويين تعتقلهم، لتهيئة اجواء المصالحة بين الطرفين. في وقت حث وزير الخارجية الأميركي، جون كيري، رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، على الموافقة على عودة لاجئين فلسطينيين، مقابل اعتراف فلسطيني بيهودية إسرائيل، الأمر الذي رفضه نتنياهو. وقال هنية عقب زيارته وزارة الداخلية في الحكومة المقالة التي تديرها «حماس»، إنه تقرر «السماح لكل أبناء قطاع غزة من حركة فتح الذين خرجوا من القطاع إثر الاحداث الداخلية (سيطرة حماس على القطاع) بالعودة بلا مقابل، باستثناء من لهم ملفات في القضاء». وأضاف أنه تقرر أيضاً «الإفراج عن بعض المعتقلين من الذين لهم إشكالات أمنية وسياسية من أبناء حركة فتح، لخلق المناخ الموائم لتهيئة أجواء المصالحة، ولذلك وزارة الداخلية ستقوم بالإفراج عن عدد من حركة فتح». وأوضح انه سيتم ايضاً «السماح لنواب حركة فتح في المجلس التشريعي الذين خرجوا من القطاع بزيارة قطاع غزة». وأكد هنية، وجود قنوات مباشرة مع السلطة الفلسطينية وحركة فتح، لمحاولة إنهاء الانقسام، وأن ملف المصالحة سيبقى تحت الرعاية المصرية. وأوضح أن تنفيذ هذه الخطوات يأتي في سياق قنوات مباشرة بين «حماس» و«فتح» وليس عبر وسطاء، مشدداً على أن «ملف المصالحة يبقى تحت الرعاية المصرية، ونحن نعتز بالرعاية المصرية والتجاوب والرعاية العربية وكان المئات من أعضاء «فتح» هربوا إلى خارج غزة إثر انفراد «حماس» بالسيطرة على القطاع إثر اقتتالها مع «فتح» في يونيو2007. إلى ذلك، أعلن رئيس اللجنة الشعبية لمواجهة الحصار النائب جمال الخضري، أمس، أن منع إسرائيل دخول مواد البناء إلى قطاع غزة تسبب في وقف مشروعات بقيمة 250 مليون دولار، ورفع معدلات البطالة إلى اكثر من 50%. وقال إن شلل المشروعات في قطاع غزة وتوقف شركات المقاولات والبناء والمهن والحرف المرتبطة بالبناء رفع معدلات البطالة بصورة كبيرة جداً فاقت ال50%. وذكر أن تقرير البنك الدولي الأخير، قال إن نسبة الفقر بين السكان في غزة وصلت إلى 38%، مشيراً إلى أن هذه النسبة ارتفعت مع تعطل آلاف العمال والحرفيين، بسبب منع إسرائيل إدخال مواد البناء للقطاع الخاص والمشروعات الدولية، وتوقف عشرات المشروعات. ولفت إلى أن إسرائيل تمنع دخول مواد البناء إلى غزة منذ 80 يوماً عبر معبر كرم أبوسالم المفتوح جزئياً ويسمح من خلاله بمرور بعض السلع والمساعدات ويفرض قوائم ممنوعات تضم مواد البناء والمواد الخام اللازمة للصناعات المختلفة. من ناحية اخرى، ذكرت صحيفة «معاريف» الإسرائيلية، أمس، أن كيري يمارس ضغوطاً على نتنياهو لكي يوافق «على صيغة تقضي بإمكان عودة لاجئين فلسطينيين إلى داخل إسرائيل»، لكن نتنياهو يرفض الاقتراح الاميركي. وأضافت أن الصيغة التي اقترحها كيري تأتي ضمن جولاته المكوكية بين إسرائيل والضفة الغربية من أجل التوصل إلى صيغة متفق عليها بين إسرائيل والفلسطينيين، لكي يقدم «ورقة موقف» أميركية تشكل إطارا يسمح بتمديد المحادثات المباشرة بين الجانبين. وأوضحت أن كيري عاد أول من أمس إلى إسرائيل، بعد أن غادرها صباحاً، ويتوقع أن يزور إسرائيل مرة أخرى في نهاية الأسبوع الجاري لمواصلة المحادثات مع نتنياهو والرئيس الفلسطيني محمود عباس. ووفقا للصحيفة، فإن كيري يعتقد أنه سينجح في إقناع عباس بالاعتراف بيهودية إسرائيل، مقابل موافقة نتنياهو على تليين موقفه حيال قضية اللاجئين والسماح بعودة لاجئين فلسطينيين، إضافة إلى وضع صيغة حول الترتيبات الأمنية، وتكون مقبولة من قبل نتنياهو الذي يطالب ببقاء السيطرة الإسرائيلية على منطقة غور الأردن، مقابل موافقته على صيغة تقضي بإقامة دولة فلسطينية ضمن حدود العام 1967، مع تبادل أراض. ونقلت عن مصادر سياسية إسرائيلية رفيعة المستوى، قولها إن المحادثات التي يجريها كيري تشير إلى رغبته في تمديد فترة المفاوضات إلى بداية العام 2015، علماً أن الفترة المقررة تنتهي في أبريل المقبل. الامارات اليوم