فيما وصل بهم الحد الى تكفير بعضهم بعضا.. حرب المجموعات المسلحة شمال سوريا.. معارك طاحنة بين ما يسمى "داعش" و"جيش المجاهدين" سلسلة المعارك الدامية بين عناصر ما يسمى "الدولة الإسلامية في العراق والشام" من جهة وعناصر ما يسمى "الجبهة الإسلامية" و"جيش المجاهدين" و"جبهة النصرة" وفصائل أخرى من ما يسمى "الجيش الحر" من جهة أخرى لم تنقطع، بالرغم من الضراوة التي وصفت بها هذه المعارك، والخسائر الفادحة التي تتكبدها الأطراف المتناحرة في إشارة واضحة أن الحرب بين المجموعات أكبر مما كانت الاشتباكات النارية السابقة تقوم عليه. دمشق (فارس) فقد اتسعت رقعة الاشتباكات بين المجموعات المسلحة لتصل الى مناطق عديدة من مدينة إدلب وريفها في ظل سقوط العشرات من القتلى والجرحى من كافة الأطراف. مصادر محلية قريبة من موقع الحدث في الشمال السوري أكدت لوكالة أنباء فارس، أن عناصر ما يسمى "الدولة الإسلامية" بما فيها أمراؤها سقطت تباعاً بعد اجتياح المجموعات المسلحة لأغلب مقراتها ، بدءاً من الريف الحلبي بالقرب من قرية "الأتارب" ومدينة "حريتان"، و"مارع" و"دابق" و"الجينة" و"السلوم" و"باتبو". أما في المدينة فقد سقطت في هذه الحرب بين المسلحين، مناطق "الأنصاري" وأجزاء من "العمرية" و"سيف الدولة" و"جسر الحج" و"الكلاسة" و"المرجة". وبحسب المعلومات، فلا يزال عناصر "داعش" يحاولون فك حصار "جيش المجاهدين" لهم في قرى "عين جارة" و"مسكنة" و"دير حافر"، في حين لا تزال الاشتباكات مستمرة في مدينة "الباب" شرقي حلب، وبلدة "تل رفعت" و"كفر حمرة" شمالاً، حيث استخدمت في هذه المعارك أسلحة ثقيلة ومتنوعة. مصادر محلية أخرى أكدت ل"فارس"، بأن حصيلة معتقلي الدولة الإسلامية وصل الى 400 خلال اليومين الماضيين، فيما قامت ما يسمى ب "غرفة الأزمة" بإعلان فرض حظر تجول في مناطق حلب الشرقية، بينما أصدرت "داعش" بياناً حذرت فيه الأهالي من الاقتراب من أماكن تواجد "جيش المجاهدين"، في حين أصدر ما يطلق عليهم تسمية "جبهة علماء حلب" بياناً قررت فيه عدم الاعتراف بتنظيم "داعش". أما "جيش المجاهدين" فقد دعا عناصر تنظيم الدولة ممن التحقوا به للانشقاق. إلى ذلك، أكدت المصادر ازدياد عدد الضحايا في صفوف المدنيين نتيجة الاشتباكات الدائرة بين "داعش" و"الحر" والفصائل المسلحة الأخرى ليصل إلى مايزيد عن 100 عدا عن الاصابات العديدة، كما قالت المصادر بأن حركة نزوح بدأت من قبل الأهالي إلى أحياء حلب الغربية الآمنة وبعضها إلى قرى في الريف الحلبي. وحذرت المصادر من ازدياد سوء الحالة الإنسانية والمعيشية للمدنيين في ظل المعارك الطاحنة. ويوم أمس، وبالعودة إلى اقتتال الميليشيات المسلحة في حلب، فقد نفت ما تسمى "غرفة إدارة الأزمة" المشتركة بين "الجبهة الإسلامية" و"جيش المجاهدين" أي اتفاق بين "جيش المجاهدين" وتنظيم "داعش"، على وقف إطلاق النار في المناطق الغربية من الأجزاء التي وصفتها بالمحررة لمدينة حلب. وفي ظل ردود الفعل حتى اللحظة من قبل المجموعات المسلحة المتنازعة أصدرت "الجبهة الإسلامية" بياناً لها دعت فيه "داعش" للانسحاب الفوري من مدينة "الأتارب" غربي حلب والكف عن "قتل المجاهدين بذرائع واهية". وتقول مصادر محلية، أن أسباب الاشتباكات لم تأت من فراغ، فالدولة الإسلامية في العراق والشام التي قامت بنهب مستودعات "الحر" في "باب الهوى" وقتل عناصر كتيبة "نور الدين الزنكي" في "الأتارب" وتصفية عناصر ما يسمى تجمع "فاستقم كما أمرت" المنتشر في أحياء حلب الجنوبية والغربية الجنوبية، كان فتيل الإنفجار وإحداث نقمة لدى كتائب "الجيش الحر" الذي اتفق لأول مرة لتوحيد صفوفه تحت مسمى "جيش المجاهدين" والذي أعد خططه وعناصر لخوض الحرب ضد "داعش". و"جيش المجاهدين" لم يكن ينتظر إلا شرارة بدء حرب طاحنة بحسب وصفهم، والتي سارعت إليها "داعش" عندما أعلنت أنها ستشن حرباً على "جيش المجاهدين" في حلب وإدلب أينما كانت الاشتباكات لتنطلق المواجهات، والتي بدأت صباح أمس بسيطرة "جيش المجاهدين" على أحياء حلب الشرقية عند "الأنصاري الشرقي" و"الزبدية" والأجزاء المتبقية من "سيف الدولة" و"الكلاسة" لتمتد بعدها إلى دوار "جسر الحج". وخلال الاشتباكات، استخدمت أسلحة القناصة ورشاشات الدوشكا وقذائف الآر بي جي، قتل فيها العشرات من كلا الطرفين، كما أسفرت عن وقوع ما يزيد عن 30 قتيلاً والعشرات من الجرحى في صفوف المدنيين. الاشتباكات امتدت حتى الأرياف الحلبية، حيث أعلنت "داعش" عصراً عن اعتقالها عدة عناصر من أمن الطرقات التابعين للواء التوحيد عند مدخل دير جمال لتقتادهم بعدها إلى مدينة "إعزاز" المعقل الرئيسي ل "داعش"، ليرد "جيش المجاهدين" مساء بقتل 15 عنصراً من "الدولة الإسلامية" عند حاجز "بابيص" ويحبط أيضاً محاولة أحد عناصر تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام تفجير نفسه بحزام ناسف على أحد حواجز بلدة "بيانون" ويحتجز 30 آخرين، إضافة إلى الاستيلاء على سيارتين وأسلحة وذخائر مساء اليوم فضلاً عن احتجاز 114 عنصراً من تنظيم الدولة الاسلامية في ظل اشتباكات عنيفة لاتزال تشهدها مدينة "الأتارب" وبلدات "قبتان الجبل" و"كفر نوران" و"الجينة" وبلدة "معرته" في الريف الغربي. المصادر أكدت أيضاً بأن جيش المجاهدين سيطر على قرية "الأبزمو" بعد اشتباكات عنيفة أسفرت عن أسر أمير الأبزمو، وهذه الاشتباكات الحاصلة في المدينة والريف أسفرت عن قطع طريق "الكاستيلو" الواصل بين الريف والمدينة كم تم إعلان حظر تجوال في كل مناطق المدينة والريف. /2926/ وكالة انباء فارس