قرر مجلس الوزراء العراقي، أمس الثلاثاء، مواصلة العمليات العسكرية الجارية في محافظة الأنبار "حتى تطهير أرض العراق من الإرهاب"، في وقت تواصلت فيه المواجهات في مدينتي الفلوجة والرمادي بالتزامن مع أنباء عن انشقاق مجموعات عشائرية كانت تدعم الجيش في الفلوجة . وأكد مجلس الوزراء العراقي في بيان على "دعم الجيش والأجهزة الأمنية والعشائر في مواجهتها للجماعات الإرهابية و"داعش"، وتطهير أرض العراق منهم . من جانبه، طالب رئيس الوزراء نوري المالكي العراقيين بمساندة العمليات العسكرية في الأنبار، مؤكداً "أنهم لن يتراجعوا حتى نهاية الإرهاب" . وجاءت التصريحات في وقت أكدت فيه مصادر وقوع اشتباكات بين قوات الجيش المدعومة بالطيران الحربي ومسلحين يعتقد أنهم من رجال العشائر جنوب مدينة الفلوجة . وكانت أنباء أشارت إلى مساندة بعض العشائر الساخطة على الحكومة لعناصر الدولة الإسلامية في العراق والشام منذ سيطرتها على الفلوجة قبل أسبوع . وقالت المصادر إن "اشتباكات مسلحة عنيفة اندلعت بين قوات الجيش القادمة من بلدة المسيب ومسلحين يعتقد أنهم من رجال العشائر عند طريق عامرية الفلوجة بالقرب من منطقة الحبانية السياحية" . وأضافت أن "الأنباء تشير إلى إحراق أربعة آليات عسكرية تابعة للجيش العراقي، وهذا ما دفع الطيران العراقي لفتح النار وتمشيط المنطقة" . وذكر تلفزيون "الفلوجة" أن مروحيات للجيش العراقي قصفت "مناطق سكنية تقع في منطقة إبراهيم بن علي والكرمة شمالي المدينة أعقبته اشتباكات مسلحة بين ثوار العشائر والقوات الحكومية وقصف عشوائي على منازل المدنيين" . ولم يتضح على الفور فيما إذا كان رجال العشائر يساندون مسلحي القاعدة أو يقاتلون للحيلولة دون دخول قوات الجيش لمركز المدينة فقط . وكان المالكي تعهد بعدم شن هجوم على مناطق سكنية في الفلوجة مع استعداد قواته لهجوم يعيد إلى الأذهان هجومين أمريكيين على المدينة في عام 2004 . كما استبعد وزير الدفاع وكالة سعدون الدليمي، إمكانية شن القوات المسلحة هجوماً على مدينة الفلوجة في الوقت الحالي بسبب مخاطر وقوع ضحايا مدنيين . وفي الرمادي أعلن المستشار الإعلامي لوزارة الدفاع العراقية الفريق الركن محمد العسكري أن ضربة جوية قتلت 25 مسلحاً الثلاثاء . وأوضح العسكري "تمكنت القوة الجوية العراقية من رصد عدد من المركبات المحملة بالأسلحة الثقيلة في ساحة الملعب بالرمادي وتم استهدافهم بضربات صاروخية، ما أدى إلى مقتل 25 مسلحاً وتدمير أسلحتهم" . وعاشت الرمادي ليلة من الاشتباكات قتل فيها أربعة مدنيين وامتدت حتى صباح الثلاثاء، حاولت خلالها القوات الحكومية دخول مناطق يسيطر عليها مسلحو "القاعدة" من دون أن تنجح في ذلك، بحسب مصادر أمنية وطبية . وقال ضابط برتبة نقيب في شرطة الرمادي إن "القوات الأمنية ومسلحي العشائر حاولوا ليل الاثنين دخول مناطق يسيطر عليها مقاتلو "داعش" في جنوبالمدينة"، وأضاف أن "الاشتباكات بين وتواصلت حتى صباح الثلاثاء"، مشيراً إلى أن "القوات الأمنية لم تنجح في دخول هذه المناطق وأن مقاتلي "داعش" ما زالوا يسيطرون عليها" . وقالت مصادر طبية إن أربعة مدنيين قتلوا وأصيب 14 آخرون بجروح في هذه المواجهات . ووفقاً لتقارير الحكومة العراقية ومصادر في وزارة الداخلية، قتل أكثر من 200 شخص معظمهم من المسلحين على مدى الأيام الأربعة الماضية في المعارك في محافظة الأنبار . (وكالات) الخليج الامارتية