القاهرة - "الخليج": تم اختيار العرض المسرحي "حلم بلاستيك" لتمثيل مصر في مسابقة مهرجان المسرح العربي الذي ينطلق غداً في الشارقة . جاء ذلك بعد أن قامت اللجنة المصرية، المكونة من المخرج ناصر عبد المنعم والمخرج عصام السيد والناقد أحمد خميس، بترشيح ثلاثة عروض هي "المحروس والمحروسة" للمخرج شادي سرور وبطولة سوسن بدر وأحمد راتب، "عاشقين ترابك" للمخرج محمد الشرقاوي و"شق القمر" للمخرج خالد عبدالحميد، وذلك للعرض على لجنة الاختيار في الشارقة، التي اختارت بدورها عرض "حلم بلاستيك" ليمثل مصر في المهرجان، والعرض نتاج ورشة ارتجال لطلبة كلية الفنون الجميلة في القاهرة . ويقول أحمد يحيى ممثل ومدير الفرقة: "تكونت الفرقة في العام ،2009 من الدفعة الجديدة من طلبة كلية الفنون الجميلة جامعة حلوان في العام نفسه، بعد أن انضمت إلى فريق تمثيل الكلية، الذي يعد من أعرق الفرق التمثيلية على مستوى جامعات مصر، وكانت البداية مع المخرج شادي الدالي، الذي حرص على إخضاع الفرقة لعدد من الورش المسرحية ثم بدأت الفرقة في تقديم عروضها معتمدين على الارتجال والحكي، وقدمنا العديد من الأعمال المسرحية التي عرضت على أكثر من مسرح في القاهرة، إلى أن وصلنا إلى "حلم بلاستيك" الذي شاهده رئيس البيت الفني للمسرح الفنان فتوح أحمد . وتقول "روبا"، إحدى ممثلات الفرقة: عرض "حلم بلاستيك" يتحدث عن الإنسان في كل مكان، ومن مختلف الأعمار، وليس الشباب فقط، هو بالطبع يتماس مع مشاكل عدة للشباب، لكنه يلمس الإنسان بشكل عام . أما رندا عصام إحدى الممثلات، فتقول: هذه هي المرة الأولى التي نقدم فيها هذا الشكل المسرحي، جميع أبطال العرض موجودون منذ اللحظة الأولى للمسرحية، لا يوجد كواليس، الإكسسوارات موجودة على الأرض، الحركة مرسومة على الفراغ المسرحي الذي يدور فيه العرض، وهذا أفادنا جداً عندما قمنا بتقديم المسرحية في ألمانيا فيما يشبه مسرح الشارع، أي أن الجمهور كان يرانا من كل الجهات . ويقول مخرج ومؤلف المسرحية شادي الدالي: الحلم معنى جميل وراقٍ، من الممكن أن يكون صعباً، ومن الممكن أن يكون معقولاً، وأحياناً أخرى يكون مستحيلاً، لكن أن يكون الحلم بلاستيكياً، فهذا هو المزعج في الأمر، فنحن كشباب حلمنا كثيراً بالتغيير للأفضل، لكن أن يكون التغيير للأسوأ هذا هو المزعج والمرعب في الأمر . وحول كيفية اختياره أعضاء الفرقة قال: أنا لم أختر أعضاء الفرقة، جميعنا اخترنا بعضنا بعضاً، بدأنا معاً منذ ،2009 ومررنا بمراحل عدة من الارتجال وتقمص الشخصية ومهارات الممثل المختلفة، وكان الناتج في البداية عرض "الفاشلون" الذي حقق نجاحاً كبيراً جداً لفت إلينا الأنظار، ثم قدمنا بعدها "إسطبل عنتر" وحقق النجاح نفسه، ثم كانت التجربة الثالثة عرض "حلم بلاستيك"، الذي لفت الأنظار إلينا بقوة، لدرجة أن مسرح الدولة يعطي فرصة لمجموعة شباب مستقلين لتقديم عرضهم على أحد مسارح الدولة لموسم كامل، فقدمنا ثلاثين ليلة عرض على مسرح الطليعة، واختيارنا لتمثيل مصر في الدورة السادسة من مهرجان المسرح العربي في الشارقة في دولة الإمارات العربية المتحدة، هو تكريم كبير لنا، أولاً لأننا نمثل مصر، وهذا يحدث للمرة الأولى لفرقة مستقلة، والثاني أن تختارنا اللجنة المنظمة للمهرجان في الشارقة، وهو أحد المهرجانات المسرحية المهمة الآن في الوطن العربي . ويضيف الدالي: حاولنا من خلال العرض رصد رحلة المواطن الباحث عن الحلم، وهذا الذي يتصور أنه في بلاد "العم سام" سيجد كل طموحاته، لكنه يفاجأ بأن الإنسان على الجانب الآخر مجرد ترس في ماكينة أكبر لا يمكن أن تتوقف، لذلك يسعي أن يمارس في إجازته الأسبوعية كل ما يوهمه أنه سعيد، أما المواطن هنا فمنذ ميلاده تتحكم فيه الموروثات الشعبية الساذجة والراسخة في العقل الجمعي بلا أي دليل علمي أو منطقي، ثم يمر برحلة طويلة من الممنوعات والقهر . الخليج الامارتية