GMT 12:06 2014 الخميس 9 يناير GMT 14:33 2014 الخميس 9 يناير :آخر تحديث تستعد المؤسسات الأوروبية بمجملها من برلمان ومفوضية ومجلس لتبديل قياداتها بحلول نهاية العام وبدأت كواليس الاتحاد الأوروبي تشهد منذ الان مناورات كبرى. وسيغادر المحافظ البرتغالي جوزيه مانويل باروزو رئيس المفوضية الأوروبية منذ 2004 والذي يثير جدلا بين مؤيدين ومنتقدين منصبه على رأس السلطة التنفيذية الأوروبية في 31 تشرين الاول/اكتوبر.غير انه لن يكون المسؤول الوحيد الذي سيخرج من الهيئات القيادية للاتحاد اذ ان المفوضية الأوروبية بمجملها مدعوة لتبديل اعضائها وسيتم اختيار احد المفوضين ال27 الجدد ليكون خلفا لوزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي البريطانية كاثرين آشتون. بروكسل: سيترتب على رؤساء الدول والحكومات الأوروبية التوافق بالاجماع على خلف لرئيس مجلس أوروبا البلجيكي هيرمان فان رومبوي الذي ينهي ولايته الثانية في 30 تشرين الثاني/نوفمبر. وبالنسبة للبرلمان الأوروبي، سيقوم مواطنو الاتحاد بانتخاب نوابهم ال750 بين 22 و25 ايار/مايو، على ان ينتخب البرلمان الجديد رئيسه خلال دورته الاولى في تموز/يوليو. وبدون انتظار هذه الاستحقاقات بدأت المناورات والمفاوضات منذ الان بين التشكيلات السياسية الأوروبية الكبرى في عملية مساومة واسعة النطاق تجري في الخفاء. وحتى الان كان رؤساء دول وحكومات الاتحاد الأوروبي هم الذين يتوافقون على تعيين رئيس المفوضية الأوروبية. غير ان اتفاقية لشبونة قد تبدل هذا العرف اذ انها تدعو القادة الى "الاخذ بالاعتبار نتيجة التصويت" في الانتخابات الأوروبية لتعيين مرشحهم لرئاسة المفوضية. غير انه ليس هناك ما يلزمهم قانونا بالعمل بهذا التوجيه ويبدي العديدون منهم تمنعا ان لم يكن معارضة صريحة لفكرة ان يفرض عليهم محاورهم المقبل على رأس السلطة التنفيذية الأوروبية. غير انه سيترتب في نهاية الامر الحصول على موافقة البرلمان لتثبيت خلف باروزو وبدون هذا الضوء الاخضر يبقى التعيين مستحيلا. كما يتعين على الرئيس والمفوضين ال27 الاخرين المثول امام النواب الأوروبيين قبل المصادقة على تعيينهم، في جلسات استماع تستمر حتى نهاية تشرين الاول/اكتوبر. وفي ما يتعلق بالانتخابات الأوروبية قررت العائلات السياسية تشكيل لوائح تترأسها شخصيات معروفة على صعيد الاتحاد الأوروبي ككل، ثقة منهم بان هذه الشخصيات مدعوة لخلافة باروزو لاحقا. وعين الاشتراكيون والاشتراكيون الديموقراطيون الأوروبيون الرئيس الحالي للبرلمان الأوروبي الالماني مارتن شولتس ليرأس لائحتهم الانتخابية. اما الليبراليون فمن المتوقع ان يختاروا مرشحهم في الاول من شباط/فبارير ما بين رئيس الوزراء البلجيكي السابق غي فيرهوفشتاد الذي يترأس حاليا الكتلة الليبرالية في البرلمان الأوروبي، والفنلندي اولي رين المفوض الحالي المكلف الشؤون الاقتصادية وهو بصفته تلك مرتبط بسياسات التقشف في أوروبا. وسيختار المحافظون والديموقراطيون المسيحيون من الحزب الشعبي الأوروبي رأس لائحتهم في اذار/مارس خلال مؤتمرهم المقرر في ايرلندا. ومن المرشحين لتزعم لائحتهم الفرنسي ميشال بارنييه المفوض الحالي المكلف الخدمات المالية، بعدما اعلن رئيس وزراء لوكسمبورغ السابق جان كلود يونكر الرئيس السابق لمجموعة اليورو عدم امكان تزعمه اللائحة. وترد اسماء اخرى في بروكسل مثل رئيس الوزراء الايرلندي إندا كيني والفنلندي يركي كاتينن والبولندي دونالد تاسك. وقد تكون الاشتراكية الديموقراطية الدنماركية هيلي ثورنينغ شميت بنظر القادة الأوروبيين بديلا لشولتس الذي لا يحظى كثيرا بتاييد المستشارة انغيلا ميركل. لكن في بروكسل حيث تسود قاعدة التسويات والتوازنات الدقيقة بين الدول الكبرى والصغرى، وبين اليمين واليسار المعتدلين، وبين الرجال والنساء، ليس من المفيد على الدوام أن يكون المسؤول تحت الاضواء. ففي 2009 جاء تعيين فان رومبوي بمثابة مفاجأة بعدما كان توني بلير المرشح الأول المرجح لهذا المنصب. وبعدما تم استبعاد رئيس الوزراء البريطاني السابق، كان الجميع يتوقع تعيين وزير الخارجية البريطاني ديفيد ميليباند وزيرا للخارجية الأوروبية، غير ان كاثرين آشتون اصبحت "صوت الاتحاد الأوروبي" بعدما كانت مفوضة أوروبية غير معروفة مكلفة التجارة. ايلاف